منظور عالمي قصص إنسانية

رئيس بعثة الأمم المتحدة للتحقق في كولومبيا: الإدارة الجديدة توفر "فرصة هائلة" لتعزيز السلام في البلاد

كارلوس رويز ماسيو، الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للتحقق في كولومبيا خلال احاتطه لمجلس الأمن
UN Photo/Eskinder Debebe
كارلوس رويز ماسيو، الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للتحقق في كولومبيا خلال احاتطه لمجلس الأمن

رئيس بعثة الأمم المتحدة للتحقق في كولومبيا: الإدارة الجديدة توفر "فرصة هائلة" لتعزيز السلام في البلاد

السلم والأمن

يجب على المجتمع الدولي تقديم الدعم الكامل للإدارة القادمة في كولومبيا، والتي لديها فرصة هائلة لتسريع تنفيذ اتفاق السلام التاريخي لعام 2016 الذي أنهى أكثر من 50 عاماً من الحرب الأهلية. هذا ما قاله كارلوس رويز ماسيو، الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للتحقق في كولومبيا، لمجلس الأمن الدولي اليوم الخميس خلال إحاطته حول الوضع في البلاد.

وقدم المسؤول الأممي تقريراً عن التطورات السياسية الأخيرة، بما في ذلك انتخاب الرئيس غوستافو بترو الشهر الماضي ونائبة الرئيس فرانسيا ماركيز، وهي أول امرأة كولومبية من أصل أفريقي تشغل هذا المنصب.

وقد التقى السيد ماسيو مع كلا المسؤولين، الذين سيؤديان اليمين في 7 آب /أغسطس.

فرصة ومسؤولية هائلتان

وبحسب السيد ماسيو، فقد أكد الرئيس المنتخب بقوة على أن السلام سيكون حجر الزاوية في حكومته، في حين كررت السيدة ماركيز التأكيد على أن السلام، من خلال نهج إقليمي وعرقي، سيحتل مكانة بارزة في جدول أعمالها.

قال الممثل الخاص للمجلس: "في الواقع، لدى الإدارة القادمة فرصة ومسؤولية هائلتين لتسريع تنفيذ اتفاق السلام."

"هناك أسباب جيدة وجيدة للغاية للتفاؤل، وأعتقد أنه ينبغي على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ككل بذل كل ما في وسعهما لتقديم دعمهما."

إظهار التنوع في كولومبيا

قال السيد ماسيو إن النتائج الانتخابية تعكس بشكل متزايد تنوع المجتمع الكولومبي.

ستشكل النساء ما يقرب من 30 في المائة من الكونغرس الجديد الذي سيتم تنصيبه الأسبوع المقبل، وهو أمر "غير المسبوق." وسيضم أيضا 16 ممثلا لضحايا من المناطق المتضررة من الصراع.

وأعرب رئيس بعثة الأمم المتحدة عن أمله في أن يحرز الكونغرس الجديد "تقدماً كبيراً" نحو إقرار أكثر من 30 قانوناً متعلقاً بالسلام، بما في ذلك الإصلاح الريفي الشامل وضمانات المشاركة السياسية.

معوقات السلام

على الرغم من أن هذه التطورات شجعته، إلا أن الممثل الخاص سلط الضوء أيضاً على العقبات الخطيرة التي تعترض توطيد السلام، ولا سيما العنف المستمر ضد المجتمعات المحلية والزعماء والمقاتلين السابقين من ميليشيا القوات المسلحة الثورية لكولومبيا - الجيش الشعبي.

فقد سجلت بعثة الأمم المتحدة مقتل 331 من المقاتلين السابقين منذ توقيع اتفاق السلام. قُتل أربعة في الأسبوعين الماضيين فقط، بمن فيهم رونالد روخاس، المعروف أيضاً باسم راميرو دوران، وهو زعيم بارز للمقاتلين السابقين الذين دافعوا عن إعادة الإدماج وتنفيذ الاتفاق على نطاق أوسع.

وأضاف السيد ماسيو: "يجب ضمان أمنهم. يجب أن تكون الأولوية في أي اتفاق سلام حماية حياة أولئك الذين ألقوا أسلحتهم بحسن نية مع التأكيد على حمايتهم."

بالإضافة إلى ذلك، تواصل "الجهات المسلحة غير الشرعية" استهداف القادة المحليين في المناطق المتضررة من النزاع والتي تتميز بالفقر والاقتصادات غير المشروعة والوجود المحدود للدولة- ومجتمعات السكان الأصليين والكولومبيون المنحدرون من أصل أفريقي من بين أكثر الفئات تضرراً من العنف وانعدام الأمن.

الأب فرانسيسكو خوسيه دي رو رينجيفو، لجنة تقصي الحقائق في كولومبيا، يلقي كلمة أمام مجلس الأمن الدولي
UN Photo/Eskinder Debebe
الأب فرانسيسكو خوسيه دي رو رينجيفو، لجنة تقصي الحقائق في كولومبيا، يلقي كلمة أمام مجلس الأمن الدولي

تقرير تاريخي للجنة تقصي الحقائق

كما قدم السيد ماسيو إحاطة حول أنشطة لجنة تقصي الحقائق في كولومبيا، التي نشرت تقريرها النهائي بعد ثلاث سنوات من العمل، واصفًا إياه بأنه "معلم ذو أهمية قصوى للسلام في كولومبيا والعالم".

ومن بين التوصيات، مناشدة هيئات الدولة ضمان التنفيذ الكامل للاتفاق النهائي.

كما ألقى رئيس اللجنة، الأب فرانسيسكو خوسيه دي رو رينجيفو، كلمة أمام المجلس، أوضح فيها حجم الحرب التي أودت بحياة أكثر من 450 ألف شخص وأثرت على أكثر من 10 ملايين آخرين.

وكان قد استمع أعضاء اللجنة إلى شهادات أكثر من 30 ألف فرد وهيئة "من جميع أنحاء بلد مقسم" وفي 24 دولة حيث يوجد الكولومبيون في المنفى.

كما قرأوا أكثر من ألف تقرير من المجتمعات المحلية، وسافروا إلى أماكن حدثت فيها مذابح، واستمعوا إلى أكثر من 50 ألف شخص تم اختطافهم، بالإضافة إلى آلاف الفتيان والفتيات الذين أُجبروا على القتال.

وقال متحدثاً باللغة الإسبانية: "لقد مشينا إلى جانب أكثر من ثمانية ملايين نازح، وسرنا جنباً إلى جنب مع آلاف النساء اللواتي تم استخدام أجسادهن كساحات للمعارك."

التفاؤل بالمستقبل

وأبدى رئيس اللجنة تفاؤله بشأن مستقبل كولومبيا لأن العديد من المواطنين قد انضموا إلى "هذا الكفاح من أجل السلام وحماية الحياة،" بما في ذلك الشباب والنساء والسكان الأصليون والكولومبيون الأفارقة والزعماء الدينيون وأعضاء مجتمع الميم.

وقال: "أمام كولومبيا طريق طويل لتقطعه لكنها بدأت رحلتها. كولومبيا مصممة على التطلع إلى الأمام، وسنقبل جراحنا لإغناء أنفسنا في نهاية المطاف كثقافة وكشعب، مدفوعين بالإبداع والفن والحرية وخلق الحياة".

"مستقبل من السلام والمصالحة"

التقى الأب دي رو وزملائه أعضاء اللجنة بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الأربعاء وقدموا له نسخة من تقريرهم، الذي وصفه بأنه "معلم رئيسي وإنجاز لعملية السلام".

وقال المتحدث باسمه، في بيان صدر اليوم الخميس، إن السيد غوتيريش هنأ اللجنة على عملها الدؤوب لفحص الأسباب المعقدة والعواقب المؤلمة للنزاع المسلح في كولومبيا.

وجاء في البيان أن "الأمين العام أعرب عن أمله في أن يستفيد الشعب الكولومبي وقادته بشكل كامل من التقرير كأداة لفهم الماضي بشكل أفضل من أجل تأمين مستقبل يسوده السلام والمصالحة."