منظور عالمي قصص إنسانية

حوار خاص مع د. أمجد الخولي استشاري الأوبئة في منظمة الصحة العالمية

حوار خاص مع د. أمجد الخولي استشاري الأوبئة في منظمة الصحة العالمية

تشهد منطقة شرق المتوسط ارتفاعا في حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وبحسب المكتب الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، تم تسجيل نحو 46 ألف حالة من بينها نحو 2800 وفاة حتى مطلع هذا الأسبوع.

وقد كشفت المنظمة هذا الأسبوع عن ظهور كـوفيد-19 في 21 دولة من أصل 22 في الإقليم من بينها دول ذات أنظمة صحية هشة بما في ذلك سوريا وليبيا، ودعت إلى تطبيق الإجراءات المهمة للتصدي للمرض، خاصة العزل وتجنب المخالطة.

أخبار الأمم المتحدة أجرت هذا الحوار مع د. أمجد الخولي، استشاري الأوبئة في منظمة الصحة العالمية.

  • ما هو الفارق بين الحجر الصحي والعزل الصحي؟

الحجر الصحي يكون لأشخاص أصحاء، ولكن يوجد احتمالية مخالطتهم لمصابين بشكل أو بأخر، فبالتالي من المتوقع أن يكونوا هم أيضا مصابين، فنقيّد حركتهم لفترة للتحقق من إصابتهم ومنع الانتشار. وفي حال ثبتت إصابتهم، نكون اكتشفنا ذلك بوقت مبكر وبالتالي نحد من انتشار الفيروس ونقل العدوى للأخرين.

مجرد ما يتم اكتشاف مصاب سواء عن طريق ظهور العوارض عليه أو الفحص مخبريا، تبدأ إجراءات العزل مباشرة. هذه الإجراءات مختلفة خاصة في مجال تطبيق إجراءات مكافحة العدوى. ومن الممكن أن يوضع شخصين مصابين في غرفة واحدة، ولكن يجب أن تكون المسافة بين المريضين على الأقل مترا ونصف المتر إلى مترين، وأن يكون المكان معرضا للتهوية بشكل دائم، خشية من انتقال الفيروسات المختلفة، ليس فقط كوفيد-19 ولكن أي أمراض تنفسية أخرى لأنه من الممكن أن تؤدي إلى مضاعفات أخرى.

  • ما هي الفترة التي تكون فيها احتمالية نقل المرض أكثر من غيرها: هل هي في بداية المرض أم في المنتصف أم قبل ذلك؟

عادة ما يستطيع الشخص نقل المرض لغيره قبل يومين من ظهور الأعراض، وطالما توجد الأعراض يمكن نقل المرض. لذلك نؤكد أن العناية الشخصية والنظافة الشخصية مهمان حتى مع الأشخاص الذين يبدون أصحاء.

نسبة عدوى الآخرين تصل إلى الذروة في أول أيام ظهور الأعراض ثم تبدأ تقلّ ولكن تكون النسبة موجودة إلى أن تتلاشى تماما بعد يومين من انتهاء الأعراض. وحتى يثبت شفاء المريض يجب ألا تظهر عليه الأعراض لمدة 48 ساعة وأن يتم فحصه مرتين تفصل بينهما 24 ساعة وأن تكون النتيجة سلبية.

لم يثبت حتى الآن أن الشخص المتوفي قادر على نقل المرض ولكن بحسب عادات وتقاليد الشعوب مثل المناطق الإسلامية حيث يتم "تغسيل" المتوفي، ولذا من المتوقع أن تكون هناك إفرازات من جسم المتوفي، ولذا لا بد من اتباع وسائل الحماية مثل ارتداء القناع وغسل الأيدي باستمرار ويُفضل أن يتم تغسيل المتوفي على يد خبراء وأشخاص مدربين وليس على يد أقارب الميت.

وفي مجتمعات أخرى يتم تقبيل الميت، يجب توخي الحذر من هذا الأمر أيضا. الإفرازات تبقى على الأسطح بضع ساعات قد تصل إلى أيام، ولذا من المهم أخذ الحيطة والحذر والتعامل معه كمريض واتخاذ كافة إجراءات الوقاية خاصة في الساعات الأولى من الوفاة.

  • هناك طرق معالجة عن طريق أخذ بلازما من جسد شخص تعافى إلى جسد شخص لا يزال يعاني من كوفيد-19. ما مدى نجاعة هذه الطريقة؟

هناك تجارب قائمة على ذلك وخاصة في الصين، ولكن لم يثبت نجاحه تماما لأن الجسم بحاجة لفترة من الزمن لتكوين أجسام مضادة وليس من الضرورة أن تكون هذه الأجسام قادرة على مقاومة المرض في جسم آخر ولا يزال هذا الأمر تحت البحث لم تظهر له نتائج إيجابية ولم توصي به منظمة الصحة العالمية ولا أي من المؤسسات الدولية وقد ينجح في بعض الحالات وقد يفشل وقد يتسبب بنقل أمراض عن طريق الدم ولذا لا يُنصح باستخدامه دون إشراف طبي عالي لأنه تجربة سريرية نتعامل فيها مع إفرازات شخص إلى شخص آخر.

  • يتساءل البعض مثلا في الولايات المتحدة، لماذا لا تتوفر الاختبارات بالمستوى المطلوب؟

هناك مشكلتان تواجهان منظمة الصحة العالمية ويمكن العالم بأسره. أول مشكلة هي صعوبة إنتاج كميات تكفي جميع دول العالم، لا يمكن أن نتخيل أنه من الممكن لمنتج تم اكتشافه منذ أسابيع أو أشهر قليلة جدا، أن نستطيع إنتاج كميات كافية بمدة زمنية صغيرة لجميع دول العالم. سيكون هناك ضغط طلب كبير، للمعامل طاقة إنتاجية محددة مهما حاولنا مضاعفة الطاقة الإنتاجية ولذا هناك شح بالمعروض وزيادة كبيرة في المطلوب. المعيق الاخر الذي يواجه منظمة الصحة العالمية والدول الأكثر احتياجا، هو توقف حركة الطيران وحظر السفر من وإلى العديد من الدول، سيكون من الصعب توصيل المعونات والكواشف المخبرية المتوفرة إلى الدولة المحتاجة.

  • البعض يتعامل مع مرضى كـوفيد-19 بطريقة وصم وعار. ما هي الرسالة التي توجهها لهؤلاء الأشخاص؟

في الحقيقة، إن فرصة الإصابة بمرض كـوفيد-19 هي مثل فرصة الإصابة بالإنفلونزا أو غيرها من الأمراض. كل شخص على سطح هذا الكوكب هو معرض، لا يوجد شخص ليس معرضا مهما بلغ من قوة، ولذلك لا يمكن إلقاء اللوم على جنسية أو دولة معينة أو فصيل، واتهامها على أنها السبب بانتقال الفيروس. الفيروس تطور بشكل طبيعي بناء على كافة المعلومات والاختبارات والدراسات والأبحاث التي أجريت حتى الآن. في البداية تطور الفيروس بشكل طبيعي ثم انتقل من الحيوان إلى الإنسان وبعدها من الإنسان إلى الإنسان. إصابة شخص بهذا المرض هو شيء متوقع ولابد أن يُحترم وتقديم يد العون له. مطالبنا بعدم مخالطة هذا الشخص ليس معناه أنه موصوم أو ارتكب ذنبا، ويجب أن يعاقب عليه، ولكن الغرض هو حماية أنفسنا من العدوى على أن تكون هذه الإجراءات مؤقتة إلى أن يزول خطر نقله للأخرين.

نحن نؤكد أهمية التباعد الاجتماعي وعدم المخالطة، ولكن هذه التعليمات موجهة للجميع وليس للمصابين فقط. ووجود شخص مصاب لا يعني أنه من تسبب في نشر العدوى وعلينا نبذه من المجتمع، لكنه مريض بمرضٍ ما سيتم إصابته لعدة أيام وغالبية المرضى يشفون. لا يمكن نبذهم، فلا بد لهؤلاء العودة إلى حياتهم الطبيعية. تعمل منظمة الصحة العالمية أيضا على جانب الدعم النفسي للمرضى والمخالطين لهم وللمجتمع أجمع، ويوجد أكثر من إجراء وتعاون مع وزارات الصحة لتأكيد هذه النقطة الهامة للمرضى والأسر والمجتمع بأسره.

تنزيل

تشهد منطقة شرق المتوسط ارتفاعا في حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وبحسب المكتب الإقليمي لشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، تم تسجيل نحو 46 ألف حالة من بينها نحو 2800 وفاة حتى مطلع هذا الأسبوع.

وقد كشفت المنظمة هذا الأسبوع عن ظهور كـوفيد-19 في 21 دولة من أصل 22 في الإقليم من بينها دول ذات أنظمة صحية هشة بما في ذلك سوريا وليبيا، ودعت إلى تطبيق الإجراءات المهمة للتصدي للمرض، خاصة العزل وتجنب المخالطة.

أخبار الأمم المتحدة أجرت هذا الحوار مع د. أمجد الخولي، استشاري الأوبئة في منظمة الصحة العالمية.

مدة الملف
9'13"
مصدر الصورة
US National Institute of Allergy and Infectious Diseases