منظور عالمي قصص إنسانية

بيير كريينبول يدعو إلى عدم نسيان لاجئي فلسطين، مؤكدا أن لا أحد يختار أن يكون لاجئا

بيير كريينبول يدعو إلى عدم نسيان لاجئي فلسطين، مؤكدا أن لا أحد يختار أن يكون لاجئا

تنزيل

[caption id="attachment_224489" align="aligncenter" width="623" caption="الصورة: UN Photo/Eskinder Debebe"]

عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الاثنين، اجتماعا لإعلان التبرعات الطوعية السنوية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، الأونروا، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، شارك فيه من غزة المفوض العام للأونروا بيير كريينبول وثلاثة من طلاب الوكالة.

المزيد في تقرير مي يعقوب.

لماذا يجب على العالم مواصلة الاهتمام بمسألة اللاجئين الفلسطينيين، الذين يشكلون أكبر مجتمع لاجئين طال أمد لجوئه في العالم؟

سؤال رد عليه المفوض العام للأونروا، بيير كريينبول، خلال مؤتمر إعلان التبرعات لوكالة الأونروا عقد يوم الاثنين الموافق الخامس من ديسمبر/ كانون الأول في مقر الجمعية العامة بنيويورك.

كرينبول الذي كان يتحدث عبر الأقمار الصناعية من مكتب الوكالة في قطاع غزة، ذكر أن البعض يشير إلى أزمات أخرى حلّت بمنطقة الشرق الأوسط وإلى حركات الهجرة الكبيرة التي نتجت عنها، مشددا على أن لا أحد يختار أن يكون لاجئا:

"قيل لي إن القضية قد أسدل عليها ظلال من قبل أزمات أخرى في الشرق الأوسط، وأن هناك إحساسا عاما بالإرهاق حيال قضية لاجئي فلسطين. --"إحساس بالإرهاق؟؟"--  لا أحد، اسمحوا لي بالقول، يمكن أن يكون أكثر إرهاقا من لاجئي فلسطين! لم يسبق لي أن التقيت لاجئا اختار أن يكون لاجئا، كما لم ألتق بالتأكيد بلاجئ فلسطيني يرغب في البقاء لاجئا."

وأوضح المفوض العام للأونروا أن الفلسطينيين لا يرغبون في البقاء لاجئين "في إطار النزاع المدمر في سوريا الذي لم ينج لاجئو فلسطين من مخاطره، ولا في لبنان حيث يعيشون في مخيمات مزدحمة ويتعرضون لأشكال عدة من التهميش، ولا في مجتمع البدو بالضفة الغربية الذي يهدَد بالانتقال القسري وبتدمير طرق حياته التقليدية. وبالطبع لا يرغبون في البقاء لاجئين في إطار الحصار المفروض على غزة وتداعياته على مجتمع، سبعون بالمئة منه لاجئون".

وشارك كريينبول مناشدته أمام الدول الأعضاء بالجمعية العامة، ثلاثة طلاب من وكالة الأونروا، أحمد ورزان وروى، تحدثوا على التوالي عن حياتهم المدرسية والتحديات اليومية التي يواجهونها.

نبدأ مع أحمد، أربعة عشر عاما وعضو في البرلمان الطلابي في غزة الذي طرح سؤالا كان قد طرحه أمام الأمين العام بان كي مون خلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة فقال:

"يومها رفعت يدي وأخبرته بأننا ندرس ... بكل نشاط في مدارس الأونروا وأننا نتعلم عن حقوق الإنسان في مدارس الأونروا، ونحن مهتمون كثيرا بهذه الأمور. ولكنني سألت أيضا الأمين العام للأمم المتحدة: لماذا لا تطبق علينا هذه الحقوق؟ أيها السيدات والسادة، لقد وجهت هذا السؤال للأمين العام وأرغب أيضا في توجيهه إليكم: لماذا لا تطبق هذه الحقوق علينا؟"

كريينبول أكد أن سؤال أحمد أساسي ويحتاج إلى إجابة سريعة، إذ إنه يشكل صلب الحل السياسي للأزمة:

"إن غياب الأفق السياسي الذي يقترن في كثير من الأحيان بغياب الأفق الشخصي لاجئي فلسطين الشباب، يوفر بيئة أعتقد أنها تتناقض مع كرامة وأمن كل شخص في هذه المنطقة. ما من أحد يقبل العيش لقرابة ثلثي قرن في حالة عدم يقين بسبب غياب الإرادة السياسية لحل إحدى الأزمات الأساسية في وقتنا. لهذا السبب لا يمكن للعالم أن ينسى مسألة لاجئي فلسطين."

هذا وأكد المفوض العام للأونروا أن الوكالة ستعمل بكل عزم ونشاط لتعزيز حقوق لاجئي فلسطين، قائلا إن هناك الكثير من الحقوق التي تحتاج إلى الدعم ولكنه تعهد بشكل خاص بحماية حق تعليم الشباب الفلسطينيين وتعزيز فرصهم بالحصول على عمل.

وحول هذه النقطة، رزان البالغة من العمر خمسة عشر عاما، تحدثت عن أمر مهم مفاده بأن الشباب الفلسطينيين لا يريدون أن يعتبروا فقط ضحايا، بل عناصر تغيير.

image
أما رؤى التي زار المفوض العام مدرستَها في خان يونس خلال حرب عام 2014، فقد كتبت شعرا حول الأمل وُجِد بين أنقاض مدرستها التي تعرضت لتدمير هائل. لم تستطع رؤى أن تقرأ شعرها في خضم الحرب في ذلك الوقت، ولكنها اقتطعت منه اليوم أبياتا تلتها أمام الجمعية العامة. وهذه بعضها:

"الأمل صديق رائع، ربما يغيب لكنه لا يخون أبدا...

السعادة في بيتك، فلا تبحث عنها في حدائق الغرباء..

أيها السيدات والسادة بعد الحرب الأخيرة في غزة، أعطيتُ دفتري المدرسي إلى المفوض العام. وحيث إنني لم أغادر قطاع غزة في حياتي، فقد طلبت منه نقل رسالتي حول الأمل لكل مكان يسافر إليه حول العالم. وأنا فخورة جدا بأنني تمكنت من إيصالها لكم شخصيا في هذا اليوم."

وكانت ممثلة رئيس الجمعية العامة بيتر تومسون، قد قرأت بنيابة عنه رسالة إلى المجتمعين أكدت فيها على أهمية دعم الأونروا خاصة في ظل تعهدات أجندة التنمية المستدامة لعام 2030 والتي تحرص على عدم ترك أحد يتخلف عن الركب...

مصدر الصورة