منظور عالمي قصص إنسانية

خبير حقوقي: التحريض والإيذاء على أساس الدين يقوضان الجميع

خبير حقوقي: التحريض والإيذاء على أساس الدين يقوضان الجميع

تنزيل

عقدت بمقر الأمم المتحدة فعالية رفيعة المستوى بشأن مكافحة التمييز ضد المسلمين وكراهيتهم، افتتحت برسالة من الأمين العام أنطونيو غوتيريش، حث فيها على استمداد القوة من قيم الاندماج والتسامح والتفاهم المتبادل التي هي في صميم جميع الأديان الكبرى وفي صميم ميثاق الأمم المتحدة.

وشملت قائمة المتحدثين مسؤولين وخبراء دوليين ، من بينهم، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحرية الدين والعقيدة أحمد شهيد، الذي ألقى الكلمة الختامية وتحدث لأخبار الأمم المتحدة عن ارتفاع خطاب الكراهية ضد المسلمين، ورؤيته لطرق مجابهة التمييز ضد المسلمين وغيرهم بشكل عام.

أخبار الأمم المتحدة: ما هي أهمية عقد هذه الفعالية بشأن مكافحة التمييز ضد المسلمين وكراهيتهم في هذا الوقت بالتحديد؟

أحمد شهيد: كما سمعنا من مجموعة متنوعة من المتحدثين في الفعالية، هناك قلق بشأن ارتفاع حوادث الخطاب المعادي للإسلام والتعصب ضد المسلمين والتحريض على العنف ضدهم. إذن هناك مشكلة حقيقية وهو أمر يتجلى في جميع أنحاء العالم. لذا فمن المهم أن نجتمع لمناقشة سبل فهم المشكلة والتصدي لها، وأعتقد أنه كلما عجلنا بهذه التجمعات، كلما تيسر لنا الاستجابة لهذه التحديات.

أخبار الأمم المتحدة: برأيك، هل يجب أن يكون العالم قلقا إزاء تصاعد خطاب الكراهية وبعض التوجهات السياسية في أوروبا والولايات المتحدة؟

أحمد شهيد: كما قلت، إنها ظاهرة عالمية، فالكراهية على أساس الدين والتعصب على أساس الدين يشكلان تحديا عالميا. وفيما يتعلق بالولايات المتحدة وأوروبا، سمعنا بعض المتحدثين ذكروا توثيق تصاعد حوادث الكراهية الدينية والعنف القائم على أساس الدين.

نعم، يجب أن نشعر بالقلق لأنه لم تتخذ إجراءات كثيرة بما يكفي ضد هذا. إنها مشكلة ولا بد من التصدي لها. ولكن عندما نتحدث عن البلدان التي تتمتع بتاريخ من الديمقراطية المستقرة وحكم قوي للقانون واحترام عام لحقوق الإنسان، فإذا رأينا في هذه المجتمعات بوادر تراجع لحقوق الإنسان العالمية، فإن ذلك يبعث على القلق بشكل أكبر.

image
أخبار الأمم المتحدة: في كلمتك أمام الفعالية تطرقت إلى ما يسمي بتسييس الدين، ماذا تعني بذلك؟

أحمد شهيد: السبب الرئيسي لتسييس الدين هو لاستخدامه لأغراض سياسية، على سبيل المثال عندما يستخدم في حشد المجال السياسي على أساس ديني، وهذا ينطوي بالأساس على تجميع وتقسيم الناس على أساس الدين. يتجلى هذا أيضا في الطريقة التي يستخدم بها الدين لتشويه سمعة الخصوم السياسيين، ونحن نرى ذلك في بعض أجزاء من العالم حيث يمكن رفع قضايا ضد الخصوم السياسيين تتهمهم بالكفر أو غيرها من التهم المرفوعة على أساس ديني، وبالتالي فإن الخطاب الديني يصبح مبنيا على أساس حجة غالبا ما تعني عدم الجدال. هذا أمر يمحي النقاش السياسي، ويصبح الانقسام شديدا جدا على أساس الدين، وهو ما يُخضع أيضا الخطاب الديني، في فحواه السياسي، لفهم الجماعات المهيمنة له؛ وفي الوقت نفسه فإنه يدمر الخطاب السياسي، لأن بعض الناس لا يطعنون في ما ينص عليه الدين. وهذا يفسد كلا من المجال السياسي ومصداقية الحجة القائمة على الدين.

image
أخبار الأمم المتحدة: لنتحدث عن الحوار، ما الذي يمكن للأفراد القيام به لتغيير السرد لجعله أكثر إيجابية ودفع الوصم السلبي بعيدا عنهم؟

أحمد شهيد: هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تضع الأفراد في قلب الخطاب العام، يمكن للمرء أن يكون ضحية أو جانيا أو شخصا وجد نفسه بين هذين. أعتقد أن الاستجابة تختلف بناء على وضع الفرد. إذا كنت ضحية يمكنك إظهار كيف تتشابه أو لا تختلف كثيرا عن أي شخص آخر، فكرة العالمية. إذا كنت جانيا، فبالطبع عليك أن تفهم أنك قد ارتكبت خطأ، وبالطبع على المرء أن يدرك ما اقترفه من الخطأ. إذا كنت شخصا في المنتصف، فيمكنك التحدث إلى كل منهما، الضحية والجاني، وتحاول شرح كيف أن التحريض على أساس الدين والإيذاء على أساس الإيمان يقوضان الجميع، لماذا يعد هذا أمرا خاطئا، كيف يقوضان ازدهار البشر.

هذا يعني أيضا أن استجابتنا يجب أن تعترف بأن هناك سوء فهم، وهناك حاجة إلى بناء مزيد من الثقة والوضوح، وهنا يصبح التعليم أداة هامة لهذا الغرض. ومن المهم بالتالي تغيير الحوار الذي يتسبب في ذلك. كفرد في المجتمع يمكنك أن تكون أنت التغيير الذي تود رؤيته في العالم. من المهم إذا كنت الضحية أن تعترف بأنه لا يجب أن تتكلم فقط حتى عندما تكون الضحية، ولكن عندما ترى الآخرين يصبحون ضحايا أيضا. لذلك ينبغي على المسلم الاعتراف بأن البهائي لديه حق متساو في حرية الدين، مثله مثل المسلم. إن فهم الطابع العالمي لحقوق الإنسان هو أمر مهم. وفي نهاية المطاف، يجب أن نعترف بالقاعدة الذهبية الموجودة في الأديان كلها تقريبا، وهي أنه يجب معاملة الآخرين بالطريقة التي نتوقع منهم أن يعاملونا بها، ومن ثم ستعرف لماذا ينبغي عليك عدم إيذاء الآخرين. إذن القاعدة الذهبية هي أمر ينبغي على الجميع احترامه، وفي الوقت نفسه فهم أننا جزء من إنسانية واحدة كبيرة. إذا قمت بثقب القارب سنغرق كلنا معا.

مصدر الصورة