منظور عالمي قصص إنسانية

حوار مع جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة

حوار مع جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة

جمال بن حويرب: أهداف مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة هي نشر المعرفة في العالم وخاصة العالم العربي والإسلامي وكذلك دعم رواد الأعمال من فئة الشباب ودعم اللغة العربية وتنمية رأس المال البشري. وقد قامت المؤسسة خلال 11 سنة الماضية بأعمال كبيرة في تحقيق هذه الأهداف.

أخبار الأمم المتحدة: كيف يسهم عمل المؤسسة في تعزيز التنمية التي تخدم البشرية في العالم العربي؟

جمال بن حويرب: إننا مهتمون بالمعرفة، لأنها عربة التنمية، وبدون معرفة لن يكون هناك تنمية. وقد تمكنا خلال السنوات الماضية من إصدار تقارير ومؤشرات، كما أعطينا فرصة للحكومات العربية وغير العربية ليتعرفوا على واقع المعرفة في بلدانهم. وهذا يعتبر بحد ذاته أداة كبرى للانتقال من حال إلى أخرى، من استيراد المعرفة إلى إنتاجها وثم تصديرها. والاهتمام بالمعرفة يقود إلى التنمية ورفع مستوى الاقتصاد. ولا تقوم مؤسستنا بالصرف على مشاريع التنمية لأن ذلك مسؤولية الدولة، فنحن محرك البحث، فنقوم بالبحث عن مستويات التعليم في الدولة وبيئة التمكين فيها، وتتمكن الدولة عن التعرف على وضعها من خلال هذه الأبحاث. ويوجد لدينا مؤشرات 131 دولة وأقمنا ورش مع تلك الدول سواء الوزارات والجهات المعنية في الدول التي تجاوبت مع المؤسسة. ومنها مصر والأردن وتونس والمغرب وفنلندا وسنغافورة والآن في سويسرا وغيرها من الدول التي ترغب في التعاون لرفعة بلادهم ومستوى المعرفة لأن اقتصاد المعرفة هو الذي يقود التنمية ويقود الازدهار في المستقبل القريب.

أخبار الأمم المتحدة: تحدثتم عن التواصل مع الدول العربية، ما هي التحديات التي تواجهونها في العالم العربي؟

جمال بن حويرب: تتمثل التحديات في الصراعات التي انتشرت بعد ما يسمى بالربيع العربي والحمد لله بدأت الأمور تهدأ تدريجيا. فلو تتبعنا تقرير المعرفة الأول والثاني اللذين صدرا قبل الربيع العربي لوجدنا اختلافا كبيرا مع التقرير الثالث الذي صدر بعد الربيع العربي. إن من قاموا بتسمية الربيع العربي لم يحسنوا التسمية. فقد تراجع مستوى المعرفة في هذه الدول بشكل خطير وازدادت نسبة الأمية، وأنا لا اتحدث هنا عن أمية تقنية المعلومات، بل عن أمية القراءة والكتابة والتي أصبحت الآن معضلة اليوم في بعض الدول. وهناك أيضا مشكلة اللاجئين وهي معضلة كبرى تواجه الدول العربية إضافة إلى قلة الموارد والصرف على البنية التحتية وعلى الأبحاث وغير ذلك.

وتقوم المؤسسة بإعطاء المؤشرات لهذه الدول وكذلك التقارير والحلول لهذه الدول لكي تقوم بتغيير المنهجية التي قد تكون سببا في تأخرها. والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يود أن تكون جميع الدول العربية بنفس المستوى من التقدم والاقتصاد والبنية التحتية.

أخبار الأمم المتحدة: ما هي أهم النقاط التي حرصتم على تسليط الضوء عليها في الفعالية؟

جمال بن حويرب: أولا أهمية الشراكة ما بين المنظمات القوية. فالشراكة مع المنظمات القوية تؤدي إلى نتائج قوية وتؤدي إلى ثمار يستفيد منها الناس. وقد أثمرت شراكتنا مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائية منذ عشر سنوات على أشياء كبيرة، وأصبحنا نصدر المعلومات لجميع دول العالم. وقد انفردت المؤسسة والبرنامج بتصنيف العالم معرفيا، وهذا الأهم، لأن الناس يعيشون على الاقتصاد، فلا اقتصاد بدون معرفة، ولا معرفة إن لم يعرف المستوى في تلك الدولة.

أخبار الأمم المتحدة: ما هي أهم المشاريع التي قمتهم بها في العالم العربي؟

جمال بن حويرب: لقد قمنا بإعداد المؤشرات والتقارير. كيف يمكن أن يتطور شخص ما لم يعرف مستواه، ولا يعرف ما ينقصه. إن من أهم المشاريع التي قامت بها المؤسسة هو نشر المعرفة رقميا وورقيا. فنحن نطبع كمية هائلة من الكتب وكذلك ننشر ملايين الكتب الرقمية من خلال مكتبة دبي الرقمية والمتاحة للجميع من أجل الاستفادة من العلم. كما أن هناك برنامج دبي العلمي للكتابة يهدف لإخراج جيل مبدع من العرب في مجالات الترجمة والقصة وأدب المقال وأدب الطفل والرواية.

ولدى المؤسسة شراكة لمدة عشر سنوات مع مؤسسة نوبل. ونحن نقيم متحفا سنويا لنوبل يزوره الناس من كافة البلاد وكذلك على الانترنت. وسننقل المعرض الآن إلى الدول العربية والإسلامية، كوننا نملك المتحف، وذلك لزيادة الوعي في مجالات العلوم كي يتمكن العرب بشكل أكثر من الحصول على جائزة نوبل.

ولدينا أيضا علاقات مع الجامعات الكبرى، حيث أن لدينا منحة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في جامعة أوكسفورد للدراسات العليا وهذه المنحة مخصصة لجميع الطلاب العرب لدراسة الماجستير والدكتوراه، ويتم التقدم لها عن طريق موقع جامعة أوكسفورد. وقد منحت لأول مرة إلى طالبة إماراتية ومنحت هذا العام إلى طالبة مصرية.

وأنا أرى أن الشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هي أهم الشراكات لأن فائدتها تعم جميع دول العالم

تنزيل

نظم المكتب الإقليمي للدول العربية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي حدثا لتقديم أعماله المكثفة والناجحة بشأن المعرفة والبيانات، وذلك في محاولة لتعزيز ريادة الفكر ووضع السياسات المستندة إلى الدلائل من أجل التنمية المستدامة.

هذا الحدث، الذي حمل عنوان "الاحتفال بالمعرفة من أجل التنمية المستدامة"، قام بعرض العمل الذي يقوم به المكتب الإقليمي للدول العربية وشركائه الإقليميين من خلال مشروعين رئيسيين:

• مشروع المعرفة، بالشراكة مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة

• وبوابة التنمية العربية، بالشراكة مع مجموعة التنسيق لمؤسسات التنمية العربية والوطنية والإقليمية.

أخبار الأمم المتحدة التقت بالمدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، جمال بن حويرب، الذي تحدث عن أهم أهداف المؤسسة:

مدة الملف
11'46"
مصدر الصورة
Nabil Midani/United Nations