انتقدت المبعوثة الخاصة لمفوضية شؤون اللاجئين أنجلينا جولي ما وصفته بارتفاع مد القومية والشعبوية على الصعيد الدولي، مشددة على أهمية "البقاء أوفياء" لمبادئ الأمم المتحدة أكثر من أي وقت مضى.

جاء ذلك في كلمة ألقتها النجمة السينمائية الأميركية أمام موظفي الأمم المتحدة في جنيف، أثناء حفل تكريم رئيس بعثة الأمم المتحدة السابق في العراق سيرجيو فييرا دي ميلو الذي لقي حتفه في تفجير استهدف مقر المنظمة الدولية في بغداد عام 2003.

وأضافت أنجلينا جولي أن العالم يصارع مستوى عال من الصراع وانعدام الأمن والذي يبدو أنه يتجاوز إرادة وقدرة الأسرة الدولية.

"مع مزيد من اللاجئين أكثر من أي وقت مضى وحروب جديدة تندلع فوق الصراعات القائمة بالفعل والتي يستمر بعضها لعقود، نرى تصاعد موجة من القومية تتنكر على أنها وطنية، وعودة ظهور السياسات التي تنمي الخوف من الآخرين وكراهيتهم. نرى بعض السياسيين ينتخبون، ضمنيا، على أساس رفض المؤسسات والاتفاقات الدولية، كما لو أن بلدانهم قد لحق بها الضرر جراء هذا التعاون ولم تستفد منه."

ودافعت المبعوثة الخاصة بقوة عن الأمم المتحدة ورسالتها وقالت إنه عندما تم تقويض الأمم المتحدة رأينا الأضرار الناجمة عن ذلك، حيث لم يتم تمويل نداء إنساني واحد في أي مكان في العالم، ولو حتى بمقدار النصف.

كما أعلنت السيدة جولي نيتها الاستمرار في دورها، مبعوثة خاصة للمفوضية، "مدى الحياة". وحثت موظفي الأمم المتحدة في جنيف على المضي قدما إلى الأمام والتفاني في عملهم من أجل المستضعفين.

"إذا لم يبقِ قادة العالم والحكومات شعلة التعاون الدولي متوهجة، فينبغي علينا نحن المواطنين أن نفعل ذلك. التحدي يتمثل في كيفية استعادة هذا النوع من التوازن والأمل في بلداننا، مع عدم التضحية بكل ما تعلمناه عن قيم التعاون الدولي وضرورتها. لأن العالم الذي نتنصل فيه من مسؤولياتنا العالمية سيكون عالما ينتج المزيد من انعدام الأمن والعنف والخطر بالنسبة لنا ولأبنائنا. هذا ليس صراعا بين المثالية والواقعية."

وأشارت إلى أنه منذ أن بدأت العمل، لأول مرة مع مفوضية اللاجئين منذ أكثر من 15 عاما، ارتفع عدد الأشخاص الذين نزحوا من ديارهم بسبب الحرب والاضطهاد من 22 مليون شخص إلى 65 مليونا في جميع أنحاء العالم.