منظور عالمي قصص إنسانية

العقبات أمام عملية توزيع المساعدات في سوريا تقوض حياة السوريين المحاصرين

العقبات أمام عملية توزيع المساعدات في سوريا تقوض حياة السوريين المحاصرين

تنزيل

أعلنت الأمم المتحدة اليوم الخميس أنه تم التوصل إلى اتفاق بين المنظمات الإنسانية والحكومة السورية لإزالة العقبات التي تعترض قوافل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في البلاد.

يان إيغلاند، المستشار الخاص المعني بالشؤون الإنسانية في مكتب المبعوث الخاص، قال للصحفيين في جنيف إن هناك حاجة لاتفاق يزيل ما وصفه ب"المستنقع الإداري" الذي منع كل المساعدات من الوصول برا إلى السكان المحاصرين، حتى الآن هذا العام.

وقبيل جولة جديدة من المحادثات السورية في المدينة السويسرية، أكد إيغلاند أن توزيع المساعدات مسألة حياة أو موت بالنسبة للكثيرين.

المزيد في التقرير التالي:

حتى الآن هذا العام، لم تتمكن وكالات المعونة وشركاؤها من الوصول إلى منطقة واحدة من المناطق المحاصرة داخل سوريا عن طريق البر.

في المجموع، هناك ثلاث عشرة منطقة محاصرة يصعب الوصول إليها، حيث يعاني أكثر من 600 ألف شخص بشكل متزايد، بعد ست سنوات من الحرب.

المستشار الأممي الخاص المعني بالشأن الإنساني يان إيغلاند، وصف عدم التمكن من إيصال المساعدات بـ "خيبة أمل كبيرة"، قبل أن يعلن أنه تم التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية على طلب إيصال الإمدادات الغذائية والطبية، ولم يتم رفضه هذه المرة في اللحظة الأخيرة.

وبحسب إيغلاند، قفز "رجال مسلحون" في الفترة الأخيرة على أكثر من شاحنتين في ثلاث قوافل، وفرغوا منها مجموعات معالجة الإسهال للأطفال ومستلزمات الأمومة للنساء الحوامل.

"هذا يجب أن يتغير، ويمكن أن يتغير. عقدنا نشاطا دبلوماسيا مكثفا بمشاركة مبعوث الأمم المتحدة وبمساعدة أعضاء فرقة العمل والحكومة السورية، الذين قالوا إنه سيأتي نظام جديد أفضلُ نتمكن من خلاله من الخروج من المستنقع الإداري والحصول على الضوء الأخضر لحالات كثيرة حيث لم تتمكن أي قافلة في نهاية المطاف من الوصول إلى أي منطقة محاصرة."

image
وأوضح المسؤول الأممي أن الأماكن الأكثر احتياجا للمساعدات هي مدن الفوعة وكفرايا ومضايا والزبداني، وهي تحت سيطرة الحكومة أو سيطرة المعارضة، حيث قتل السكان من كلا الجانبين في الأيام الأخيرة.

وأشار إيغلاند إلى أن 80 شخصا بحاجة إلى أن يتم إجلاؤهم على وجه السرعة ليتم إنقاذ حياتهم:

"نحن نتمنى ونعتقد أن الوضع سيتغير الآن. يجب أن يتغير الآن. لأننا إذا لم نصل إلى المدن الأربع الفوعة وكفرايا ومضايا والزبداني، سنشاهد قريبا جدا مشاهد أخرى كالتي رأيناها عندما بدأ كل شيء قبل عام: أناس يتضورون جوعا."

وقبيل المحادثات السورية المدعومة من الأمم المتحدة والتي من المقرر أن تبدأ في جنيف الأسبوع المقبل، قال يان إيغلاند إن السماح للقوافل بدخول حي الوعر في محافظة حمص سيرسل "إشارة مهمة جدا".

إيغلاند الذي يتحدث بعد عام على إنشاء فرقة العمل الإنساني الدولي المعنية بتعزيز وصول المساعدات عبر سوريا، قال إن حصيلة عمل الفرقة متفاوتة.

وكانت فرقة العمل قد زادت بثلاثة أضعاف تقريبا عدد الأشخاص الذين تم الوصول إليهم في 2016 مقارنة بالعام السابق، ولكن إيغلاند أشار إلى عرقلة عمل الفرقة في الآونة الأخيرة:

"قد وفرت فرقة العمل الإنساني الوصول خاصة من خلال مبادرات رئيسيها (روسيا والولايات المتحدة) عندما كانا نشيطين ويعملان معا. ولكن دولا أعضاء أخرى ساعدتنا في الوقت عينه في حل مسألة عدد من القوافل التي تم إيقافها. وفي النهاية قُدِمت لها المساعدة عبر نقاط التفتيش بفضل مبادرات دبلوماسية. إذا، العبرة هي أنه يمكن القيام بهذا الأمر حتى في سوريا، ولمن المؤسف حقا أنه لم يتم القيام به في الفترة الأولى من هذا العام."

هذا وناشد إيغلاند رئيسي فرقة عمل (روسيا والولايات المتحدة) بذل المزيد من الجهد في هذا المجال، جنبا إلى جنب مع الدول الأعضاء التي تتمتع بنفوذ على الحكومة السورية والمعارضة المسلحة، مثل إيران وتركيا ودول الخليج.

مصدر الصورة