منظور عالمي قصص إنسانية

نائبة مدير متحف الأطفال في الأردن: وجود مؤسسة تعنى بالتعلم اللامنهجي ينعكس على قدرات الأطفال في الغرفة الصفية وتنمية التعليم في الجامعات

نائبة مدير متحف الأطفال في الأردن: وجود مؤسسة تعنى بالتعلم اللامنهجي ينعكس على قدرات الأطفال في الغرفة الصفية وتنمية التعليم في الجامعات

تنزيل

أكدت شيرين سبانخ، نائبة مدير متحف الأطفال في الأردن، على أهمية التعلم اللامنهجي في تنمية قدرات الفرد ليكون جزءا فعالا في المجتمع.

وعلى هامش إطلاق تقرير "مؤشر المعرفة العربي"، التقينا بنائبة مدير متحف الأطفال بالأردن، التي شاركت في إطلاق التقرير وتحدثت بدورها عن التعليم اللامنهجي ودوره في تنمية عملية التعليم التي تتم في المدارس أو الجامعات في الوطن العربي.

يشار إلى أن المؤشر ركز على عدد من القطاعات الحيوية كالتعليم ما قبل الجامعي والتقني والتدريب المهني والتعليم العالي وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاقتصاد والبحث والتطوير والابتكار، ويحتوي على أكثر من 300 مؤشر في مختلف تلك القطاعات.

الزميلة بسمة البغال التقت نائبة مدير متحف الأطفال بالأردن التي تحدثت أولا عن أهمية التعليم اللامنهجي بالنسبة لمؤشر المعرفة العربي:

شيرين سبانخ: "الحديث كان يتمحور حول أهمية التعلم اللامنهجي بمؤشر التعليم ما قبل الجامعة، وهو المرحلة الأساسية التي يتم فيها بناء المعرفة عند الأجيال. حاليا مفهوم التعليم بالوطن العربي يقتصر على كمية المعلومات والمعرفة بمواضيع مختلفة على مناهج مختلفة، علما أن المفهوم الأبعد والأوسع للتعليم يشمل المهارات والقدرات التي تنمو عند الفرد والتي تمكنه من أن يكون جزءا فعالا في المجتمع، مثل مهارات التفكير الإبداعي  ,حل المشكلات والمهارات الاجتماعية وقدرات الحوار والتحليل. كل هذه المهارات الأساسية التي تسمى مهارات القرن الواحد والعشرين يدعمها التعلم اللامنهجي.

المؤشر حسب التقرير أوضح، أن هناك غيابا تاما لإدخال مفاهيم التعلم اللامنهجي بعملية التعليم التي يتعرض لها أجيال المستقبل. وهناك دليل واضح على أن إدخالها أو دمجها بعملية التعليم الأساسية بالبيئات التمكينية التي هي أساسا المدرسة والمنزل، يمكننا من تربية وإنشاء جيل للمستقبل يتمتع بهذه المهارات التي تساعد على الابتكار والتجديد والتنمية.

وبالتالي ننتقل من مجتمع يجمع المعلومات إلى مجتمع قادر على توظيف هذه المعلومات بحلول مستقبلية. وهذا أمر يتطلب وعيا واهتماما بأهمية هذا الدمج وعدم الفصل. حتى المؤسسات التي تعنى بالتعلم اللامنهجي مازالت تحارب في وطننا العربي لتثبت أهمية دورها في عملية التعليم ولتثبت أنها جزء أساسي من المنظومة التعليمية. مازال صناع القرار يرونها كأماكن للترفيه غير أساسية وليس لها تأثير واضح على عملية التعليم، علما أن كل الدراسات تؤكد أن التركيز على المهارات غير المعرفية يطور المهارات المعرفية. ولا يمكن الفصل بينهما.

ويبين هذه المؤشر أن هناك أمثلة نجاح واضحة لدول عربية تبنت هذه المنهجية ومؤشراتها عالية، مثلا معدل التعلم ما قبل الجامعة في الدول العربية بلغ %48،6 ، بينما وصل مؤشر دولة الإمارات العربية المتحدة إلى 68،4%. يعني أن هناك قفزة بالمقارنة مع المعدل الموجود في الوطن العربي. "

الأمم المتحدة: لنتحدث عن تجربة الأردن في هذا الشأن، أين يقع الأردن بالنسبة لمؤشر المعرفة العربي؟

شيرين سبانخ: "المثير للاهتمام أن المخصصات الموجودة للتعليم ما قبل الجامعي في الأردن كنسبة، هي مماثلة جدا لنسبة المخصصات الموجودة في الإمارات العربية المتحدة مع فرق بسيط. تقريبا 40% من الميزانية تخصص للتعليم ما قبل الجامعي في الدولتين، ولكن الواضح أن هناك فرقا في توزيع هذه الموارد والاستفادة منها. والمؤشر واضح جدا في إظهاره أن الفرق هو في المنظومة التعليمية وجودة ونوعية الحصيلة التعليمية الموجودة.

الأردن رغم التحديات التي يواجهها في البيئة والتحديات السياسية الموجودة حاليا في المنطقة، لا يزال التعليم فيه أساسيا، ولكن للأسف مازال يتبع المنهجية الأساسية التي تركز على الأعداد وليس النوعية. الأردن هو على الخطى الصحيحة، وذلك عندما ندرك أن مؤسسات مثل متحف أطفال الأردن لها أهمية واضحة ودور ريادي."

الأمم المتحدة: حدثينا عن تجربتك كنائبة لمديرة لمتحف الأطفال بالأسلوب اللامنهجي في الأردن. حدثينا عنها؟

شرين سبانخ: " أود أن أقول بكل فخر إن تجربة متحف الأطفال في الأردن هي تجربة فريدة، ليس فقط في الأردن بل في الوطن العربي، لأنه عبارة عن مركز تعليمي يعنى بالتعلم اللامنهجي، وكان جزءا من مبادرة لجلالة الملكة رانيا العبد الله. وكان هدفه دعم عملية التعلم التي تحدث داخل الغرفة الصفية.

وأثبتت دراساتنا وتقييماتنا التي نقوم بها داخل المتحف أن وجود مؤسسة تعنى بالتعلم اللامنهجي كمتحف الأطفال، أساسية. فالحاجة موجودة واهتمام المدارس موجود. عندما نقدر أن نفتح منبرا للتعليم ويقدم المعلومات لجيل المستقبل بالأسلوب الذي يمكنهم من التعلم بطريقة أفضل مبنية على التجربة  وتفعيل مهاراتهم وتعليمهم الابتكار وحل المشكلات، ونضعهم بمكان يعزز التفكير الإبداعي، هذا كله  ينعكس على قدرتهم في الغرفة الصفية.

متحف الأطفال في الأردن هو على الخطى الصحيحة وهو من المؤسسات الريادية في هذا المجال. "

مصدر الصورة