منظور عالمي قصص إنسانية

الشاب الجزائري جمال الدين أبو بكر يعمل على تكوين جيل مثقف من خلال التربية والفن

الشاب الجزائري جمال الدين أبو بكر يعمل على تكوين جيل مثقف من خلال التربية والفن

تنزيل

فاز الشاب الجزائري مراح محمد جمال الدين أبو بكر بمسابقة نظمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، اختار بموجبها سبعة عشر شخصا ليكونوا أبطال الباندا لأهداف التنمية المستدامة. وقد تم اختيار مراح من بين المئات الذين تقدموا بأشرطة فيديو تتحدث عن هدفهم المفضل من بين أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.

وهدف مراح المفضل هو الهدف الرابع المعني بجودة التربية والتعليم.

في الحوار التالي الذي أجرته الزميلة مي يعقوب، يتحدث مراح عن أهمية التربية في القضاء على الجهل والفقر، وعن سعيه إلى تثقيف الجيل الجديد عبر الموسيقى التي يعشقها والفن السابع الذي ورثه عن أبيه.

المزيد في الحوار التالي:

أخبار الأمم المتحدة: السيد مراح محمد جمال الدين أبو بكر من الجزائر، أنت من بين الأبطال السبعة عشر الذين سماهم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي "أبطال الباندا لأهداف التنمية المستدامة".

بداية كانت هناك مسابقة قبل تسميتكم بأبطال الباندا. حدثنا عن هذه المسابقة، كيف شاركت بها وما شروطها؟

جمال الدين أبو بكر: أولا لم أكن أعرف من قبل الأهداف العالمية التي أقرتها الأمم المتحدة، ولم يخطر على بالي عندئذ أنني سأفوز بهذه المسابقة العالمية. أنا شعرت بفرح كبير خاصة عندما علمت أنني لم أنجح بمسابقة الدكتوراه في بلادي: فخسرت هنا وربحت هناك. والربح الذي نلته لا تقابله أي شهادة، لأنني ربحت السفر إلى الصين حيث تعرفت على أناس مختلفين جدا يأتون من كل "فج عميق" ونلت منهم صدقهم وأخوتهم وحبهم. فهذه الفرصة، هذا الكنز لا يقدر بأي ثمن.

أما كيف عرفت بالمسابقة: لدي زميل أعطاني موقعا في الفيسبوك وقال لي "أؤمن بك، أؤمن بقدرتك وأعلم أنك تستطيع النجاح"، فقلت له لا أستطيع النجاح لأن هذه مسابقة عالمية، فقال "توكل على الله اعمل وسوف ترى". فهكذا لم أكن أتوقع أنني سأفوز بهذه المسابقة "أبطال الباندا، سفراء الباندا".

أخبار الأمم المتحدة: سيد مراح، ما الموضوع الذي اخترته لتصويره؟ ما هي الأمور التي ركزت عليها في الفيديو الذي أرسلته إلى المسابقة؟

جمال الدين أبو بكر: اخترت الهدف الرابع أي هدف التربية، جودة التربية. ويرجع هذا لعاملين: العامل الأول هو عامل شخصي لأن في عائلتي جدي، رحمه الله، وأمي ساهما في التربية وتكوين جيل مثقف. كان جدي إماما وأستاذا في اللغتين العربية والفرنسية، وأصبح مفتشا تربويا. وأمي تدير الآن مدرسة وتعمل في هذا المنصب منذ أكثر من خمس وثلاثين سنة.  أما العامل الثاني الذي دفعني إلى اختيار التربية كموضع للفيديو لأنني أعتبر التربية أساسا لكل شيء. بالتربية نستطيع أن ننهض بالأمة إلى مصاف المجتمعات المتقدمة من حيث الأخلاق والعلم والبسالة. نحمل هذه المفاتيح لنوفر نورا وسعادة للبشر. فإذا كنت مثقفا، يعني أنك تعلم أن الصدقة حق لليتيم وتصبح واعيا أن عليك واجبا يحتم التصدق في سبيل الخير، في سبيل الله: مالك، طعامك، لباسك وخاصة وقتك.

هذا الأمر يسهل علينا القضاء على المجاعة والفقر، وهو ما أقرته الأمم المتحدة في الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة. إذا، كل الأهداف لها علاقة وطيدة بالتربية: إذا كنت مثقفا، سوف تنصت إلى الآخر مهما كان جنسه ولونه ولغته ودينه. تنصت وتعطي رأيك دون الحوار الكثير والسب والشتم في الأخير. وإذا عملنا بهذا المبدأ مثلا، سوف نحقق الهدف العاشر وهو المساواة بين الجنسين.

في خلاصة القول، كل الأهداف السبعة عشر التي أقرتها الأمم المتحدة لها علاقة متينة بالتربية. لذا أرى أنها أساس كل شيء. فالتربية تصطدم مع الإرهاب والجهل والتخلف. والإنسان المثقف أيا كان دينه، فهو يمد يده لبناء حضارة إنسانية.

image
أخبار الأمم المتحدة: بالفعل نحن سعداء جدا بهذه التربية التي تلقيتها والتي أدت إلى عكس ما اكتسبته ضمن العائلة في موضوع الفيديو الذي تقدمت به. أريد أن أتحدث أيضا عن نشاطاتك في مجتمعك. ما الذي تقوم به للمساعدة في هذه النقطة بالذات، في التربية في التوعية داخل مجتمعك؟

جمال الدين أبو بكر: أنا أعمل الآن موظفا في مدرسة متوسطة، مهنتي الآن الاستشارة. ولكنني فتحت في منزلي قسما لتدريس فن الموسيقى وتدريس فن الرسم والعزف على آلة الغيتار. أنا أحب أن أكوّن جيلا "فنانا". أنا أعزف على آلة الغيتار وأعلم أكثر من عشرين طالبا. ومع أبي لدينا أيضا استديو سينمائي حيث أنجزنا أشرطة وثائقية وأتعلم مع أبي الفن السابع وهو السينما لأن أبي كان مخرجا في التلفزيون الجزائري وهو الآن يحاول تشريبي محبة هذا الفن، وأظن أن السينما هي أعظم وأقوى أداة لتغيير البشرية. فأنا أحاول أن أكوّن جيلا له علاقة مع الفن وهذا في الجزائر أمر ناقص جدا.

مصدر الصورة