منظور عالمي قصص إنسانية

ديفيد بيزلي: حق الوصول إلى المناطق المتضررة في سوريا سيسهل عمل برنامج الأغذية العالمي ويخفف من محنة المتضررين

ديفيد بيزلي: حق الوصول إلى المناطق المتضررة في سوريا سيسهل عمل برنامج الأغذية العالمي ويخفف من محنة المتضررين

تنزيل

في أعقاب زيارة هي الأولى من نوعها للمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي إلى كل من سوريا ولبنان بعد توليه منصبه الجديد، تحدث السيد بيزلي إلى الزميلة مي يعقوب عما عاينه في الميدان، بما في ذلك قصص مؤلمة عن نساء اضطررن للفرار مرتين أو ثلاث مرات أو أربع مرات، للحفاظ على سلامة عائلاتهن.

المدير التنفيذي شدد في الحوار الهاتفي على ضرورة منح البرنامج حق الوصول إلى المناطق المحاصرة، لكنه أشار أيضا إلى أهمية الحصول على مزيد من التمويل، داعيا المجتمع الدولي إلى بذل كل ما في وسعه لمساعدة اللاجئين، وأيضا إلى وضع حل نهائي للصراع السوري.

المزيد في الحوار التالي:

أخبار الأمم المتحدة: ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، أولا شكرا للحديث معنا اليوم. لقد اختتمت زيارة شرق أوسطية أخذتك إلى سوريا ولبنان. هذه أول زيارة من نوعها بعد تسلمك منصبك. أنا على يقين من أنك قد سمعت عن محنة اللاجئين السوريين والمجتمع اللبناني، أحد المجتمعات المضيفة للاجئين، ولكن كيف أصحبت الصورة الآن بالنسبة إليك بعد رؤية المعاناة بأم عينيك؟

السيد ديفيد بيزلي: إنه لمن المؤثر جدا القدوم إلى هنا ورؤية الضغط والأذية والجوع الذي يعاني منه ملايين النازحين في سوريا. وأيضا الضغط على الشعب اللبناني وحكومته التي تعمل بجد مع وكالات الأمم المتحدة بما في ذلك برنامجنا. كنت في سوريا والتقيت بالقيادة هناك، ونسعى مع فريقنا للحصول على حق وصول أكبر في جميع أنحاء سوريا. نحن نقوم بإطعام حوالي أربعة ملايين شخص كل شهر في سوريا، ولكن لا يزال هناك 4.7 مليون شخص آخرون يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها ومحاصرة، وقد قمنا بتقييم حاجة حوالي 644000 شخص يعيشون في مناطق مقطوعة تماما عن العالم الخارجي. نحن نعمل مع جميع الأطراف المعنية في سوريا لبذل ما في وسعنا لتوفير الغذاء للأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة. هؤلاء المدنيين الأبرياء عالقون في صراع ليس من صنيعهم. هذا صراع من صنع الإنسان وهذا أمر محزن جدا. لقد اجتمعت مع عائلات. هناك لاجئون سوريون هنا في لبنان ونازحون داخليا داخل سوريا وفي منطقة دمشق وغيرها، واستمعت إلى قصصهم .. تحدثت مع إحدى الأمهات، اسمها مريم ولديها سبعة أطفال. قالت لي إنها تريد العودة إلى ديارها، وتريد أن تعيش حياة طبيعية مرة أخرى مع زوجها وأن تربي أطفالها. سماع تلك القصص أمر يفطر القلب، لكنني ذهلت أيضا من مدى مرونة الشعب السوري الذي يستمر في المكافحة للبقاء في ظل هذه الظروف الصعبة.

image
أخبار الأمم المتحدة: ما هي المناطق التي تمكنت من زيارتها خلال هذه البعثة؟

السيد ديفيد بيزلي: ذهبنا إلى منطقة دمشق، من ثم إلى الحدود اللبنانية السورية، ومنطقة مراكز استضافة اللاجئين، ونقاط التوزيع في دمشق. نحن الآن في بيروت حيث تحدثنا إلى القيادة هنا وبعض اللاجئين الموجودين في المدينة ببيروت.

أخبار الأمم المتحدة: لقد ذكرت أنك استمعت إلى قصص اللاجئين أنفسهم، هل هناك قصة محددة لفتت انتباهك؟

السيد ديفيد بيزلي: هناك قصص كثيرة... فعندما كنت في مركز التوزيع وخاصة لدى رؤية جميع النساء اللواتي يستلمن الصناديق والمواد الغذائية، والضروريات الأساسية في هذا المركز الذي يخدم خمسة وسبعين ألف شخص... الاستماع إلى قصص النساء وكيف كان عليهن النزوح - بعضهن نزح مرتين أو ثلاث مرات أو أربع مرات- لقد فقدن أحباءهن في الصراع، إنهن يريدن فقط المضي قدما في حياتهن. سماع قصصهن يفطر القلب. أعتقد أنه إذا تمكن الناس في العالم من سماع هذه القصص، فسيدعمون تمويل مساعدة هؤلاء المتضررين. وآمل أيضا في أن يضغط أصدقاؤنا في جميع أنحاء العالم على حكوماتهم لجمع جميع الأطراف معا وإنهاء هذا الصراع مرة واحدة وإلى الأبد، إنْ كان الأمر يتعلق بسوريا أو اليمن أو غيرها من الصراعات.

image
أخبار الأمم المتحدة: تحدثت أيضا مع المسؤولين الحكوميين. ماذا طلبوا منك، ومن ناحية أخرى، ماذا طلبت أنت منهم؟

السيد ديفيد بيزلي: عندما التقينا مع الحكومة السورية كان لمسؤوليها أسئلة طرحوها علينا، كما كان لدينا أسئلة طرحناها عليهم. الأمر كذلك بالنسبة للحكومة اللبنانية. السؤال الأكبر الذي نسعى إلى الإجابة عليه في سوريا هو حق وصول أكبر. ومن الواضح أن الحكومة أرادت المزيد من الأموال لمساعدة الشعب السوري. وبطبيعة الحال أوضحنا أننا نبذل كل ما في وسعنا لرفع مستوى التمويل ولكننا نواجه أزمة إنسانية، الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية. هناك صراعات من صنع الإنسان في اليمن، في جنوب السودان والصومال وشمال شرق نيجيريا. وتوفير التمويل صعب للغاية. ولكننا أشرنا إلى أن ضمان وصول أكبر لنا، سيسهل الوصول إلى مناطق الصراع هذه، فنصبح قادرين على رصد الوضع للتأكد من وصول الغذاء إلى الأبرياء. وهذا من شأنه أن يسهل عملنا ويسمح لنا بأن نقوم بالمزيد بشكل أكثر كفاءة من حيث التكلفة.

في لبنان، إنها حالة صعبة. فنحن نتحدث عن بلد صغير يستضيف مليون لاجئ. وهذا بلد يكافح اقتصاديا. لذلك نحن نعمل مع حكومة لبنان لبذل ما بوسعنا لتخفيف العبء والضغط. ونحن نقدر كثيرا ما يقومون به.

أخبار الأمم المتحدة: أخيرا السيد بيزلي كان برنامج الأغذية العالمي دوما على خطوط المواجهة الأمامية، داخل سوريا والدول المجاورة. هل يمكنك أن تحدثنا قليلا عن برامجكم في الميدان؟

السيد ديفيد بيزلي: ما هو رائع بالنسبة برنامج الاغذية العالمي هو أن ما يقوم به في سوريا قد لا يكون الجوابَ للمحنة في لبنان. وما يقوم به في لبنان قد لا يكون النهجَ الذي يتعين اتخاذه في اليمن. وهذا ما هو مثير جدا في عملي كمدير تنفيذي: هو رؤية المرونة في قيادة البرنامج، المستعدة للقيام بكل ما يلزم لرفع الموارد في ظل ظروف صعبة. على سبيل المثال في سوريا يتم توزيع الطعام عن طريق البحر والجو والبرّ بما في ذلك من خلال توزيعه مباشرة على الشعب. في لبنان نستخدم نظام البطاقات الإلكترونية والقسائم الشرائية، وهو نظام مختلف يساعد الاقتصاد المحلي. إنهم يفكرون دائما بشكل غير تقليدي لحل المشاكل الجديدة.

أخبار الأمم المتحدة: شكرا لك سيد بيزلي على كل هذه المعلومات ونتمنى لك الأفضل في مساعيك.

مصدر الصورة