منظور عالمي قصص إنسانية

المفوض السامي لحقوق الإنسان: المساءلة والمصالحة ركنان أساسيّان لبلسمة جراح العراق

المفوض السامي لحقوق الإنسان: المساءلة والمصالحة ركنان أساسيّان لبلسمة جراح العراق

تنزيل

أشار مفوّض الأمم المتّحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، إلى أنّ استرداد القوات الحكوميّة العراقية للموصل من قبضة تنظيم "داعش" وبدعم من التحالف الدوليّ، شكّل نقطة تحوّل بارزة في النزاع، ولكنّه حذّر من أنّ العراق لا يزال يواجه العديد من التحديات بخصوص ملف حقوق الإنسان وفي حال لم تُعالج، سوف تبث المزيد من العنف والمعاناة في صفوف المدنيّين.

وفي بيان صادر اليوم، قال المفوض السامي: "لقد عاشت النساء والأطفال والرجال في  الموصل ما يشبه الجحيم على الأرض وتحملوا ما لا يمكن وصفه. وقد أجبر تنظيم داعش عشرات الآلاف من السكان على مغادرة منازلهم في الموصل وضواحيها واستخدمهم دروعًا بشريّة في انتهاك صارخ لأبسط معايير الكرامة والأخلاق الإنسانيّة ما يرقى إلى مصاف جرائم الحرب وفقًا للقانون الإنسانيّ الدوليّ".

وأضاف أيضا: "اليوم زال ظلام داعش عن سماء الموصل، ولهذه المناسبة لا يسعنا إلاّ أن نحيي تفاني قوّات الأمن العراقيّة وتضحياتها في معركتها لتحرير المدينة وضواحيها، خصوصاً وأنها قدّمت في سبيل ذلك الكثير من الأرواح في صفوف العسكريّين الحاليّين والسابقين. إن تنظيم داعش لا يزال يزرع الرعب والقتل والمعاناة من خلال القصف واختطاف المدنيين في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم كمدينتَيْ تلعفر والحويجة."

ومع استعادة الموصل، قال المفوض السامي إنه قد ظهرت بشكل جليّ الانتهاكات والإساءات التي ارتكبها داعش، حيث تشير المعلومات التي جمعها مكتب الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان إلى ارتكاب ّ داعش جرائم ترقى إلى الجرائم الدوليّة خلال السنوات الثلاث من احتلاله الموصل وغيرها من المناطق العراقيّة.

ومن جهة أخرى، أشار المفوض السامي إلى وجود ادّعاءات لإساءات وانتهاكات حقوق الإنسان ارتكبتها قوّات الأمن العراقيّة والقوى الداعمة لها، فضلا عن ادّعاءات لانتهاكات أخرى قام بها بعض الأفراد الذين انتقموا من مقاتلي التنظيم أو مِن الأشخاص الذين اتهموا بموالاتهم للتنظيم.

ورحّب المفوّض الساميّ بمباشرة السلطات القضائيّة العراقية التحقيق حول ادّعاءات لانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها القوّات الموالية للحكومة، كما دعا الحكومة إلى نشر نتائج التحقيقات للرأي العام ومحاكمة المسؤولين عنها.

وحث الحكومة العراقية على وضع المساءلة ضمن أولويّاتها، مجددا دعوته بالانضمام إلى النظام الأساسيّ للمحكمة الجنائيّة الدوليّة.

مصدر الصورة