منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تدعم مشاريع في منطقة الكاريبي تسلط الضوء على الصلة بين الحياة على الأرض وتحت الماء

الأمم المتحدة تدعم مشاريع في منطقة الكاريبي تسلط الضوء على الصلة بين الحياة على الأرض وتحت الماء

تنزيل

تستعد الأمم المتحدة لاستضافة مؤتمر عالمي الأسبوع المقبل يبرز الدور الحيوي لمحيطات العالم في رفاه وتنمية البشر.

فالحفاظ على البيئة البحرية هدف من أهداف التنمية المستدامة التي تسعى إلى إقامة عالم أكثر عدالة وإنصافا لجميع الناس والكوكب بحلول عام 2030.

وتتأثر البلدان الساحلية والجزر الصغيرة بشكل خاص بأي تغير يطرأ على البيئة البحرية. ولهذا سيكون لـ "مؤتمر المحيط"، الذي سيعقد في الفترة من 5 إلى 9 يونيو، صدى خاص في بلدان مثل ترينيداد وتوباغو، الجزيرة الصغيرة الواقعة في البحر الكاريبي قبالة سواحل فنزويلا.

مزيد من التفاصيل في هذا التقرير.

على شواطئ ترينيداد وتوباغو كانت السلاحف الجلدية تذبح من أجل لحومها، ولكن هذا الوضع تغير مؤخرا في قرية ماتورا الواقعة على الساحل الشمالي الشرقي للجزيرة.

فسكان القرية البالغ عددهم حوالي ألفي شخص يقومون بحماية هذه السلاحف البحرية بفخر، وتأتي الآن الإناث إلى الشاطئ المحلي في مارس من كل عام وحتى أغسطس لوضع بيضها بأمان.

ويعود الفضل في ذلك إلى منظمة "الباحثين عن الطبيعة"، وهي منظمة غير ربحية مقرها في قرية ماتورا، التي أصبحت نموذجا للحفاظ على البيئة البحرية في منطقة الكاريبي على مدى ثلاثة عقود تقريبا. وهي من بين أكثر من مئة مشروع تتلقى تمويلا منذ عام 1995 من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

سوزان لاخان-بابتست، مؤسسة المنظمة، أوضحت لأخبار الأمم المتحدة أنها عندما بدأت العمل على الشاطئ لإنقاذ السلاحف البحرية، ظن الجميع أنها غير جادة نظرا لخطورة السعي لإنقاذ ما يجري خلفه الصيادون.

image
وعندما بدأت المنظمة في عام 1990، كان الصيادون يشوهون أو يقتلون ما يصل إلى 30% من السلاحف الجلدية التي تأتي إلى شاطئ ماتورا، الذي كان يعد كالمقبرة.

"أردت أن أثبت أنني كامرأة يمكنني أن أقوم بما يقوم به الرجال. لدينا الكثير من النساء في منظمة ’الباحثين عن الطبيعة‘. وقد خلق ذلك إحساسا بأن الأمر لم يعد مقصورا على الرجال فقط. اليوم، بعد تفاني رجال ونساء هذا المجتمع، أصبح الناس الذين كان آباؤهم وأجدادهم صيادين وكانت أسرهم تشكل جزءا من المشكلة، أصبحوا هم الآن الحل."

وبالإضافة إلى ما تقوم به المنظمة في الحفاظ على البيئة البحرية فإنها أيضا تعمل على تمكين نساء القرية، وهو أمر هام للغاية في التصدي لتغير المناخ، حيث قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش في خطاب له بجامعة نيويورك إنه "لا يمكن أن توجد استجابة ناجحة لتغير المناخ بدون تغيير التفكير بشأن دور النساء في التصدي لتغير المناخ وبناء المستقبل الذي نريده".

image
وتعد السلحفاة الجلدية أكبر أنواع السلاحف على الأرض، ويمكن أن تنمو لتصل إلى سبعة أقدام وتزن ما يصل إلى ألفي رطل وهي نوع رئيسي في البيئة البحرية.

وبحسب ريسا إيدو المسؤولة ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن المحيط حيوي جدا بالنسبة لهذه الدولة الجزرية النامية الصغيرة التي تستمد معظم مواردها وصناعتها أيضا من الساحل. وهو أمر هام لفهم العلاقة بين الحياة على الأرض والحياة تحت الماء.

image
"رأينا أنه من المناسب الاستثمار في منظمة ’الباحثين عن الطبيعة‘ لأنهم كانوا مهتمين حقا ببناء قدرات أفراد المجتمع في منطقة ماتورا وتوعيتهم بأهمية مساهمة السلاحف البحرية في حياتهم، وتدريبهم كمرشدين سياحيين في السياحة البيئية. أي تأهيلهم حتى يتمكنوا من رؤية السلاحف كمورد يستخدم لتعزيز سبل عيشهم بدلا من رؤيتها كمسخ أو شيء يتم اصطياده بغرض المتعة."

واليوم، أصبحت ماتورا مقصدا للسياحة البيئية، حيث تعمل المجموعة أيضا على قضايا مثل إدارة الغابات وسبل العيش المستدام، مع التركيز على ما وصفته السيدة إيدو "بالصلة بين قمم الجبال والشعاب المرجانية". كما يمكن للزوار أيضا شراء أساور مطرزة وقلادات وحلي أخرى مصنوعة من الزجاجات التي تم جمعها خلال تنظيف الشاطئ.

أما السلاحف الجلدية فلا يزال هناك تهديد أكبر يواجهها، ولكنه في المياه هذه المرة، حيث يمكن أن تقع في شباك الصيد فيما يعرف بـ "الصيد العرضي"، الذي يحدث عن غير قصد أثناء الصيد التجاري.

وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تقوم المنظمة باستكشاف طرق بديلة لصيد الأسماك، مثل استخدام أجهزة صيد تستثني السلاحف بل وتسمح للمحاصرة منها بالهرب من الشباك.

مصدر الصورة