منظور عالمي قصص إنسانية

مينا جاف لاجئة سابقة وناشطة في مجال حماية اللاجئات تشدد على أهمية مشاركة المرأة في خطط حماية النساء في أماكن اللجوء

مينا جاف لاجئة سابقة وناشطة في مجال حماية اللاجئات تشدد على أهمية مشاركة المرأة في خطط حماية النساء في أماكن اللجوء

تنزيل

عقدت منظمة الأمم المتحدة للهجرة (IOM) بالاشتراك مع اللجنة  النسائية المعنية باللاجئات (WRC) حدثا حول وضع المرأة في خضم أزمة النزوح العالمية.

وشمل الحدث حلقة نقاش سلطت الضوء على الأهمية الحيوية لأصوات النساء في أزمة اللاجئين العالمية، حيث عرض المتحدثون وجهات نظرهم بشأن أهمية مشاركة المرأة على جميع مستويات السياسات والممارسات الإنسانية الدولية، وذلك من خلال خبراتهم وتحدياتهم الشخصية.

من بين المشاركين في هذا الحدث، الشابة مينا جاف، مؤسسة ومديرة "طريق النساء اللاجئات" أو Women Refugee Route، والتي ولدت خلال مأساة حلبجة في كردستان العراق واضطرت إلى الفرار من العراق عندما كانت في سن الحادية عشرة.

الزميلة مي يعقوب تابعت الجلسة وأجرت معها حوارا تطرقت فيه مينا إلى عملها مع اللاجئات في أوروبا وسردت بعض القصص المؤلمة التي وقعت فيها النساء ضحية الاغتصاب والعنف، مشيرة إلى أهمية إشراك المرأة في خطط حماية النساء في أماكن اللجوء وغيرها.

المزيد على الرابط التالي:

أخبار الأمم المتحدة: مينا جاف، أنت مؤسسة ومديرة "طريق النساء اللاجئات" أو womenRefugee Route. شاركت يوم 16 من أيار/مايو في حدث بالمقر الدائم عقد تحت عنوان "إعلاء أصوات النساء من قلب أزمة النزوح العالمية". أنت كنت لاجئة، فررت من العراق إلى الدنمارك عندما كان عمرك 11 عاما. عمرك الآن ثمانية وعشرون عاما. كيف كان الأمر بالنسبة لك؟ أخبرنا عن رحلة فرارك إلى أوروبا؟

مينا جاف: لم يكن الأمر سهلا. كانت هناك دائما صعوبات عندما كنا نتنقل من مكان إلى آخر. لقد ولدت خلال القصف الكيميائي على كردستان. نزحت عندما كنت في سن الحادية عشرة بسبب النزاع بين الأكراد والعراقيين. ذهبنا أولا إلى الحدود الإيرانية العراقية، من ثم إلى أوروبا حيث كنا نسعى إلى الأمان والكرامة التي تسعى إليها جميع النساء.

أخبار الأمم المتحدة: مع من هربتِ؟

مينا جاف: نزحنا كثيرا.. عندما كان عمري ثلاث سنوات، كان على أمي أن تصعد بنا خلال خمسة أيام إلى الجبال، من ثم تنزل بنا من الجبال فيما كانت حاملا بأخي. لقد أنجبت أخي خلال نزوحنا.

أخبار الأمم المتحدة: تقصدين أنها اضطرت إلى مواصلة طريقها مع طفل حديث الولادة؟

مينا جاف: نعم، أنجبت على الطريق ومن ثم تابعت السير.. أمضينا بعض الوقت نتنقل بين المدن وبين الدول. وهذا لم يكن آمنا بتاتا لم يكن هناك أي تدبير لحمايتنا. لقد تطرقت لهذا الأمر أيضا أمام جلسة مجلس الأمن حول الانتهاكات الجنسية في النزاعات. أعتقد أن الحديث يجب أن يأخذ منحا آخر، لا أدري لماذا نستمر في الحديث عنه كأمر يجب رفع التوعية حياله وليس كأمر يجب اتخاذ إجراءات فعلية بشأنه. عندما كنت طفلة، كنت أتساءل لماذا أعاني من هذا الوضع، ولما لا أحصل على الحماية المناسبة؟ عندما وصلنا إلى أوروبا، لم تعد الرحلة الشاقة التي مررت بها الشيء الأصعب الذي عانيت منه، بل وضع المخيمات: كان هناك مطبخ جماعي للنساء والرجال. كنت مع أم وحيدة لديها ثلاثة أطفال، وكان عليها أن تطبخ لنا في مطبخ حيث يطبخ أيضا العديد من الرجال وحيث قد تتعرض لأي نوع من العنف. الشيء نفسه حدث للعديد من النساء. رأيت أيضا الكثير من العنف يحدث حول المخيم بالرغم من أن هذا المخيم كان في أوروبا لأن تلك المخيمات لم تكن مصممة بشكل يحمي النساء.

image
أخبار الأمم المتحدة: لقد حصلت على جائزة "صوت الشجاعة" من قبل اللجنة النسائية للاجئين لعملك على تحسين الظروف للنساء والأطفال اللاجئين. حدثينا أكثر عن نشاطك وكيف تحاولين تغيير السرد الحالي عن اللاجئين؟

مينا جاف: أحد الأسباب التي أدت إلى حصولي على هذه الجائزة هو أنني كنت بالفعل أحاول أن أقدم للنساء والأطفال معلومات حول وضعهم القانوني وأين يمكنهم معرفة المزيد حول عمليات اللجوء أو خطواتهم التالية. بالإضافة إلى ذلك وبما أن المخيمات كانت لا تراعي المنظور الجنساني، عندها أسست "طريق النساء اللاجئات" لضمان حصول النساء والفتيات على المعلومات الصحيحة حول وضعهن ولكن في نفس الوقت لتصبح النساء "مدافعات عن حقوقهن" self advocates ، مما توجب بالطبع تدريبا حول العمل التطوعي وتوفير خدمات للعمل مع الناجيات في الميدان أو مع النساء والفتيات اللاجئات.

أخبار الأمم المتحدة: مما ترينه وتسمعينه على الأرض، هل هناك قصة لجوء أثارت اهتمامك ويمكنك اطلاعنا عليها؟

مينا جاف: في الواقع لا توجد قصة واحدة بل ملايين القصص. ولكن سأتطرق إلى قصة سردتها أمام أعضاء مجلس الأمن. وهي قصة امرأة اضطرت لبيع جسدها مقابل ثلاثة يورو لشراء الحليب لطفلها. هناك إذا مشكلة في نقص فرص العمل. لماذا تضطر المرأة إلى القيام بذلك؟ هناك زيادة في الانتهاكات الجنسية لأن المخيمات ليست مصممة لتوفير الحماية للنساء كما قلت سابقا، الأمر الذي اختبرته عندما كنت أسكن في المخيم. وفي هذا الصدد، تعرفت إلى فتاة من أفغانستان، تعرضت لاغتصاب جماعي في خيمتها مرارا وتكرار. وبالرغم من ورش رفع التوعية حيال هذا الأمر لم ترد الإبلاغ عما حصل لها لأنها لم تشعر بالأمان ولم تثق بمن حولها وقالت ما جدوى البلاغ عن الحادثة إنْ لم أحصل على الحماية واعتبرت أن هذا الأمر سيعرضها لمزيد من الانتهاكات.

أخبار الأمم المتحدة: أين وقعت هذه الحادثة، حادثة تعرض الفتاة الأفغانية إلى اغتصاب جماعي؟ في أوروبا أو في أفغانستان ؟

مينا جاف: لا في أوروبا

أخبار الأمم المتحدة: وماذا عن قصة الأم التي اضطرت لبيع جسدها لشراء الحليب لطفلها. أين حصلت؟

مينا جاف: في فرنسا.

أخبار الأمم المتحدة: في فرنسا؟ ثلاثة يورو لشراء الحليب لطفلها؟

مينا جاف: نعم، ثلاثة يورو أو خمسة إذا كنت محظوظة..

image
أخبار الأمم المتحدة: من خلال تجربتك، ما الذي توصين به لتفعيل دور المرأة في إجراءات حماية النساء والفتيات في الأزمات الإنسانية؟

مينا جاف: حسنا سأعرض التوصيات التي قدمتها إلى مجلس الأمن في هذا المجال، لتحسين ظروف النساء والفتيات حتى يتمكنّ من المشاركة بطريقة فعالة في صنع القرار:

• تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات باعتبار ذلك عنصرا أساسيا في جميع الجهود الرامية إلى منع العنف الجنسي في حالات النزاع والتصدي له ودعم المنظمات النسائية العاملة في الخطوط الأمامية مثل المنظمة التي أديرها؛

• الانضمام ودعم الدعوة إلى العمل بشأن الحماية من العنف القائم على نوع الجنس في حالات الطوارئ؛

• ضمان أن يكون الاتفاق العالمي للاجئين، الذي سيكتمل في عام 2018، تقدميا بالنسبة للنساء والفتيات اللاجئات؛

• التمسك بحقوق جميع اللاجئين من خلال تحسين الحصول على الحماية الدولية على وجه السرعة عبر توفير تأشيرات إنسانية، وزيادة عمليات توطين اللاجئين، وزيادة فرص الحصول على المعلومات، وتوفير جلسات استماع عادلة؛

• ضمان امتثال المساعدات للقانون الإنساني الدولي وعدم خضوعها لقيود المانحين بما في ذلك الحرمان من الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية، مثل الإجهاض؛

• الالتزام بالبرامج التي تسترشد بتحليل نوع الجنس، وتلبية احتياجات جميع الناجين، والتي تشمل البيانات المصنفة حسب الجنس والعمر؛ يجب أن يتضمن ذلك تدريبا يراعي الفوارق بين الجنسين بشأن العمل مع الناجين لجميع العاملين الميدانيين، بما في ذلك الناجون والتشاور معهم بشأن استراتيجيات الحماية الفردية.

أخبار الأمم المتحدة: وأخيرا مينا، برأيك ما هي أفضل السبل لضمان سماع أصوات النساء من المجتمعات المحلية وعكسها في السياسة الدولية؟

مينا جاف: حسنا لا يمكن أن يعكس المجتمع الدولي قضايا النساء إنْ لم يعمل بجد على إشراكهن والاستماع إليهن. ليس فقط إشراكهن والاستماع إلى قصصهن لأن بعض النساء تعبن من تكرار قصصهن، فأنا على سبيل المثال تعبت من سرد قصة لجوئي، إن لم يتم اتخاذ تدابير حيال هذا الواقع. إذا الاستماع إلى القصص لوحده لا يكفي، يجب أن تشارك النساء على المستوى الدولي. وعلى المجتمع الدولي أن يشركهن منذ البداية في قرارته وخططه وعملياته الإصلاحية.

مصدر الصورة