منظور عالمي قصص إنسانية

ورشة عمل لتدريب مقدمي الرعاية الصحية على معالجة المصابين بالأمراض العقلية في الصومال

ورشة عمل لتدريب مقدمي الرعاية الصحية على معالجة المصابين بالأمراض العقلية في الصومال

تنزيل

يواجه المصابون بالأمراض العقلية في الصومال تحديات كبيرة بما فيها قلة المتخصصين في تقديم العلاج ووصمة العار التي تلاحقهم وتلصق بهم لقب "مجانين".

التقرير التالي يلقي الضوء على ورشة تدريب نظمها فريق سيادة القانون والمؤسسات الأمنية التابع لبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، في بيدوا، عاصمة ولاية جنوب غرب الصومال.

المزيد فيما يلي:

عقدت الأمم المتحدة ورشة عمل لبناء القدرات استفاد منها ثلاثون من المهنيين في مجال الصحة العقلية من مؤسسات صحية في بيدوا عاصمة ولاية جنوب غرب الصومال.

والورشة التي عقدت في أواخر شهر تموز / يوليو الماضي، قدمت إعدادا أساسيا لمعالجة الاضطرابات النفسية. وكان من بين المشاركين موظفون من سجن بيدوا المركزي ومستشفى الأمراض النفسية في المدينة ومركز بيدوا لنزع السلاح والتسريح وإعادة التأهيل.

وأشار إسحاق محمود مرسال، المدير العام بالوكالة لوزارة الصحة في جنوب غرب الولاية، إلى أن التدريب سيعزز الجهود الرامية إلى معالجة العدد المتزايد من حالات الإصابة بالأمراض العقلية في الصومال. وقال:

"إننا قلقون من أن عدد المصابين بالأمراض العقلية يتزايد في السنوات العشر أو العشرين الأخيرة."

وأضاف أن المشكلة تكمن في أنهم لم يتلقوا أي تدريب يساعدهم على التعامل مع هذه الحالات مثل هذا التدريب الأخير.

ولم تكن حالة الصحة العقلية في الصومال من الأولويات الصحية لعقود، على الرغم من أن الإحصاءات المتاحة تبين أن معدل الإصابة بالأمراض العقلية في البلاد هو من أعلى المعدلات في العالم.

وفي هذا السياق تقول أميلي رونسون، مستشارة الإصلاحيات، ببعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال:

"نعلم أن معدل مرض الصحة العقلية في الصومال هو من أعلى المعدلات في العالم. وأعتقد أن أحد الأسباب الرئيسية لذلك هو الحرب التي واجهها الكثير من الناس، على سبيل المثال الهجمات والموت المفاجئ للأقرباء. ويهدف هذا التدريب إلى تسليطِ الضوء أولا وقبل كل شيء على وصمة العار المحيطة بالصحة النفسية، ومن ثم تزويد المشاركين بالأساسيات في معالجة الاضطرابات النفسية الشائعة مثل الاضطراب ما بعد الصدمة، وأيضا منحهم الأساسيات في التقييم النفسي وبوجه خاص تشخيص احتمال الانتحار."

وأوضحت رونسون أنه عادة ما يطلق على الأفراد الذين يعانون من مشاكل صحية نفسية في الصومال لقب "مجنون"، مشددة على أهمية فهم الحالة على أنها مرض يمكن معالجته، قائلة إن تغيير المفردات هو الخطوة الأولى لتحدي الوصم.

وتشير الأرقام في مستشفى بيدوا للأمراض النفسية إلى زيادة عدد المرضى المصابين بأمراض عقلية. وقالت منظمة الصحة العالمية إن السجناء والمحتجزين أكثر تعرضا للإصابة بالأمراض العقلية. ويعاني معظم المرضى من أعراض مثل الفصام والقلق والاكتئاب والصرع، وفقا لمدير المستشفى، الدكتور عدنان محمد عبد الرحمن:

"نحن سعداء جدا بهذه الورشة لأنه لم يعقد أي تدريب بشأن الصحة العقلية منذ افتتاح مستشفى بيدوا للطب النفسي قبل خمس سنوات. إنه يوم تاريخي، ونحن سعداء جدا. هناك قول مأثور في الصومال يؤكد أن"المعرفة تسبق العمل". قبل أن يعالج أي شخص المرضى، عليه أولا أن يتعلم. لذلك، فإن التدريب مفيد وسيتعلم المهنيون رعاية المرضى المصابين بأمراض عقلية."

ويأتي هذا التدريب الأول من نوعه في المنطقة، بتنظيم من فريق سيادة القانون والمؤسسات الأمنية التابع لبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى الصومال ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.

مصدر الصورة