منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام في ذكرى هيروشيما: الحل الوحيد للتهديد النووي هو عدم امتلاك أسلحة نووية على الإطلاق

الأمين العام أنطونيو غوتيريش يحضر مراسم السلام التذكارية في هيروشيما.
UN Photo/Ichiro Mae
الأمين العام أنطونيو غوتيريش يحضر مراسم السلام التذكارية في هيروشيما.

الأمين العام في ذكرى هيروشيما: الحل الوحيد للتهديد النووي هو عدم امتلاك أسلحة نووية على الإطلاق

السلم والأمن

خلال مشاركته في مراسم السلام التذكارية في هيروشيما باليابان، دعا الأمين العام للأمم المتحدة مجددا زعماء العالم إلى إزالة مخزونات الأسلحة النووية بشكل عاجل. 

 

ويحيي الاحتفال السنوي ذكرى القصف الذري للمدينة في السادس من آب/أغسطس 1945 خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال السيد أنطونيو غوتيريش: "منذ سبعة وسبعين عاما، قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص في هذه المدينة في غمضة عين. تم حرق النساء والأطفال والرجال في حريق جهمني، وتحوّلت المباني إلى تراب."

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، حيث "حلّت لعنة الإرث الإشعاعي" على الناجين، والتلوّث بالسرطان. وطاردتهم المشكلات الصحية.

وتابع السيد غوتيريش يقول: "تذكرنا الشهادات الثابتة للهيباكوشا بالحماقة الأساسية للأسلحة النووية. الأسلحة النووية هراء." 

والهيباكوشا هي مجموعة من الضحايا الناجين من القنبلة الذرية في هيروشيما وناغازاكي.

إنفاق المليارات على السلاح النووي

أشار السيد غوتيريش إلى أنه بعد ثلاثة أرباع قرن، "يجب أن نسأل عمّا تعلمناه من سحابة الفطر التي انتشرت فوق هذه المدينة في عام 1945. أو من الحرب الباردة وحالات الفشل المرعبة التي وضعت البشرية في غضون دقائق من الفناء."

ونوّه إلى العقود الواعدة لتخفيض الترسانات والقبول الواسع لمبادئ مناهضة استخدام الأسلحة النووية وانتشارها واختبارها. "لأن سباق التسلح الجديد يزداد سرعة."

ومضى قائلا: "يعزز زعماء العالم المخزونات بتكلفة مئات المليارات من الدولارات. ويوجد ما يقرب من 13,000 سلاح نووي في ترسانات حول العالم."

وتنتشر الأزمات ذات الصبغة النووية الخطيرة بسرعة – من الشرق الأوسط إلى شبه الجزيرة الكورية، إلى الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال: "من غير المقبول إطلاقا أن تعترف الدول التي تمتلك أسلحة نووية بإمكانية نشوب حرب نووية. البشرية تعبث بمسدس محشو."

مدينة هيروشيما كما بدت بعد مدة قصيرة من إلقاء القنبلة الذرية.
UN Photo/Mitsugu Kishida
مدينة هيروشيما كما بدت بعد مدة قصيرة من إلقاء القنبلة الذرية.

إشارات تبعث على الأمل

قال الأمين العام إن ثمّة إشارات تبعث على الأمل، فقد اجتمع أعضاء معاهدة حظر الأسلحة النووية في حزيران/يونيو، لأول مرة، لوضع خارطة طريق نحو عالم خالٍ من هذه الأسلحة الفتاكة.

والآن، ينعقد المؤتمر الاستعراضي العاشر للأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في نيويورك.

ليوم، من هذا الفضاء المقدّس، أدعو أعضاء هذه المعاهدة إلى العمل بشكل عاجل للقضاء على المخزونات التي تهدد مستقبلنا. لتعزيز الحوار والدبلوماسية والتفاوض، ولدعم أجندتي الخاصة بنزع السلاح من خلال القضاء على وسائل التدمير هذه."

ودعا الدول التي تمتلك أسلحة نووية لأن تلتزم بـ "عدم البدء باستخدام" هذه الأسلحة. "يجب عليها أيضا أن تطمئن الدول التي ليس لديها أسلحة نووية بأنها لن تستخدم – أو تهدد باستخدام – الأسلحة النووية ضدها."

إزالة الخيار النووي عن الطاولة

وحثّ على إبقاء أهوال هيروشيما نصب الأعين في جميع الأوقات، مع الاعتراف بوجود حل واحد فقط للتهديد النووي: عدم امتلاك أسلحة نووية على الإطلاق.

وقال في رسالة إلى القادة: "أزيلوا الخيار النووي من على الطاولة – إلى الأبد. حان الوقت لنشر السلام."

ولفت الانتباه إلى رسالة الهيباكوشا، بعدم تكرار هيروشيما وناغازاكي.

وقال للشباب اليوم: "أكملوا العمل الذي بدأه الهيباكوشا. لا يجب أن ينسى العالم ما حدث هنا."

وأشار إلى أن ذكرى أولئك الذين ماتوا لن تنقرض أبدا، وكذلك إرث أولئك الذين نجوا.