منظور عالمي قصص إنسانية

القمة العالمية للعمل الإنساني ، "نقطة تحول" في نظام المساعدات الدولية

القمة العالمية للعمل الإنساني ، "نقطة تحول" في نظام المساعدات الدولية

تنزيل

مستمعينا أهلا بكم،

اختمت القمة العالمية للعمل الإنساني أعمالها في إسطنبول بتركيا بعد إن حشدت تعهدات كبيرة.

الأمين العام بان كي مون وفي بيانه الختامي قال إن القمة "ليست نقطة النهاية، بل نقطة التحول"!

وأوضح بان أن الحكومات والشركاء في المجال الإنساني والتنمية "قد اتفقوا على طريقة جديدة للعمل" من خلال الاستثمار في "مجتمعات قوية" و"مجتمعات مستقرة".

وتقدر الأمم المتحدة أن 130 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، يحتاجون حاليا إلى المساعدات للبقاء على قيد الحياة، وقد اضطر عدد كبير من الناس إلى ترك منازلهم، أكثر من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية.

ونظرا لحجم المهمة، ماذا يقول بعض اللاعبين الرئيسيين الذين جاءوا إلى إسطنبول عما تحقق في هذه القمة؟

ابقوا معنا التفاصيل بعد قليل...

يحتاج العالم إلى "تشكيل مستقبل مختلف"، إلى إعطاء الناس "فرصة في حياة كريمة".

هذا وفقا لأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، في كلمته خلال القمة العالمية للعمل الإنساني.

بان قال للمشاركين من الدول الأعضاء والهيئات الإنمائية والإنسانية والعديد من المنظمات المعنية الأخرى إن حوالي 130 مليون شخص حول العالم يحتاجون إلى المساعدات للبقاء على قيد الحياة.

أشار الأمين العام إلى مصرع المئات مؤخرا بسبب الزلزال في الإكوادور، وفرار آلاف المدنيين في سوريا بسبب القنابل والقذائف، ومعاناة الملايين في دول جنوب أفريقيا من الجوع. وقال:

"نحن هنا لنشكل مستقبلا مختلفا. اليوم نعلن: نحن إنسانية واحدة، بمسؤولية مشتركة. فلنعقد العزم هنا والآن على العمل ليس فقط من أجل بقاء الناس على قيد الحياة ولكن لمنحهم فرصة للحياة بكرامة."

ومن بين ممثلي مجموعة الدول السبعة التي تضم كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، كانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الوحيدة التي حضرت قمة العمل الإنساني.

ووفقا للأمم المتحدة، خلال المؤتمر الذي استمر ليومين، تعهد أكثر من 400 من الدول الأعضاء والمنظمات والمجموعات الأخرى بحوالي 1500 التزام يهدف إلى تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا في العالم.

وقد حضر أكثر من 8000 مشارك القمة الإنسانية العالمية الأولى من نوعها، بما في ذلك 55 من رؤساء الدول.

وفي مواجهة الزيادة الكبيرة في الحاجة، يحتاج العالم إلى "إعادة تشغيل" نظام الإغاثة الدولية. هذا هو السبب الذي جعل الأمين العام يقرر جمع جميع أصحاب المصلحة في هذه القمة، التي تمناها أن تصبح نقطة تحول في التعامل مع الأزمات الإنسانية المتفاقمة.

هل بلغت القمة مستوى التوقعات؟

إذاعة الأمم المتحدة سألت العديد من اللاعبين الأساسيين عما تم إنجازه خلال يومي الثالث والعشرين والرابع والعشرين من شهر أيار/مايو 2016، بمن فيهم المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، التي أعربت عن قناعتها بأن مجرد جمع كل هؤلاء الناس معا مهم للغاية. في رأيها، واحدة من النتائج الهامة للقمة هي إطلاق صندوق جديد لتعليم الأطفال الذين يعيشون في حالات الأزمات:

"لأول مرة وضعنا تركيزا كبيرا على التعليم من بين الشواغل الإنسانية. نحن نعرف، للأسف، أن اثنين بالمئة فقط من المساعدات الإنسانية تذهب للتعليم. يطمح الاتحاد الأوروبي إلى زيادتها ل4 في المئة. لكن خبراءنا يقولون إننا بحاجة إلى زيادتها ل 10٪ إذا أردنا أن يذهب جميع الأطفال في ظروف مختلفة إلى المدرسة. إنه طموح كبير. وعبر إنشاء هذا الصندوق، أعتقد أن الجديد فيه هو التزام القطاع الخاص به. وأيضا وصلت الكثير من التعهدات خلال القمة إلى حوالي 100 مليون دولار، مقارنة بالقراءة السابقة التي وصلت إلى 75 في المئة. إنها البداية، إنها ليست نهاية بالتأكيد. فجوة التمويل تصل إلى حوالي ملياري دولار، ولكن كبداية، ودفعة كبيرة، والتزام، أعتقد أنه أمر مهم."

image
"الصفقة الكبرى"، هي مبادرة أخرى جديدة أعلن عنها في مؤتمر القمة. والغرض الرئيسي منها هو التأكد من أن يتم تسليم المساعدة مباشرة إلى المحتاجين بسرعة وكفاءة. واحدة من "مهندسي" هذه المبادرة الكبرى هي كريستالينا جورجيفا - نائبة رئيس المفوضية الأوروبية والرئيسة المشاركة لفريق الخبراء رفيع المستوى المعني بالتمويل الإنساني الذي عينه الأمين العام.

عدد الأشخاص الذين يعانون من الصراعات والكوارث الطبيعية ينمو بمعدل غير مسبوق. وارتفعت تكلفة تلبية احتياجاتهم من ملياري دولار في عام 2000 إلى  خمسة وعشرين مليار دولار في عام 2014.

لكن كريستالينا جورجيفا تصر على أن مبادرة "الصفقة الكبرى" لا تقتصر فقط على توفير المزيد من المال، ولكن على إنفاق تلك الأموال بشكل جيد:

"نحن نتوقع أنه عندما يتم تنفيذها، فإنها ستؤدي إلى نقل مليار دولار أو أكثر من الأنشطة الإدارية والتداخلات، والإجراءات غير متماسكة إلى أنشطة إنقاذ حياة منتجة. هذا اتفاق يقوم على المساءلة المتبادلة: الجهات المانحة والوكالات المنفذة أخذت على عاتقها تحسين الطريقة التي تعمل بها."

واحدة من الطرق الناجعة للقيام بذلك هي إشراك المنظمات الإنسانية المحلية. وفقا ل"الصفقة الكبرى"، بحلول عام 2020 ، يجب أن يتحول ربع التمويل الإنساني إلى المنظمات المحلية والوطنية.

مستمعينا أهلا بكم من جديد،

يشغل يان إيغلاند منصب الأمين العام لمجلس اللاجئين النرويجي ومستشارا خاصا لستيفان دي ميستورا، المبعوث الأممي الخاص لسوريا. يقول إيغلاند لدى سؤاله عن الجديد في هذه القمة، إنه شهد بعض التقدم، ولكنه لم يسمع وعودا واضحة لدعم القانون الإنساني، وخاصة في التعامل مع اللاجئين:

"حسنا، هناك تعهدات لمزيد من التمويل للعمل الإنساني، للمشردين داخليا والذين هم في أسفل الحفرة ويحصلون على أقل الموارد، كما هي حال اللاجئين. ما ينقص هنا هو قول الحكومات إنها ستتمسك بالقانون الإنساني واتفاقية الأمم المتحدة للاجئين وإبقاء الحدود مفتوحة والحفاظ على حق اللجوء مقدسا. كأوروبيين، عندما أطلقنا اتفاقية اللاجئين، شعرنا حقا أن اللجوء مهم عندما كنا طالبي اللجوء. لماذا لا نشعر بنفس القدر من الأهمية الآن، عندما نكون أولئك الذين يسعى إليهم الناس للجوء."

image
تأييد القواعد التي تحمي الإنسانية، هو أحد الالتزامات الأساسية للقمة. هذا وفقا لما جاء على لسان رشيد خاليكوف، الأمين العام المساعد للشراكات الإنسانية في منطقتي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى:

"القانون الإنساني الدولي، وقربه من القيم المشتركة للإسلام. الإسلام، والشريعة. هذه قضايا مهمة جدا. هناك أمور كثيرة تجري مناقشتها، لكن الشيء الأكثر أهمية هو، كما أعتقد، أن هذه بداية عملية جديدة."

يان إيغلاند، اتفق مع خاليكوف على أن العمل الحقيقي يبدأ الآن. وقال:

"الإنجاز الأكبر هو جمع هذا العدد الكبير من العاملين في المجال الإنساني هنا في مكان واحد في نفس الوقت. هناك خمسة آلاف شخص هنا. وهناك اعتراف بعملهم الإنساني الجيد. لكن المشكلة من ناحية ما- هي ما الذي سيحدث بعد ذلك. هل سنرى أدوات أفضل؟ هل سنرى موارد أفضل؟ هل سنرى أننا نصل بشكل أفضل إلى الملايين الذين لا نصل إليهم؟ علينا أن نكون أكثر تركيزا في المرة القادمة، ونحاول إنجاز كل شيء على حدا."

وكانت مراسم افتتاح قمة العمل الإنساني فريدة، يمكن القول إنها غير مسبوقة في مثل تلك الفعاليات الدولية. تخللتها موسيقى وأداء تمثيلي للظروف التي يعاني منها البشر في مختلف أنحاء العالم، سواء بسبب الصراعات أو الكوارث الطبيعية.

كان المتضررون من تلك الأحداث في قلب افتتاح القمة، فجاءوا يخاطبون قادة العالم بشكل مباشر عن تجاربهم وصمودهم في وجه الصعاب.

السيد أديب عتيق الذي عمل في مجال إزالة الألغام في سوريا كان أحد المشاركين في الافتتاح. وقال إنه شكل فريقا من المتطوعين لتوعية الأطفال بمخاطر الألغام.

"ذات يوم وأثناء عملنا في مكافحة الألغام بالوسائط البدائية المتاحة لدينا بدون أي وسائل وقاية. وكنا على وشك الانتهاء من عملنا في ذات اليوم، حدث ما كنا نخشاه وانفجر اللغم وفقدت بسببه رجلي وأصبعين من يدي، واضطررت إلى استخدام كرسي في فترة علاجي لمدة خمسة أشهر، والآن استخدم طرفا صناعيا يمكنني من الوقوف مرة أخرى وأستمر في عملي واقفا على قدمي وإن كلفني ذلك حياتي."

image

بعد كلمة السيد عتيق تحدث دانيال كريغ مناصر الأمم المتحدة في مجال مكافحة الألغام الأرضية وقال إن القمة يمكن أن تبدأ أكبر حركة إنسانية يشهدها التاريخ المعاصر، ولكنه شدد على ضرورة العمل كي لا تكون تلك الإمكانية مجرد كلمات فارغة من العمل.

"أمام تلك القمة الفرصة للقيام بالخطوات الأولى المهمة لوضع أساس السلام المستدام والتنمية وإعادة البناء. هنا في إسطنبول يجب ألا نقوم فقط بإدماج مكافحة الألغام في الأجندة الإنسانية الدولية، ولكن يجب أن نلتزم اليوم بالاستثمار فيما يربطنا جميعا معا وهو إنسانيتنا المشتركة."

فيكتوريا أرنيز لانتينغ جاءت من الفلبين لتتحدث عن تجربتها المخيفة والأليمة مع إعصار هايان.

"كانت الساعة السادسة صباحا، عصفت الرياح بالنوافذ وحطمت الأبواب. هزت الرياح العاتية بيوتنا كما لو كانت زلزالا، قطعت الكهرباء وجميع الاتصالات، ارتفع منسوب المياه، ولمدة ثلاث ساعات طويلة اعتقدت أنها نهاية العالم."

الممثلة الأميركية آشلي جَاد سفيرة النوايا الحسنة لصندوق الأمم المتحدة للسكان تحدثت، في افتتاح القمة، عن انعدام المساواة بين الجنسين.

"خمسة وسبعون في المئة من المتضررين من الكوارث نساء وفتيات، ولنتذكر ما حدث في نيبال من ارتفاع في تجارة الجنس بعد زلزال عام 2015."

image

وركزت الاجتماعات والفعاليات خلال القمة، التي اختتمت أعمالها يوم الرابع والعشرين من أيار/مايو 2016، على مجالات تمثل المسؤوليات الخمس لأجندة العمل الإنساني، وهي منع الصراعات وإنهاؤها، تعزيز حماية المدنيين، عدم التخلي عن أحد، إنهاء العوز، والاستثمار في البشرية.

وبهذا نتأتي مستمعينا الأعزاء إلى نهاية حلقتنا الخاصة حول القمة العالمية للعمل الإنساني الأولى من نوعها. اسمحوا لي أن أشكر الزميل أشرف حسن من قسم الإنتاج وزاك برويت من قسم الهندسة الإذاعية.

لمزيد من الأخبار والتقارير يمكنكم دائما زيارة موقعنا على الانترنت:

www.un.org/arabic/radio

وعلى أمل اللقاء في حلقات مقبلة، لكم مني، مي يعقوب، أطيب التحيات.

مصدر الصورة