منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام يدعو لإنهاء الصراع في السودان قبل أن يتحول إلى حرب أهلية مدمرة

عربة محطمة في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور من جراء الأحداث التي شهدتها المدينة في 27 نيسان/أبريل 2023 في سياق القتال الدائر في السودان.
Mohamed Khalil
عربة محطمة في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور من جراء الأحداث التي شهدتها المدينة في 27 نيسان/أبريل 2023 في سياق القتال الدائر في السودان.

الأمين العام يدعو لإنهاء الصراع في السودان قبل أن يتحول إلى حرب أهلية مدمرة

السلم والأمن

قال الأمين العام للأمم المتحدة إن الوضع في السودان يصبح أكثر إثارة للقلق يوماً بعد يوم مع استمرار احتدام القتال وتدهور الوضع الأمني.

وأثناء زيارته لبوروندي قال غوتيريش- في مؤتمر صحفي- إن السودان يواجه "كارثة إنسانية"، حيث أصبح ملايين الأشخاص محاصرين في القتال ويواجهون انعدام الأمن الغذائي بشكل متزايد.

وأضاف: "هذه مأساة لشعب السودان وتهديد آخر للأمن في منطقة الساحل وشرق أفريقيا".

وقد فر أكثر من 100 ألف شخص من البلاد منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وتتوقع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن حوالي 800 ألف شخص قد يغادرون البلاد في الأيام والأسابيع القادمة مع استمرار المعارك.

 شبح الحرب الأهلية

وشدد السيد غوتيريش على ضرورة وقف القتال على الفور "قبل أن يتحول هذا الصراع إلى حرب أهلية يمكن أن تدمر البلاد وتحدث اضطرابات بالمنطقة لسنوات قادمة". وقال إنه يجب على جميع الأطراف نزع فتيل التوترات، والجلوس إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على هدنة مستقرة ودائمة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة تعمل يداً بيد مع الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية للتنمية (إيقاد)، وأعلن التزامه الشخصي بالعمل من أجل عودة السلام والحكم المدني إلى السودان.

كما دعا إلى ضمان الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية ودون عوائق للسماح بتوزيع المساعدات على المحتاجين بشكل فوري.

وقال: "يجب حماية السكان المدنيين والبنية التحتية، ويجب احترام العاملين في المجال الإنساني. أدعو المجتمع الدولي إلى دعم الشعب السوداني في سعيه لتحقيق السلام والعودة إلى الانتقال الديمقراطي".

الأزمة الكونغولية

يذكر أن الأمين العام متواجد في بوروندي للمشاركة في مؤتمر القمة الحادي عشر لآلية الرصد الإقليمية للاتفاق الإطاري للسلام والأمن والتعاون لجمهورية الكونغو الديمقراطية والمنطقة.

وشدد على أن الأزمة الحالية في البلاد تسلط الضوء على الحاجة إلى مضاعفة الجهود من أجل التنفيذ الكامل لالتزامات الاتفاق الإطاري. إلا أنه أكد أن ذلك يتطلب إرادة سياسية جماعية قبل كل شيء لتنفيذ روح ونص الاتفاق "من أجل معالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار، ولكسر الحلقة المفرغة للصراعات في المنطقة، ولإنهاء محنة السكان الذين عانوا أكثر من اللازم، لا سيما في جمهورية الكونغو الديمقراطية".

وفي هذا السياق، دعا السيد غوتيريش المجتمع الدولي إلى تعزيز ودعم مثل هذه العمليات بقيادة أفريقية، والتي توضح الإمكانات الكاملة للمبادرات الأفريقية في مجال السلام ومنع نشوب الصراعات.