مؤتمر المحيطات.. أول منصة متكاملة لمناقشة كل قضايا المحيطات ذات الصلة
يعقد مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات في الفترة من الخامس إلى التاسع من حزيران/يونيو المقبل، وسيكون أول تجمع دولي من نوعه يركز على كل القضايا المتعلقة بسلامة المحيطات وتأثيرها على رفاه البشر.
وستشمل نتائج مؤتمر المحيطات، وفقا لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعوة إلى العمل وتقريرا يشكل خطة عمل الهيئة العالمية لتنفيذ الهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة.
مصطفى الجمل والتفاصيل.
لقيت الرسالة التي أطلقها رئيس الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة بيتر تومسون، في منتصف فبراير الماضي، أثناء الاجتماع التحضيري لمؤتمر المحيطات صدى قويا واستجابة من المشاركين في الاجتماع وحكومات العالم.
وركزت الرسالة على سبل عيش الناس والسياحة والأمن الغذائي والنقل البحري والتجارة في سياق ما تواجهه المحيطات من تلوث هائل.
"إذا نظرنا إلى الانخفاض في أرصدة الأسماك التي وصلت إلى نقطة اللاعودة أو إلى مستوى تحمض المحيطات أو إلى مستوى البلاستيك في المحيطات، أعتقد أن أي شخص عاقل سيستنتج أن الوقت ينفد بسرعة، ونحن بحاجة لاتخاذ إجراءات سريعة."
وأضاف أن جهودنا في الوقت الراهن والسنوات المقبلة، ستحدد ما إذا كان أطفالنا ومن يأتون من بعدهم، سينعمون بالمحيطات ورزقها الوافر كما استمتعنا نحن به في شبابنا، وقال "دعونا لا نحرمهم من تلك الثروة ".
شدد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس قسم الشؤون الاقتصادية والاجتماعية وو هونغ بو على أهمية العلاقة بين المحيطات والناس، خاصة في سياق الهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة، والذي يتعرض لكافة جوانب سلامة المحيطات والحفاظ عليها، والاستفادة من البحار والموارد البحرية بشكل مستدام من أجل ضمان التنمية المستدامة.
"عندما نتطرق إلى الهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة، لا نتحدث فقط عن المحيطات والبحار، ولكننا نتحدث عن موضوع شامل. فعلي سبيل المثال نفكر في الملاحة البحرية وفي صيد الأسماك من أجل الغذاء ونفكر في السياحة، ولكن هذا ليس كل شيء. صحة البحار والاستخدام المستدام للموارد البحرية له تأثير مباشر على تنفيذ العديد من أهداف التنمية المستدامة."
وبجانب كون المحيطات مصدرا رئيسيا للتغذية، أشار السيد وو إلى المساهمة الكبيرة للمحيطات في رفاه الناس عموما وفي التخفيف من آثار تغير المناخ، حيث تعمل "المحيطات والبحار كمنظمين طبيعيين للمناخ".
وسيوفر مؤتمر المحيطات فرصة عالمية لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات، وفق إيزابيلا لوفين نائبة رئيس الوزراء السويدي، التي ترى أن المؤتمر سيكون أيضا منصة شاملة لمناقشة قضايا مثل الصيد المفرط للأسماك وتغير المناخ وتلوث الأحياء البحرية وتأثير ذلك على اقتصادات البلدان الساحلية والجزر الصغيرة في آن واحد.
ومثل كل المشاركين في اجتماعات المؤتمر، أعربت السيدة لوفين عن قلقها إزاء الاستغلال غير المستدام لموارد المحيطات والتلوث، وأضافت محذرة:
"إذا استمرت هذه الاتجاهات، من الإفراط في صيد الأسماك إلى المزيد والمزيد من التلوث البلاستيكي في محيطاتنا، سيكون هناك بلاستيك أكثر من الأسماك في محيطاتنا بحلول عام 2050. إنها مسألة خطيرة حقا. ويتعين علينا العمل الآن لترك كوكبنا بشكل سليم لأطفالنا وأحفادنا. نحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات الآن ويمكننا فعل ذلك. ليس هناك أي عذر يمنعنا من القيام بذلك."