منظور عالمي قصص إنسانية

في مخيم حمام العليل بالعراق حوالي 1250 أسرة ترأسها امرأة

في مخيم حمام العليل بالعراق حوالي 1250 أسرة ترأسها امرأة

تنزيل

أدت الحرب المستمرة في العراق إلى خسائر بشرية كبيرة وخلفت أيتاما وأرامل يكافحون لإيجاد لقمة عيشهم.

في التقرير التالي نسلط الضوء على قصة أرملتين عراقيتين في مخيم حمام العليل 2، فقدتا الزوج خلال محاولة الهرب من القتال الدائر.

التفاصيل فيما يلي:

تعد الأرامل الهاربات من النزاع في العراق من بين أكثر المشردين داخليا ضعفا. وتعيش هؤلاء النساء بعيدا عن المنزل ودون مصدر دخل، ويكافحن كثيرا لتوفير احتياجات أسرهن.

وبحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تمثل الأسر التي ترأسها امرأة ربع مجمل الأسر في مخيم حمام العليل 2 الذي يستضيف حاليا أكثر من 21 ألف عراقي خارج الموصل.

من بين تلك النساء اللواتي فقدن أزواجهن، عامرة التي تتذكر زوجها لشخصيته الجذابة أكثر من أي شيء آخر، قائلة إنه قتِل أثناء فرار العائلة من غرب الموصل في ظل تصاعد القتال في تلك المنطقة.

"كنت أحبه كثيرا. كنت أشعر بالغيرة عليه إذا ما ارتدى ثيابا جميلة. لم أكن أريده أن يخرج. كان يسألني "كيف أبدو؟ هل أبدو وسيما؟ " وأقول "كلا. أنت لست وسيما". فيقول "أنا أعلم أنني وسيم ولكن أنت لا تريدينني أن أخرج"."

image
دام زواج عامرة ثماني سنوات، قبل أن يصاب زوجها بإطلاق نار فيما كانت العائلة تحاول مغادرة المدينة. وعن تلك اللحظة المؤلمة تقول عامرة:

"من الصعب جدا رؤية شخص عزيز عليك، يموت أمام عينيك. من الصعب وصفها. لا أستطيع أن أتخيلها."

وفي هذا المخيم الواقع خارج الموصل، يتعين على عامرة الآن التركيز على توفير احتياجات بناتها الخمس. هي تبحث عن عمل وتأمل في الاستقرار من أجل أسرتها:

"سأهب كل عمري لبناتي. أريد أن استقر وأجد بيتا وأربي بناتي حتى يكبرن."

image
وتتذكر عامرة الأيام الحلوة مع زوجها. وتقول إن ذكراه تبقيها قوية:

"مازال موجودا معي. أضع سماعات الهاتف واستمع إلى الموسيقى التي يحبها، وأتذكره. "

image
أسماء أرملة أخرى تبلغ من العمر 25 عاما، ولها ابنتان: ريما تبلغ من العمر أربع سنوات، وبدور تبلغ من العمر سنتين. أخذ مسلحون زوجها عندما حاولت العائلة الفرار من غرب الموصل.

"بعد أسبوعين من وصولنا إلى المخيم، قتل زوجي. قالوا لي إن زوجي قتل وشعرت بالصدمة. لقد عانيت من صدمات نفسية وحزن كبير."

وتحاول أسماء أن تبقى قوية ولا يزال لديها أمل في مستقبل أفضل لها ولبناتها.

"أريد أن أتعلم القراءة والكتابة لإيجاد وظيفة. لا أريد أن يقول لي أحد لا تعملي أو لا تتقدمي."

image
قالت أسماء إنها تلقت طلبات زواج، لكنها ليست على استعداد للتفكير في هذا الأمر حاليا، قائلة إن أولويتها العليا الآن هي بناتها:

"لا بأس علي. أنا فقط لا أريد لبناتي أن يشعرن بأنهن مختلفات عن الفتيات الأخريات اللواتي لديهن أب."

image
وذكرت المفوضية أن سنوات النزاع أدت إلى ارتفاع نسبة الأرامل في العراق، مشيرة إلى أنه في مخيم حمام العليل وحده حوالي 1250 أسرة ترأسها امرأة.

وتقدم المفوضية المساعدة لأرامل الحرب في العراق، بما في ذلك الدعم القانوني وإصدار الوثائق المفقودة.

مصدر الصورة