منظور عالمي قصص إنسانية

حوار مع القاضي حاتم علي حول ظاهرة الاتجار بالبشر وارتفاع أعداد الأطفال ضحاياها

حوار مع القاضي حاتم علي حول ظاهرة الاتجار بالبشر وارتفاع أعداد الأطفال ضحاياها

أكد القاضي حاتم علي، الممثل الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون الخليجي أن التقرير العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر يشير إلى ازدياد مضطرد في أعداد ضحايا الاتجار بالبشر حول العالم. بمعنى أن المآسي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية حول العالم والحروب والاضطرابات التي منيت فيها أجزاء كبيرة من العالم ولا سيّما المنطقة العربية خلال السنوات الأخيرة قد أدت لأن تصبح مجتمعات عديدة – وليس فقط الأفراد – تحت لواء الخطر أو الاستضعاف، وأكثر عرضة للاتجار بهم من العصابات والمؤسسات الإجرامية المنظمة.

وقال إن ثمة زيادة في عدد الأطفال المتاجر بهم على مستوى العالم، وهذا ناقوس خطر يدقه التقرير. "نحن نعلم أنه منذ سنوات سابقة وتقارير سابقة أن الاتجار بالأطفال تحديدا لا يزيد إلا عندما تزيد المعاناة الإنسانية وتزداد المعاناة الاقتصادية، وتكون الظروف طاحنة للأسرة ولا يجد حتى الأشخاص كبار السن في الأسرة فرصة للعيش سوى بالاتجار بأطفالهم وفلذات أكبادهم".

كما لاحظ التقرير زيادة نسبة الاتجار بالبشر عبر التقنية المستحدثة والاستقدام والاستقطاب للضحايا يتم الآن عن طريق التواصل عن بُعد. وقال:
"هناك ازدياد في استخدام الإنترنت في جريمة الاتجار بالبشر والترويج لها وللخدمات والاتجار الجنسي، ولكن الأخطر أيضا أن استخدام الإنترنت يزيد على 50% للاستقطاب والاتجار بالبشر ووسائل الإكراه ووسائل الخداع تتم باستخدام الإنترنت ووسائط التواصل الاجتماعي سواء بتهيئة عمل كاذب أو وظائف كاذبة أو تيسير الحصول على وثائق مزورة للحصول على فرصة عمل. لذلك نعمل مع الدول كثيرا على إيجاد رقابة نوعا ما حكومية صارمة وآلية لتلقي البلاغات والشكاوى عن الصفحات المشبوهة والرسائل المشبوهة التي تصل إلى المواطنين والمواطنات سواء عبر البريد الإلكتروني أو الهاتف أو أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي حتى نستطيع معا أن نوقف هذه الموجة الكبيرة، أو حتى نحد من هذه الموجة في الترويج للجرائم أو الاستقدام عبر الإنترنت".

تنزيل

ينظر المتاجرون بالبشر على ضحاياهم وكأنهم "سلعة" ولا يأبهون بكرامة الإنسان ولا بحقوقه. يبيعون أبناء جلدتهم بأثمان قد تتراوح بين 10 دولارات و10 آلاف دولار، أما العوائد فتبلغ مئات الملايين من الدولارات.

هذا ما كشف عنه التقرير العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر الذي يصدر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة كل عامين. أما الواقع المرير، فيقول إن الأطفال ضحايا المتاجرين بالبشر تضاعف عددهم بثلاث مرات في الأعوام 15 الماضية، في حين أن حصة الأولاد تضاعفت خمس مرات. وظلت الفتاة ضحية للاستغلال الجنسي أما الصبي فيُستخدم في العمل القسري. وتزيد جائحة كـوفيد-19 من تدهور الاتجاه العام للاتجار بالبشر.

استمع
11'35"
مصدر الصورة
© UNICEF/UN045727/Pirozzi