منظور عالمي قصص إنسانية

المدير العام للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال الفلسطينيين يطالب بتطبيق مبادئ حقوق الإنسان في السجون الإسرائيلية

المدير العام للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال الفلسطينيين يطالب بتطبيق مبادئ حقوق الإنسان في السجون الإسرائيلية

تنزيل

قال المحامي خالد قزمار المدير العام للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين، إن هناك أكثر من سبعمائة طفل يتم اعتقالهم سنويا ومحاكمتهم في المحاكم العسكرية الإسرائيلية، في محاكم تشبه المسرحية، على حد قوله.

والتقت إذاعة الأمم المتحدة السيد قزمار على هامش فعالية حول " توعية أعضاء الأمم المتحدة بوضع الأطفال الفلسطينيين المعتقلين" تحدث فيها عن تجربته المريرة في تلك المحاكم لأكثر من عشرين عاما داعيا المجتمع الدولي إلى تطبيق مبادئ حقوق الإنسان، ومساءلة المجرمين على جرائمهم.

المزيد في الحوار الذي أجرته الزميلة بسمة البغال:

الأمم المتحدة: الطفلة الفلسطينية ديما الواوي، والتي تم إطلاق سراحها مؤخرا من السجن الإسرائيلي واستحوذت على اهتمام الكثيرين، تعبر عن العديد من الأطفال القابعين في السجون الإسرائيلية. حدثنا عن هذا الأمر؟

خالد قزمار: هذه الحالة تتكرر مع كل أطفال فلسطين تقريبا. ديما كانت واحدة من بين 440 طفلا وطفلة في السجون الإسرائيلية. ديما هي واحدة من أكثر من 700 طفل يتم اعتقالهم سنويا ومحاكمتهم في المحاكم العسكرية الإسرائيلية. الأطفال الفلسطينيون يعيشون حالة من الاستهداف من قبل الاحتلال الإسرائيلي. هناك الأطفال الذين يتم قتلهم وهناك الأطفال الذين تتم إصابتهم بإصابات خطيرة وهناك الأطفال الذين يتم اعتقالهم.

وعملية الاعتقال هي بعيدة كل البعد عن الأمن الذي يدعيه الاحتلال، حيث إن الاحتلال ملزم بتوفير الحماية لهؤلاء الأطفال، ولكن بدلا من توفير الحماية لهم يقوم باستهدافهم.

بمجرد اعتقال الطفل فهو ضرب منظومة حقوق الطفل كاملةً، التي دعت لها اتفاقية حقوق الطفل وتعد إسرائيل جزءا من هذه الاتفاقية وملزمة بتطبيقها.

الأمم المتحدة: ما هي تجربتك في المحاكم الإسرائيلية وأنت تدافع عن الأطفال الفلسطينيين؟

خالد قزمار: هي تجربة مريرة جدا. عملت كمحامي دفاع في المحاكم العسكرية الإسرائيلية لأكثر من عشرين عاما، لكن الصعوبة كانت وما زلت أتذكرها عندما أترك الأطفال خلفي وأنا أب وعندي أطفال وأراهم بدون عائلة أو رعاية، بل مع جنود لا يرحمون  ويتعاملون معهم كإرهابيين. لا يمكن أن أنسى عندما يمسكني الأطفال المعتقلون ويطلبون مني ألا أتركهم معهم. وأكثر من مرة كنت أتعرض للضرب أنا كمحامي داخل المحكمة عندما أحاول أن أعانق الطفل وأعطيهم بعض الاهتمام والتأكيد لهم أن هناك من يقف معهم في تلك الظروف الصعبة.

الأمم المتحدة: هل يتم السماح لمراقبين دوليين بحضور تلك المحاكم؟

خالد قزمار: نحن دائما نطالب بأن تكون هناك رقابة على أماكن احتجاز الأطفال وأماكن التحقيق وأن يكون هناك حضور لمنظمات دولية ولدبلوماسيين ولمؤسسات حقوقية. سلطات الاحتلال ترفض رفضا باتا السماح لهم بالتواجد في هذه الأماكن، فهم يسمحون فقط بحضور جلسات المحكمة التي لا تعكس صورة الواقع بشكل كامل.

أن يتم الزج بالطفل لمدة خمس سنوات في السجن من خلال محكمة لا تتعدى خمس دقائق، تتكون من المترجم والقاضي والمدعي العام والجيش الإسرائيلي، من خلال ما يشبه المسرحية حيث يتم إلقاء العقوبة ويدخل الطفل بريء ويدان بنهاية اليوم لمدة طويلة.

نحن نشعر كمحامين بأنه يتم استخدامنا كختم قانوني لصلاحية إجراءات هذه المحكمة، ونطالب بالمساءلة عن هذه الجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال وجنوده يوميا ويلقون الحماية والرعاية من دولتهم وصناع القرار.

الأمم المتحدة: بمجيئك هنا إلى الأمم المتحدة و الرسالة التي وجهتها، ما الذي تتوقعه من المجتمع الدولي؟

خالد قزمار: أولا أنا أتحدث كإنسان فلسطيني وضحية لهذا الاحتلال وكأب لأطفال و باسم الأطفال الفلسطينيين الذين يعانون من هذا الاحتلال، الذين للأسف بدأوا يفقدون الأمل في المجتمع الدولي والقانون الدولي و حتى في منظومة الأمم المتحدة كاملة التي نصت نظريا على كل تلك الحقوق.

فشعار الأطفال في فلسطين، اعطونا حقوقنا مثل كل أطفال العالم، لقد باتوا يعرفون أنهم محرومون من الحقوق التي يتمتع بها أقرانهم في باقي أنحاء العالم. وبالتالي من هذا المكان الحامي لحقوق الإنسان، جئنا برسالة واضحة، نطالب بها بتطبيق مبادئ حقوق الإنسان، ونطالب بمساءلة المجرمين على جرائمهم. وفي الوقت الذي تبدأ فيه مساءلتهم، ستكون هناك بداية انتهاء معاناة أطفال فلسطين وتكون اللبنة الأولى في إنهاء الاحتلال.