منظور عالمي قصص إنسانية

شلومو بن عمي ينتظر بروز زعيم إسرائيلي يعترف أمام الكنيست بالمأساة الفلسطينية الهائلة

شلومو بن عمي ينتظر بروز زعيم إسرائيلي يعترف أمام الكنيست بالمأساة الفلسطينية الهائلة

تنزيل

عقدت اللجنة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف منتدى استمر ليومين في المقر الدائم بنيويورك لإحياء ذكرى خمسين عاما من الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، شارك فيه مسؤولون سياسيون وأكاديميون ونشطاء في مجال حقوق الإنسان.

من بين المسؤولين الإسرائيليين البارزين، وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق شلومو بن عمي، الذي قدم مداخلة تحدث فيها عن تكلفة وآثار خمسين عاما من الاحتلال.

التفاصيل في التقرير التالي:

مازال وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق شلومو بن عمي، ينتظر بروز زعيم إسرائيلي يأتي إلى الكنيست ويعترف أمام الجميع بالمأساة الفلسطينية الهائلة. في الوقت نفسه على الجانب الفلسطيني، يضيف بن عمي، أن يفهم أنه على الرغم من كونه المستضعف، عليه أن يقوم بلفتات كتلك التي قام بها الرئيس المصري الراحل أنور السادات والملك الأردني الراحل حسين بن طلال.

جاء ذلك في حوار مع موقع أخبار الأمم المتحدة، على هامش منتدى إحياء ذكرى خمسين عاما من الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، قال فيه شلومو بن عمي إن إصرار بنيامين نتانياهو على يهودية الدولة والطلب من الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية الدولة هو نوع من ال euphemism "اليوفييزم"- أو الكناية في التعبير- بوجه مسألة اللاجئين، مشيرا إلى أن تسيبي ليفني (وزيرة خارجية إسرائيل السابقة) هي من أول من روج لهذه الفكرة...

شلومو بن عمي استعرض الجو السائد في إسرائيل، قائلا إن الاقتصاد الإسرائيلي مزدهر بقوة مما يجعل الكثير من الإسرائيليين يعيشون في إنكار لواقع الاحتلال:

"الإسرائيليون العاديون لا يرون مشكلة الاحتلال. يعيشون في حالة إنكار للواقع. يقولون إن هذه مشاكل أمنية.. يقولون إننا لا يمكن أن نثق بالفلسطينيين، فقد رفضوا عروض السلام من الحكومات الإسرائيلية المعتدلة. ومن ثم فإن اللوم عليهم (على الفلسطينيين) ولا نثق بهم. من جهة أخرى لدينا حماس في غزة. لذلك فإن هذا الأمر يخلق نظاما يبرر بطريقة ما الاحتلال، لأنه ليس هناك بديل-- ليس هناك شريك."

image
شلومو أشار إلى أن هناك تآكلا أخلاقيا في إسرائيل، ولكن هناك من يقول إن إسرائيل لا يمكنها أن تعيش بهذه الطريقة، بمن فيهم بارك وأولمرت:

"قيل ذلك من قبل (إيهود) باراك ومن قبل أولمرت ومن قبل العديد من المتحدثين الرسميين أو المفكرين. قيل إننا سننجرف إلى -أو قد نكون قد انجرفنا إلى- وضع مشابه لجنوب أفريقيا فيما يتعلق بموضوع الأرض. هذا ليس السبب الذي أنشئت من أجله دولة إسرائيل، ونحن بحاجة إلى إيجاد وسيلة للخروج من هذا الوضع."

الوزير الإسرائيلي الأسبق تحدث عن صنفين من الإسرائيلين، قائلا إن هناك ما يسمى ب "إسرائيل التي تعبر عن وجهة نظر تل أبيب" و"إسرائيل التي تعبر عن وجهة نظر القدس". وأوضح قائلا:

"هناك طبقة سياسية وبعض العناصر فيها – "إسرائيل تل أبيب" بين قوسين- تؤمن بالقانون الدولي وتؤمن باتفاق السلام وتريد أن تكون جزءا من القرية العالمية. هذه الطبقة هي النخبة، هي إسرائيل الحديثة. وهناك "إسرائيل القدس" -مرة أخرى هذه استعارة- وتعني "اليهودية التقليدية" والخوف اليهودي."

وأشار السيد شلومو بن عمي إلى أن في إسرائيل الآن أناسا أكثر التزاما بالقيم اليهودية التقليدية لدرجة أنهم مستعدون للشجار حتى مع يهود الشتات حول من الذي يسمح له بالصلاة على حائط المبكى، موضحا أنهم إذا كانوا مستعدين لمواجهة أنصارهم الطبيعيين في الخارج، فكيف بالحري سيتصرفون مع من يعتبرون أعداءهم (الفلسطينيين).

image
الوزير الإسرائيلي لا يعتقد أن الاحتلال سيدوم ولكنه لا يعتقد أيضا أن سلاما سيتحقق وفقا للمعايير التي يتوقعها الفلسطينيون بما في ذلك حدود 67 ، والقدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية، وتفكيك هائل للمستوطنات في الضفة الغربية، وعودة انتقائية للاجئين بحسب قرار الجمعية العامة 194 لعام 1951 :

"بصراحة لا أعتقد أن هذا النوع من الاتفاق يمكن التوصل إليه بين الإسرائيليين والفلسطينيين في ظل هيكل السياسية الإسرائيلية الحالي من ناحية، وما وصفته من حيث تخوف الطبقات السياسية الاجتماعية المتزايدة الجديدة فيما يتعلق بالفلسطينيين من ناحية أخرى. أنا بصراحة لا أرى أن ذلك سيحدث. لم يحدث عندما كان اليسار في الحكم. لم يحدث أيام رابين ، لم يحدث أيام باراك، ولم يحدث أيام أولمرت. فما الذي سيجعله يحدث الآن."

وردا على سؤال حول مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال شلومو بن عمي إنه لا يتوقع منها شيئا، واصفا الإدارة الأمريكية الحالية بالفوضى العارمة:

"اتفاق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يتطلب صبرا، يتطلب قدرة على هندسة دبلوماسية إقليمية عالمية. لدينا الكثير من التاريخ والقليل جدا من الجغرافيا. وبالتالي فإن التفاصيل مهمة. فهذه ليست كندا. أعني عندما يتحدث الإسرائيليون والسوريون عن قضايا المياه، فليس الحال كما في كندا التي تملك الكثير من البحيرات. هنا لدينا بحيرة واحدة فقط. ومصادر البحيرة هي مرتفعات الجولان. إذا، هذه قضايا، التفاصيل فيها تعتبر مهمة، وأنا لا أرى ذلك في هذه الإدارة (الأمريكية)."

وختم المسؤول الإسرائيلي بأن مسار السلام يتطلب ظهور زعيم على الجانب الإسرائيلي يعترف بالمأساة الفلسطينية، ويعترف بحصة إسرائيل في خلق تلك المأساة، مشيرا إلى أن ذلك سيكون له تأثير هائل. كما يتطلب من الجانب الفلسطيني بروز زعيم – على غرار أنور السادات والملك حسين – زعيم يكون مستعدا ليقول لشعبه أيضا بعض الحقائق الصعبة فيما يتعلق باللاجئين على سبيل المثال...

مصدر الصورة