منظور عالمي قصص إنسانية

روبرت سيري لا يرى نفعا في تكرار نفس سيناريو المفاوضات السابقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين --ويدعو أوروبا إلى التدخل

روبرت سيري لا يرى نفعا في تكرار نفس سيناريو المفاوضات السابقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين --ويدعو أوروبا إلى التدخل

تنزيل

أكد روبرت سيري، المنسق الخاص الأسبق لعملية السلام في الشرق الأوسط، من جديد على إن حلّ الدولتين يواجه عقبات كبيرة، مشيرا إلى اتجاه نحو "واقع دولة واحدة بنظامين".

جاء ذلك في حوار مع الزميلة مي يعقوب على هامش منتدى الأمم المتحدة الأول من نوعه لإحياء ذكرى خمسين عاما من الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، والذي عقدته اللجنة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.

وردا على سؤال حول المبادرة الأمريكية الجديدة، تساءل سيري عن فائدة تكرار نفس التجربة مشيرا إلى أنه حتى الآن "لا نعلم إنْ كانت هناك مبادرة". وقال إن إعادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات بوساطة أمريكية جربنها عدة مرات ولسوء الطالع فشلت، لن ينفع.

وفي هذا السياق، دعا بشدة الدول الأوروبية إلى التدخل في حل القضية الفلسطينية الإسرائيلية، منعا لتكرار نفس السيناريو الذي يدور في حلقة مفرغة.

المزيد على الرابط التالي:

أخبار الأمم المتحدة: شاركت في إحدى حلقات النقاش التي عقدت على هامش منتدى الأمم المتحدة لإحياء ذكرى خمسين عاما من احتلال إسرائيل للأرض الفلسطينية. وصفت هذا الأمر في مداخلتك بأنه "خمسون عاما من الفشل"! من الذي فشل؟

روبرت سيري : أعتقد أن الجميع فشل. إذا نظرتِ إلى هذا الصراع- الذي يعد أطول نزاع لم يتم حله في التاريخ الحديث، فأعتقد أنه بعد خمسين عاما، يجب على الجميع أن يقيم دوره. وهذا ينطبق بادئ ذي بدء على الطرفين، على الإسرائيليين والفلسطينيين، ولكنني أتكلم أيضا أكثر عن دور المجتمع الدولي عبر القرار 242 الذي لم ينفذ بعد. أنتِ تعلمين أن هناك تواريخ أخرى سنوية حزينة سنحييها هذا العام بما في ذلك القرار 181 لعام 1970 الذي اقترحَ حلّ الدولتين. ولم تنفذ جميع هذه القرارات. لذلك أعتقد أنني كنت على حق عندما تحدثت عن الفشل.

أخبار الأمم المتحدة: في آخر مقابلة لي معك في عام 2015، بمناسبة انتهاء مدة ولايتك كمنسق خاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، قلت لي إنك بدأت تحذر مجلس الأمن منذ عام 2012 من أننا لا نسير باتجاه حل الدولتين. هل طرأت أية تغييرات على هذا الوضع؟

روبرت سيري: لا على العكس من ذلك! أعتقد أنني كنت في الواقع واحدا من أوائل الأشخاص الذين استخدموا هذا المصطلح، وهو أننا "بدلا من السير نحو حلّ الدولتين، نسير في اتجاه واقع دولة واحدة". للأسف مرة أخرى، أنا لست سعيدا بذلك. وبالطبع يمكننا الحديث عن واقع دولة واحدة أو دولة واحدة بنظامين كما قال المندوب الفلسطيني هنا، ومن الواضح أيضا ما يعنيه ذلك. هذا يعني أنه طالما استمر ذلك (الاحتلال)، لن تتحقق حقوق الفلسطينيين المشروعة، وسيعاني الفلسطينيون، - ولكن أيضا إسرائيل في نهاية المطاف ستعاني. يجب ألا يكون لدى الإسرائيليين الكثير من الأوهام حول هذا الوضع، لذلك فإن الوضع مأساوي للغاية.

أخبار الأمم المتحدة: لقد شاركت في ثلاث جولات من المفاوضات عندما كنت المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط. وقد أعقبت جميع تلك الجولات الثلاث من المفاوضات، حروب في غزة. كيف تفسر ذلك؟

روبرت سيري: نعم! صدفة أم لا! بالطبع يوجد علاقة. وأشعر أيضا بأن الجهود التي بذلت في الماضي، تركت غزة جانبا. كانت رام الله الممثل الشرعي للفلسطينيين. ومنظمة التحرير الفلسطينية هي التي كانت تتفاوض في هذه الجولات الثلاث مع إسرائيل. لم يتم القيام بشيء حيال غزة. كان التفكير أنه إذا كان بوسعنا التحرك أولا على صعيد رام الله، فإن غزة ستحذو حذوها. لقد شككت أيضا في عقلانية هذا النهج الذي يرجع كثيرا إلى الانقسام الفلسطيني الذي وصفته بعامل تمكين آخر لعدم الانتقال إلى حل الدولتين بل إلى واقع دولة واحدة. نحن بحاجة إلى الوحدة الفلسطينية. نحن بحاجة إلى معالجة الوضع في غزة. قلت ذلك اليوم أيضا مرة أخرى. لا أؤمن بعد الآن بسلام دون معالجة الوضع غزة، وهذا ينبغي أن يعني سلوك منحى يختلف كثيرا عن الجهود السابقة التي شاركت فيها بنفسي.

أخبار الأمم المتحدة: هناك الآن مبادرة جديدة للسلام بقيادة الولايات المتحدة. هل أنت متفائل حيال هذه المبادرة؟

روبرت سيري: حسنا. أولا وقبل كل شيء من الممكن التوصل إلى الصفقة النهائية... أنا نفسي ممن يقولون إنه ربما قد تتم في الخامسة قبل منتصف الليل أو بعد منتصف الليل فيما يتعلق بتحقيق حل الدولتين وفيما يتعلق بتحقيق تطلعات الفلسطينيين إلى دولة فلسطينية. وفي هذا المعنى لا يسعني إلا أن آمل .. ولكن لدي أمل ضئيل. لأنني أشعر أن ما أراه هو أنه في كل مرة يحدث تقريبا نفس الشيء، نكرر نفس التجربة. وكان أينشتاين من قال إنه "أمر يلامس حدود الجنون إذا كنت ما زلت تحاول فعل الشيء نفسه وتنتظر نتائج مختلفة"، ولذلك كنت أناشد جميع الأطراف التفكير والبحث عن نهج جديد.

أخبار الأمم المتحدة: حسنا ما هي هذه النهج الجديدة؟ ما هي السبل الجديدة التي ينبغي النظر فيها؟

روبرت سيري: إنني أؤمن أن مجرد إعادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات مع بعض الوساطة الأمريكية التي جربنها عدة مرات، ولسوء الطالع فشلت، لن ينفع. لذلك هذا يعني أننا يجب أن نوسع إطار العمل. نحن نواجه أيضا موقفا حيث يجري وضعُ طرفين غير متساويين جدا في تلك القاعة للتفاوض على حل الدولتين. أعتقد أن الوقت قد حان لاتخاذ نهج شامل وأكثر جدية، بما في ذلك الأمل في أن يكون هناك عدد كبير من الأطراف العربية الراغبة في الإسهام فعلا في السلام. وعلينا أن ندرك أيضا أن القضية الفلسطينية / الإسرائيلية ليست القضية الوحيدة التي تعصف بالمنطقة الآن. وأنا أشعر أنه مرة أخرى إذا كانت هناك مبادرة أمريكية أخرى - وربما قد لا تكون هناك مبادرة أمريكية أخرى، فنحن لا نعلم حتى الآن - لكنها قد تفشل مرة أخرى... أشعر أن الوقت قد حان لأن تتدخل أوروبا. ففي نهاية المطاف، هذه المشكلة تقع في الفناء الخلفي لأوروبا، وأوروبا تواجه عواقب ما يحدث في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية / الإسرائيلية التي لا تزال مهمة جدا. وإذا كان الأمر كذلك، فإن الوقت قد حان لكي تنخرط أوروبا في حل المشكلة.