منظور عالمي قصص إنسانية

قصتا أمل بعد تحرير مناطق في شمال العراق من براثن داعش

قصتا أمل بعد تحرير مناطق في شمال العراق من براثن داعش

تنزيل

بعد سيطرة داعش على مناطق واسعة في شمال العراق، لم يهدر التنظيم الإرهابي أي وقت لغرس بذور فكره التضليلي في عقول الأطفال.

في التقرير التالي نتعرف على قصة طفلين تمكنا من العودة إلى مدرستيهما بعد تحرير منطقتيهما من حكم داعش.

بعد أن عاش هو وأسرته تحت سيطرة تنظيم داعش في شمال العراق، اتخذت أسرة محمد، البالغ من العمر 13 عاما، قرارا خطيرا بالفرار من ديارها بحثا عن ملاذ آمن.

هذا ما يتذكر محمد من حياته السابقة، في ظل الحكم الاستبدادي للتنظيم:

"حياتنا في ظل حكم داعش كانت مزرية. لم تكن هناك وظائف وكانوا يجلدون الناس ويضربونهم. غيروا كل المناهج الدراسية، وأصبحت المناهج رديئة للغاية. وباتوا يطلبون 30 ألف دينار كمصاريف للالتحاق بالمدارس. كنا نحصل بالكاد على عشرة آلاف دينار لشراء الطعام. فتوقفت عن الذهاب إلى المدرسة."

تمكنت الأسرة من الوصول إلى ملاذ آمن في مخيم للنازحين داخليا بمحافظة إربيل شمال العراق. وهناك التحق محمد بمدرسة في المخيم تدعمها منظمة اليونيسف، مما أعاد إليه الأمل في المستقبل.

"ملأني شعور بالإحباط. تصورت أنني لن أتكمن من العودة إلى الدراسة مجددا."

وتقدر منظمة اليونيسف أن نحو 3.3 مليون عراقي، نصفهم من الأطفال، قد فروا من منازلهم منذ كانون الثاني/يناير 2014. وبالإضافة إلى ذلك، هناك ما يقرب من 4.7 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة إنسانية فورية في جميع أنحاء البلاد.

image
أما أسرة نسرين، فليست بحال أفضل من أسرة محمد. فلقد وجدت الأسرة نفسها بين شقي الرحى، مضايقات داعش من ناحية، واحتدام القتال في بلدتهم لإعادة سيطرة الحكومة العراقية عليها من ناحية أخرى.
image
طارق، والد نسرين، قال إن ذلك لم يترك لهم خيارا آخر سوى الفرار.

"ضايقنا تنظيم داعش كثيرا لذلك كان علينا ترك منازلنا. أصبحت بلدتنا ساحة للمعركة، فأجبرنا على الخروج من بيوتنا. كان الوضع سيئا. لقد جرعونا كأس الذل، لم يكن هناك طعام، وفرضوا قيودا على جميع أنشطتنا."

وأضاف طارق أنه قبل فرارهم، رفض السماح لأطفاله بالذهاب إلى المدارس، لئلا يلّوث داعش أفكارهم.

"هذا ليس تعليما. إنهم يعلمون الأطفال عن الحرب."

image
فكما قالت نسرين، فإن التعليم في ظل داعش كان لا يتطرق لشيء سوى الحرب:

"تحت حكم داعش، عندما كنا نذهب إلى المدرسة، كانوا يعطونا كتبا عن الأسلحة. الكتب التي قدموها لنا للقراءة كان من المفترض أن تدمر طريقتنا في الحياة. المدرسة كالأم، هي من تعلمنا."

وبعد أن تمت استعادة المدينة من حكم داعش القمعي في أغسطس الماضي، عادت نسرين إلى دراستها. وبالرغم من أنها قد تخلفت عن العديد من أقرانها، إلّا أنها كانت مسرورة جدا لرؤية رفاقها مجددا:

"كنت في الصف السادس الدراسي ولكن داعش، لا سماحهم الله، دمر حياتنا. عندما ذهبت إلى المدرسة، كنت سعيدة برؤية صديقاتي والدراسة معهن. لقد افتقدتهن جدا."

image
وبعودة نسرين إلى الدراسة، عاد الأمل إلى أسرتها في مستقبل مشرق لطفلتهم، مثلما قال والدها:

"أنا حقا سعيد. المدارس مفتوحة الآن والأطفال يذهبون للتعلم. في ظل داعش، لم أكن أسمح لهم بالذهاب إلى المدرسة، والآن أريد أن يعودوا إلى دراستهم وأن يتعلموا."

مصدر الصورة