منظور عالمي قصص إنسانية

مسؤول دولي: عدم توفر التمويل يعيق الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في ليبيا

مسؤول دولي: عدم توفر التمويل يعيق الاستجابة للاحتياجات الإنسانية في ليبيا

تنزيل

قال علي الزعتري منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا إن العقبة الأساسية أمام الاستجابة لاحتياجات المتضررين من الصراع في البلاد تتمثل في نقص التمويل.

وناشد المجتمع الدولي توفير التمويل اللازم على وجه السرعة، لمنع تدهور الأوضاع الإنسانية في ليبيا.

التفاصيل في حوار أجرته ريم أباظة مع السيد الزعتري بعد مؤتمر صحفي عقده في القاهرة.

على الزعتري: أردت أن أسلط الضوء على أزمة إنسانية في ليبيا كان ينبغي ألا تحدث، ولكنها حاصلة الآن، هناك 2.44 مليون شخص متضرر بالأزمة الإنسانية في ليبيا بشكل يومي. النقطة الثانية التي أردت إثارتها هي أننا نفتقر إلى الموارد المالية لمعالجة قدر كبير من الاحتياجات الليبية الإنسانية في قضايا الصحة والتعليم والمياه والصرف الصحي والحماية العامة وأيضا حماية اللاجئين والمهاجرين. يبدو أن الجميع يعتقد أن ليبيا غنية، وليبيا فعلا غنية ولكنها ليست في موقع القادر على توصيل التمويل اللازم بالكمية اللازمة في الوقت اللازم، لذلك يكون الاعتماد على الدول المانحة. وأيضا ناشدت الحكومة الليبية أن تعتبر خطة الاستجابة الإنسانية التي أطلقناها في شهر ديسمبر عام 2015، خطة للحكومة الليبية. أعتقد أننا إذا استطعنا توفير الدعم والتمويل اللازم للخطة، فلن يكون هناك أي داع لأن نبلور خطة لعام 2017، يجب أن تكون تلك الخطة هي آخر خطة إنسانية لليبيا.

إذاعة الأمم المتحدة: كم هو حجم التمويل المطلوب لأنشطتكم لعام 2015؟

الزعتري: 165مليونا وستمئة ألف دولار حسب تقديرنا، لم يصل منها حتى اليوم سوى 4,4 مليون دولار، وقد يصلنا تمويل من صندوق الأمم المتحدة للطوارئ بقيمة 12 مليون دولار، إذا مجموع ما لدي حتى نهاية فبراير هو 16 مليونا فقط تساوي أقل من 10% من احتياجنا لخطة الاستجابة السنوية في ليبيا.

إذاعة الأمم المتحدة: ماذا عن الوصول الإنساني إلى المحتاجين في ليبيا؟

علي الزعتري: لا توجد مشكلة بالشكل المتوقع في قضية الوصول، نستطيع الوصول إلى المحتاجين الليبيين وغير الليبيين من خلال منظمات شجاعة ليبية، منظمات غير حكومية منها الهلال الأحمر الليبي. جميعها الحقيقة تعمل على إيصال هذه الخدمات لو استطاعت الحصول على الموارد اللازمة. ولكن بدون الموارد لا يوجد ما نستطيع أن نشتريه من أدوية ومستلزمات طبية وغذاء وغير ذلك. نقص الموارد في الحقيقة هو السبب الرئيسي لنحذر من أن هذه الأزمة الإنسانية إن لم تعالج الآن ستصبح مشكلة كبيرة في ليبيا والمنطقة.

إذاعة الأمم المتحدة: هل تعتقد أن سبب نقص التمويل يعود أيضا إلى انشغال مجتمع المانحين بأزمات أخرى طال أمدها في المنطقة؟

علي الزعتري: لا أشك في ذلك طبعا، أعلم حجم العمل الدولي لحل أزمات إنسانية مختلفة. وللأسف كلها ظهرت في وقت واحد وتستدعي التدخل السريع من كافة الدول، ولذلك فإن أزمة إنسانية مثل الأزمة الليبية لا أتوقع أن تحتل الصدارة أمام أزمات أخرى، ولكن الإنسان المحتاج للمساعدة الإنسانية في ليبيا هو نفس الإنسان المحتاج للمساعدة الإنسانية في سوريا أو اليمن أو العراق أو الصومال أو غيرها من الدول في هذه المنطقة. ويجب أن نبذل جهدا لحل مشاكلهم الإنسانية، قيمة الإنسان واحدة في أي مكان كان. والعبء طبعا يقع على المجتمع الدولي والمجتمعات المحلية من أجل توفير الدعم اللازم لهذا الإنسان.

إذاعة الأمم المتحدة: كيف يتجسد أثر الصراع على المدنيين في ليبيا، ما هو أكثر ما يثير القلق لديكم وما الذي سيحدث إذا لم يتم توفير التمويل اللازم؟

علي الزعتري: بمعزل عن وجود اتفاق سياسي ليبي واضح ينتج حكومة تستطيع السيطرة على البلاد في وقت قريب، من المتوقع أن الأزمة الإنسانية إذا لم تتوفر لدينا الموارد، أن تستمر وتزداد فداحة. وهذا ما يخيف. ما يخيف هو الانزلاق إلى مزيد من الأزمات تفرز احتياجات تصبح أكثر تعمقا وإلحاحا ولا يستطيع أحد مجابهتها بالشكل اللازم والكافي، وما لذلك من انعكاسات ذلك على الإقليم بأكمله. الآن نجد جموعا من الليبيين في الدول المجاورة لليبيا ولا نريد في الحقيقة أن نصل في مرحلة من المراحل إلى زيادة عددهم، نريد أن يعودوا إلى بلدهم وأن ينعموا بالأمان والاطمئنان والتنمية التي تتيحها لهم حالة من الاستقرار السياسي والأمني. إن ليبيا تحتاج اليوم قبل الغد إلى إزاحة العبء الإنساني واستقرار الوضع السياسي والأمني.