منظور عالمي قصص إنسانية

توفير فرص عمل لائقة أمر حاسم للتصدي لهجرة الشباب الناتجة عن الشدة

توفير فرص عمل لائقة أمر حاسم للتصدي لهجرة الشباب الناتجة عن الشدة

تنزيل

خلق فرص عمل لائقة في المناطق الريفية أمر حاسم للحد من مغادرة سكان المناطق الريفية لأراضيهم عندما يشعرون أنهم لا يتمتعون بخيارات وظيفية أخرى، وهي ظاهرة تعرف باسم "هجرة الشدة".

هذا وفقا لكريستينا رابوني، الإخصائية في مجال العمل والهجرة بالمناطق الريفية في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو).

وهجرة الشدة هي الهجرة الناجمة عن الفقر وانعدام الأمن الغذائي والنزاعات أو الكوارث الطبيعية، وعدم وجود بدائل.

وفيما كانت تتحدث إلى لوسي دين من منظمة الفاو عقب مناقشة لجنة الأمم المتحدة حول التحديات الاقتصادية للهجرة، شددت السيدة رابوني على أهمية أن يكون الفقر الريفي في صلب أي نقاش حول الهجرة.

المزيد في التقرير التالي:

يعيش حوالي  88 في المئة من بين 1.2 مليار شاب عبر العالم في البلدان النامية. وعلى الصعيد العالمي، يشكل الشباب ما يقرب من 24 في المئة من العمال الفقراء. وتظهر هذه الدينامكية بشكل جلي في أفريقيا، حيث يعيش أكثر من 70 في المئة من الشباب بدولارين أو أقل في اليوم الواحد.

ورغم أنه من المتوقع أن ينمو عدد الشباب في العالم، إلا أن فرص العمل والمشاريع للشباب والشابات لا تزال محدودة - وخاصة لأولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية الراكدة اقتصاديا في البلدان النامية.

مما يؤدي إلى الهجرة بحسب كريستينا رابوني، الأخصائية في مجال العمل والهجرة بالمناطق الريفية في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو):

"انعدام فرص العمل في المناطق الريفية هو واحد من الأسباب الرئيسية لهجرة الشباب الناتجة عن الشدة. نحدد هجرة الشدة بأناس لا يرون أية خيارات أخرى لسبل عيش مستدام في المناطق الريفية سوى الهجرة. إذا خلق فرص العمل، وخاصة فرص العمل اللائق هو أمر حاسم لمعالجة الأسباب الجذرية لهجرة الشدة. لسوء الحظ عدد الفقراء والذين يعانون من انعدام الأمن الذين يعيشون في المناطق الريفية لا يزال مرتفعا جدا. لذلك نحن بحاجة إلى الاستثمار في خلق الظروف الملائمة في المناطق الريفية وخلق فرص عمل لائقة، خاصة بالنسبة للأجيال الشابة."

ويعد المهاجرون موردا محتملا للزراعة والتنمية الريفية، وكذلك للحد من الفقر في مناطقهم الأصلية. ومع ذلك، فهجرة شباب الريف بسبب سوء المعيشة يمكن أن تؤدي إلى فقدان حصة مهمة من الجزء الأكثر حيوية وديناميكية من القوى العاملة، وإلى مزيد من العواقب السلبية على الإنتاجية الزراعية.

وتعمل الفاو على التصدي للأسباب الجذرية لهجرة شباب الريف الناتجة عن سوء المعيشة، من خلال مشاريع عبر العالم بما في ذلك في تونس وإثيوبيا:

"في تونس وإثيوبيا -وبدأنا أيضا مشاريع في السنغال وكينيا، نحاول خلق فرص عمل للشباب لمعالجة أسباب هجرة شباب الريف. ونحاول أيضا دعم استثمار التحويلات المالية والاستثمار الإنتاجي في الأنشطة الزراعية وغير الزراعية. ونربط الهجرة بالتنمية وسلاسل القيمة، وكذلك بعمليات التدخل للحماية الاجتماعية."

وتعمل غالبية شباب الريف في الاقتصاد غير الرسمي كمساهمين في عمل الأسرة، ومزارعي الكفاف، وأصحاب مشاريع صغيرة في المنزل أو عمال غير ماهرين. ويكسبون عادة أجورا منخفضة، ويعملون في إطار ترتيبات عمل عارضة أو موسمية وغير مأمونة، وفي كثير من الأحيان يعملون في ظروف عمل استغلالية، مما يجبر الكثيرين على الهجرة إلى المناطق الحضرية.

وتشدد الفاو على أن إعادة إشراك الشباب في الزراعة تتطلب معالجة العديد من المعوقات التي يواجهونها عند محاولتهم كسب الرزق. من بين أمور أخرى، فإنها تشمل الوصول غير الكافي لتنمية المهارات والتعليم؛ ومحدودية فرص الحصول على الموارد مثل الأرض، وانخفاض مستويات المشاركة في عمليات صنع القرار.

وعادة ما يتم استبعاد شباب الريف من تلك المؤسسات التي توفر الوصول إلى الخدمات المالية - مثل الائتمان والادخار والتأمين -وهو كذلك يعيق قدرتهم على المشاركة في هذا القطاع.

كريستينا رابوني

"نحاول ربط الشتات بأصحاب المشاريع الزراعية المحتملة الذين يرغبون في الاستثمار لخلق فرص في المناطق الريفية. في الأساس نريد خلق هذه الفرص لإنعاش سلسلة القيمة الإنتاجية. نريد مثلا أن يركز الشباب على سلاسل القيمة تلك التي هي في الواقع جذابة وتوفر لهم الفرص عبر المحاصيل والغابات..."

مصدر الصورة