يأتي الاحتفال باليوم العالمي للمياه هذا العام وشعاره "تسريع التغيير لحل أزمة المياه والصرف الصحي"، حيث أكد الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيرش أن الماء يمثل أهمية بالغة في جميع جوانب حياتنا اليومية فهو يشبه الدم الذي يسري في العروق، مشيرا إلى أنه يجب أن ينتج عن مؤتمر الأمم المتحدة لعام 2023 بشأن المياه جدول أعمال جريء بشأن المياه يمنح شريان الحياة لعالمنا، ومضى السيد أنطونيو غوتيريش قائلا:

"الماء حق من حقوق الإنسان - وهو قاسم إنمائي مشترك لتشكيل مستقبل أفضل. لكننا في ورطة كبيرة ونحذر من استنزاف شريان الحياة البشري بالاستهلاك المفرط والاستخدام غير المستدام، وتبخره من خلال الاحتباس الحراري. كسرنا دورة المياه ودمرنا النظم البيئية ولوثنا المياه الجوفية، ما يقرب ثلاث من كل أربع كوارث طبيعية مرتبطة بالمياه ويعيش واحد من كل أربعة أشخاص بدون خدمات مياه مدارة بأمان أو مياه شرب نظيفة".

"ويفتقر أكثر من 1.7 مليار شخص إلى مرافق الصرف الصحي الأساسية ويتغوط نصف مليار شخص في العراء. وتقضي ملايين النساء والفتيات ساعات كل يوم في جلب الماء.

"وهناك أربعة مجالات رئيسية لتسريع النتائج المتعلقة بالمياه وتغيير الوضع الحالي منها سد الفجوة في مجال إدارة المياه. ولقد دعونا الحكومات إلى تطوير وتنفيذ الخطط التي تضمن الوصول العادل للمياه بالنسبة لجميع الناس مع الحفاظ على هذا المورد الثمين. كما دعونا البلدان أيضا إلى العمل معا عبر الحدود لإدارة المياه بشكل مشترك".

ونحن نحتفل باليوم العالمي للمياه هذا العام فقد قطعت بعض محافظات مصر شوطا في سبيل التوعية بأهمية الحفاظ على نقطة المياه ونظمت أسبوعا مائيا وشعاره "كل نقطة بتفرق". ففي محافظة أسوان تابع اللواء أشرف عطية محافظ أسوان أنشطة وفعاليات الأسبوع المائي للاحتفال باليوم العالمي للمياه الذي يتماشى مع الحملة القومية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى لترشيد استهلاك المياه وتطبيق تكنولوجيا التوفير الحديثة ضمن أهداف التنمية المستدامة، 2030:

"أتقدم للمسؤولين والعاملين بخالص الشكر والتقدير لجهودهم البناءة وأشكر القائمين على المشروع السويسري ووزارة التنمية المحلية والأزهر الشريف والكنيسة ومديريات الأوقاف والشباب والرياضة والصحة والتربية والتعليم والتضامن الاجتماعي وجامعة أسوان الذين يجسدون روح التلاحم والترابط في المجتمع الأسواني لمواجهة أي تحديات. وهذا التلاحم ساهم من خلال هذه المبادرة بشكل فعال في حملات التوعية بترشيد استهلاك المياه".

كما تنفذ يونيسف مصر مشروع القرض الدوار الذي بدأته منذ عام 2009 وحتى الآن لمساعدة الأسر الفقيرة على تركيب وصلات مياه الشرب والصرف الصحي المنزلية. ويقول الأستاذ ريمون شكري المسؤول الميداني بيونيسف مصر يغطى القرض تكاليف التوصيل ويتم سداد قيمته على أقساط ميسرة بدون فوائد على فترات طويلة كما يحدث في بعض المحافظات مثل المنيا والفيوم والاقصر، وأضاف:

"فكرة القرض الدوار تتضمن تركيب وصلات مياه وصرف صحي للأسر الأكثر احتياجا في قرى محافظات مصر المختلفة، ويتم التنسيق الآن مع مبادرة "حياة كريمة" التي يرعاها رئيس الجمهورية، ويتم تنفيذ المشروع بشراكة مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي. فعلى سبيل المثال، قمنا بتركيب وصلات المياه في أماكن متفرقة بمحافظة الفيوم كطامية وسنورس والخالدية ووصل عدد الوصلات المنزلية إلى ألف وصلة خلال العام الماضي وذلك بالتعاون مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي".

وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي للمياه هذا العام يتم تنفيذ مبادرة صحتنا في بيئتنا في عدد من المحافظات بهدف تحسين وترسيخ مفهوم الحفاظ على جودة المياه وترشيد استهلاكها، كما يقول دكتور أحمد حماد مدير إدارة الرعاية الأولية بمحافظة الأقصر:

"تتم هذه المبادرة بالتنسيق مع منظمة اليونيسف من خلال الوحدات الصحية ومراكز الرعاية الصحية وذلك بتعميم إدخال الطاقة الشمسية بالمؤسسة الصحية بالشراكة مع مديريتي التربية والتعليم والصحة وشركة مياه الشرب، وذلك بهدف تحسين جودة المياه من خلال استخدام الطاقة الشمسية".

وفي محافظة أسيوط تستمر حملات توعية طلاب المدارس وتزويدهم بالمعلومات البيئية السليمة التي تساعدهم للعيش في بيئة آمنة، كما تقول الأستاذة غاية عطا مديرة إدارة التربية البيئية والصحية بمديرية التربية والتعليم بأسيوط:

"نتشارك مع منظمة اليونيسف وشركة مياه الشرب من خلال مبادرة صحتنا في بيئتنا وذلك بتزويد طلاب وطالبات المدارس بالمعلومات الصحية والبيئية والسكانية ليكونوا سفراء للحفاظ على البيئة بشكل عام والمياه بشكل خاص".

في الاحتفال باليوم العالمي للمياه هذا العام يبقى العالم بحاجة لتسريع التغيير لحل أزمة المياه والصرف الصحي، كما يشير

الإصدار الجديد من تقرير الأمم المتحدة حول تنمية المياه في العالم الذي يحمل هذا العام شعاره: "الشراكات والتعاون من أجل المياه".