منظور عالمي قصص إنسانية

ناصر عبد العزيز النصر: ما زال الإعلام يصور اللاجئين والمهاجرين على أنهم عبء اقتصادي وتهديد أمني

ناصر عبد العزيز النصر: ما زال الإعلام يصور اللاجئين والمهاجرين على أنهم عبء اقتصادي وتهديد أمني

تنزيل

يتم تصوير المهاجرين واللاجئين بشكل غير دقيق وبأنهم يشكلون تهديدا أمنيا محتملا وضغطا على المنافع العامة. وعلى الرغم من أن الدول الأعضاء بالأمم المتحدة تعترف بالمساهمة الإيجابية للمهاجرين في النمو الشامل والتنمية المستدامة وذلك عبر اعتمادها جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة عام 2015، وإعلان نيويورك للاجئين والمهاجرين عام 2016، غير أنه لا يتم الاعتراف بمساهماتهم الإيجابية في المجتمعات، ونادرا ما تتفهمهم المجتمعات المضيفة.

هذا بعض مما أفاد به الممثل السامي لتحالف الحضارات، السيد ناصر عبد العزيز النصر،  للزميلة مي يعقوب، قبيل انعقاد ندوة بالمشاركة مع الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، في العاصمة البلجيكية بروكسل، تتمحور حول انتشار خطاب الكراهية ضد المهاجرين واللاجئين في وسائل الإعلام.

السيد ناصر عبد العزيز النصر أكد أن تحالف الحضارات سيبذل قصارى جهده لسرد قصص اللاجئين الحقيقية، من أجل حماية مصالح المجتمعات المحلية وحماية حقوق كل فرد، مشددا في الوقت نفسه على أهمية إيجاد توازن يحمي حقوق الجميع دون الحد من الحريات المدنية للمتكلم، بما فيها حرية التعبير.

نشير إلى أن الجلسة الافتتاحية شهدت مشاركة كل من السيدة فديريكا موغيريني الممثلة السامية لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، والسيد عبد العزيز النصر، والسيد كريستيان ليفلير، نائب الأمين العام لقسم العمل الخارجي بالاتحاد الأوروبي، شعبة السياسات الاقتصادية والشؤون العالمية.

المزيد في الحوار التالي مع السيد ناصر عبد العزيز النصر:

أخبار الأمم المتحدة: يعقد تحالف الحضارات والاتحاد الأوروبي ندوة تمتد طول يوم السادس والعشرين من الشهر الجاري تركز على خطاب الكراهية ضد المهاجرين واللاجئين في وسائل الإعلام. ما أهمية عقد هكذا الندوة في أوروبا في مثل هذا الوقت؟

السيد ناصر عبد العزيز النصر: لا شك أن هذا الموضوع، موضوع مهم في هذا الوقت، وقد سبق وأن أعددنا عدة اجتماعات   في نيويورك فيما يخص خطاب الكراهية ضد المهاجرين. وبعد ذلك قررنا عقد هذه الندوة في أوروبا بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي لمواجهة الحركات الشعبوية التي اكتسبت قوة وزخما متزايدا في جميع أنحاء أوروبا، وكذلك الأمر في الولايات المتحدة. لاحظنا أنه يتم تصوير المهاجرين واللاجئين بشكل غير دقيق وأنهم يستنزفون الاقتصاد ويشكلون تهديدا أمنيا محتملا وضغطا على المنافع العامة. وعلى الرغم من أن الدول الأعضاء تعترف بالمساهمة الإيجابية للمهاجرين في النمو الشامل والتنمية المستدامة وذلك عبر اعتمادها جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة في 25 أيلول من عام 2015، فضلا عن إصدارها لإعلان نيويورك للاجئين والمهاجرين يوم 19 من سبتمبر 2016، غير أنه لا يتم الاعتراف بمساهماتهم الإيجابية في المجتمعات، ونادرا ما تتفهمهم المجتمعات المضيفة.

image
أخبار الأمم المتحدة: الانتخابات على الأبواب في بعض الدول الأوروبية. هل تخشون من أن تتأثر نتائج هذه الانتخابات باللغة السلبية التي تنتشر ضد اللاجئين والمهاجرين عبر وسائل الإعلام التقليدية والجديدة؟

السيد ناصر عبد العزيز النصر: لا شك، في الواقع هناك خوف، لأنه على الرغم من روح سياسات الهجرة التقدمية التي يدافع عنها بعض القادة الأوروبيين، يواصل البعض في وسائل الإعلام تصوير اللاجئين على أنهم إرهابيون وعلى أنهم يشكلون تهديدا للأمن القومي.

أيضا، توفر وسائل الإعلام الاجتماعية منصة واسعة ومفتوحة لخطاب الكراهية، وتسرّع انتشار الروايات والأفكار السلبية على الإنترنت. وقد تسببت هذه البيئة بتنامي شعور كبير من الخوف وعدم الثقة في المجتمعات المضيفة تجاه المهاجرين واللاجئين في جميع أنحاء العالم. كما أدت إلى تداعيات سلبية على حقوق وحريات اللاجئين والمهاجرين.

لكننا سنبذل قصارى جهدنا لنسرد قصص اللاجئين الحقيقية، من أجل حماية مصالح المجتمعات المحلية وحماية حقوق كل فرد. أعتقد أنه يجب إيجاد التوازن الذي يحمي حقوق الجميع من دون الحد من الحريات المدنية للمتكلم.

image
أخبار الأمم المتحدة: لقد ذكرت حرية المتكلم، حرية التعبير، كيف توازن الوسائل المتاحة على الإنترنت بين الجهود المبذولة لمكافحة خطاب الكراهية الذي تنشره الجماعات الإرهابية المعروفة أو ينشره آخرون، وبين الحاجة إلى حماية حرية التعبير؟

السيد ناصر عبد العزيز النصر: طبعا، تتحمل وسائط الإنترنت مسؤولية جماعية وتلعب دورا حاسما في تمكين الناس من الوصول إلى المعلومات وتسهيل التفاعل بين المستخدمين، ولكن استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية من قبل الجماعات الإرهابية لنشر روايات الكراهية والتطرف وتجنيد الشباب، جعل معالجة خطاب الكراهية عبر الإنترنت مسألة أكثر إلحاحا. وهذا ينطبق أيضا على صعود الخطاب الشعبوي في بعض البلدان. لذلك، عملت الأمم المتحدة على تطوير العديد من المبادرات، بما في ذلك "الإطار الدولي الشامل" لمواجهة الروايات الإرهابية التي تستخدم في التجنيد والتحريض على أعمال العنف، وكان ذلك بقيادة مجلس الأمن، بالإضافة إلى لجنة مكافحة الإرهاب أو مبادرة تحالف الحضارات #SpreadNoHate. ويجري تنفيذ هاتين المبادرتين لتحقيق هذه الغاية. ناهيك أيضا عن غيرها من المبادرات التي وضعتها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ...

image
أخبار الأمم المتحدة: حسنا ما هو دور المجتمع المدني في هذا الصدد؟

السيد ناصر عبد العزيز النصر: لا شك أن منظمات المجتمع المدني لها دور قوي في التأثير على المواقف العامة تجاه الحد من استخدام خطاب الكراهية، ويمكن أن تساعد في تطوير مكافحة السرديات السلبية، وتعزيز عدم التمييز، وتوفير التدريب وتعزيز الثقة، وإشراك المجتمعات المحلية. يجب على المجتمع الدولي أن يعترف بدور المجتمع المدني في صياغة السياسات العامة التي تهدف إلى الحد من انتشار خطاب الكراهية، والتأثير على المواقف العامة تجاه الحد من استخدام خطاب الكراهية في وسائل الإعلام، بما في ذلك من خلال التوصيات المتعلقة بالسياسة العامة. هناك حاجة إلى أن يعمل المجتمع المدني ووسائل الإعلام، بما في ذلك وسائل الإعلام التي تبث على الإنترنت، بشكل وثيق تجاه وضع نهج واستراتيجيات مشتركة لمنع ومكافحة خطاب الكراهية في وسائل الإعلام وتعزيز السرديات الإيجابية.

أخبار الأمم المتحدة: أخيرا ما هي النتائج أو التوصيات المتوقعة من هذه الندوة؟

السيد ناصر عبد العزيز النصر: بودي أن أركز أن هذا الاجتماع، هو اجتماع مهم. وأول مرة يعقد مع الاتحاد الأوروبي. وكما تعلمين أوروبا هي قارة تواجه مشاكل كبيرة خاصة من المهاجرين الذين يتوافدون وسوف يستمروا في التوافد هربا من ويلات الحرب والفقر والجوع والحصول على حياة كريمة. وهذا سيكون بداية لمجتمعات هامة سوف نقوم بها في المستقبل. وهذا الاجتماع بالذات سيخرج بمجموعة من التوصيات تمثل ما تفق عليه الخبراء الذين شاركوا في جلسات الندوة وسيوف تعكس ضرورة اتباع ميثاق الشرف المهني في التعامل مع قضية الهجرة والأخذ في الاعتبار أن القضية شائكة، لها جوانب إنسانية، ولا يجب تسطيح أو تبسيط الأخبار المتعلقة بالمهاجرين.  كما يجب ألا يخضع الصحفيون لضغوط سياسية في تغطيتهم لمواضيع الهجرة. أتوقع أنه سيتم الاتفاق على مؤتمر مكمل للتباحث في كيفية تفعيل هذه التوصيات

مصدر الصورة