منظور عالمي قصص إنسانية

السفيرة الأردنية دينا قعوار: القرار الذي اتخذ حول الشباب هو بصمة للأردن في مجلس الأمن وبشأن فلسطين لم نتقدم كما وددنا

السفيرة الأردنية دينا قعوار: القرار الذي اتخذ حول الشباب هو بصمة للأردن في مجلس الأمن وبشأن فلسطين لم نتقدم كما وددنا

تنزيل

أعربت السفيرة دينا قعوار المندوبة الدائمة للأردن لدى الأمم المتحدة، عن فخرها لتمثيل بلادها والدول العربية في مجلس الأمن، مشيرة إلى الإنجازات التي حققها الأردن خلال عضويته في المجلس التي دامت عامين، وأهمها فيما يتعلق بقضايا حماية التراث والشباب والإرهاب.

وتنتهي عضوية الأردن في مجلس الأمن نهاية شهر كانون الأول/ديسمبر، تولى خلالها رئاسة المجلس في شهر نيسان الماضي ضمن الرئاسة الدورية التي يتبادلها الأعضاء كل شهر. وبهذا كانت السفيرة قعوار أول امرأة عربية تتولى رئاسة المجلس منذ تأسيسه قبل سبعين عاما.

وفي حوار مع إذاعة الأمم المتحدة، تحدثت السيدة قعوار أولا عن قرار مجلس الأمن حول "الشباب والأمن والسلم" الذي يعد الأول من نوعه، وعن قضايا وشؤون عربية وصلت إلى المجلس عن طريق الأردن.

المزيد في الحوار الذي أجرته الزميلة بسمة البيطار-البغال:

سؤال: صوت مجلس الأمن على القرار (2250) والذي تقدم به الأردن حول الشباب والسلم والأمن، لنتحدث أولا عن دور الأردن في إصدار مثل هذا القرار،  وفي هذا الوقت بالذات؟

دينا قعوار: هذا القرار هو نوع من نهاية لمرحلة أولى في العمل الذي يقوم به الأردن والذي باشر به سمو الأمير الحسين بن عبد الله من خلال عضويتنا ورئاستنا لمجلس الأمن في شهر أبريل الماضي، حيث ترأس سمو الأمير جلسة محورية قمنا بعقدها عن "دور الشباب في الأمن والسلم" والتي كانت ناجحة جدا.

وعلى أثرها كانت هناك اجتماعات للشباب في الأردن في آب/ أغسطس الماضي بالتعاون مع الأمم المتحدة ومبعوث الأمين العام الخاص بالشباب، وكانت هذه هي المرحلة  الثانية حيث تم الإعلان عن "إعلان عمان" الذي استندنا إليه ومن ثم عملنا مع جميع هيئات الأمم المتحدة من أجل إصدار هذا القرار.

هذا القرار (2250) هام جدا لأنه الأول من نوعه، وهو يركز على دور الشباب في إحراز السلم والأمن، وحماية الشباب من جميع الأخطار التي ممكن أن تصلهم وخاصة العنف والتطرف الذي نراه هذه الأيام.

طبعا في المرحلة التالية، سنعمل مع الجمعية العامة والأمم المتحدة والمبعوث المعني بالشباب أحمد الهنداوي وجميع فريقه، وذلك لإيجاد برامج على الأرض وواقعية حتى يحصل نوع من التأثير على هذه الأمور التي ذكرناها في القرار.

سؤال: ما هو أهم ما جاء في بنود القرار بالنسبة لك؟

دينا قعوار: هناك خمسة محاور مهمة، وهي إشراك الشباب أولا في عملية التنمية، وفي عملية اتخاذ القرارات وفي التفاوض وفي جميع الأمور، لأننا إذا رأينا أعداد الشباب في العالم وخاصة في العالم العربي والعالم النامي، فهم أكثرية ودورهم هام جدا في تلك المرحلة. والمرحلة التالية يجب أن تتم حمايتهم من جميع أنواع التطرف الذي نراه الآن، ففي جميع الأعمال والعمليات الإرهابية التي رأيناها، هناك للأسف عدد من  الشباب ينخرطون في أعمال يجب أن لا ينخرطوا فيها، كما رأينا في العملية الإرهابية التي حصلت في باريس مؤخرا حيث رأينا أن أكثرية الإرهابيين كانوا من الشباب وأكثر الضحايا كانوا من الشباب.

هذا شيء مؤسف وهذا جيل جديد ويجب أن نعمل على حمايته، وبطبيعة الحال لهم دور مستقبلي في بناء السلم وهذه كلها يجب أن تترجم في برامج سنقوم بالعمل عليها من خلال الجمعية العامة، حتى تكون هناك مشاركة كبيرة لجميع الدول في المستقبل.

سؤال: ما هي الخطوة التالية بعد إصدار القرار وكيف سيعمل الأردن على تنفيذه؟

دينا قعوار: بطبيعة الحال، قمنا بلقاء جميع هيئات الأمم المتحدة التي شاركت في مؤتمر عمان في شهر آب/ أغسطس. معا ومع جميع الهيئات على الأرض، سنقوم بإصدار برنامج محدد لنرى ما يمكن عمله، وبطبيعة الحال فإن سمو الأمير الحسين بن عبد الله، هو قائد لهذه الحركة وبالتعاون مع مكتبه سنقوم بإيجاد برامج معينة وأهم شيء في هذه الأمور أن يكون لها واقع على الأرض، وأن تكون على مستوى في جميع البلاد.

سؤال: عضوية الأردن غير الدائمة في مجلس الأمن تنتهي نهاية الشهر الجاري، السفيرة قعوار برأيك ما هي أهم الانجازات التي قام بها الأردن وباعتقادك هل وضع بصمة في تاريخ مجلس الأمن؟

دينا قعوار: قرار الشباب بالنسبة لنا هو بصمة للأردن حيث كان قرارا تاريخيا والأول من نوعه، ولكننا عملنا كثيرا على أمور متعددة مثل القضايا التي تخص الإرهاب حيث كان لنا دور في صياغة القرارات واللجان ذات الشأن.

في سوريا، كان الأردن صاحب ملف من الناحية الإنسانية حيث قمنا بصياغة ثلاثة قرارات، وسنقوم بتجديد القرار الرابع قبل تركنا للمجلس، وذلك لتسهيل مرور المساعدات الإنسانية والطبية وغيرها إلى سوريا عبر معابر عن طريق الأردن والعراق وتركيا.

فيما يتعلق بالملف اليمني، عملنا على إصدار قرارين، حيث أكد القرار 2216 على عدة ثوابت للعودة إلى العمليات السلمية بين الحوثيين وبين الرئيس اليمني.

في فلسطين للأسف لم نتقدم كما وددنا، ولكن في موضوع غزة أخرجنا بيانا في الفترة الصعبة التي شهدناها العام الماضي، ولكن كان لنا دور هام في صياغة بيان صحفي والأول من نوعه حيث تحدثنا عن القدس والحرم الشريف حيث استخدم مسمى "الحرم الشريف" عندما نتحدث عن الأماكن المقدسة.

بالنسبة لليبيا، قمنا بوضع قرار لوصف "داعش" في ليبيا، وهذا شيء نراه للأسف ومن المخاطر التي يجب أن ننتبه لها.

كما عملنا الكثير على موضوع "حماية التراث" لأنه برأينا مرتبط بجميع الأمور في المنطقة، وهناك اجتماعات حصلت في الماضي بهذا الشأن، كما سنقوم الأسبوع المقبل بتنظيم معرض مع إيطاليا وهذه من الأمور التي تهمنا شخصيا وسنعمل على متابعتها.

كما كان لنا دور في رئاسة اللجنة عن "الكونغو الديمقراطية" وقمت بزيارة الكونغو. كل هذه الأمور لها نفس المواضيع ونفس التحديات وتتكرر في جميع الدول، ويجب أن نتحدث عنها في المجلس بشكل عام لمعالجتها.

سؤال: كيف تعتبرين تجربتك في الانخراط بأعمال مجلس الأمن عن قرب من خلال عضوية الأردن التي دامت عامين؟

دينا قعوار: كان لي الشرف أن أمثل الأردن، وأمثل الدول العربية عن طريق الأردن لأننا بطبيعة الحال نحمل هموم البلاد العربية.

تعاملنا في جميع الملفات مع جميع أصدقائنا وأشقائنا العرب، وكان هذا فخر وأمر ممتع بالنسبة لي. وإذا كان أي شيء ممكن قوله فهو إن العالم العربي له دور، وأهم شيء أنه من خلال المجلس فعندما تكون هناك مواقف مشتركة ومحددة فإننا ننجح أكثر في إيصال رسالتنا وصورتنا والدفاع عن مصالحنا.

يجب أن أقول، نعم هناك دول دائمة العضوية ولها أهميتها وقراراتها،  لكن الدول غير الدائمة لها دورها في إدخال محاور معينة على المجلس، وهذا ما قمنا به في موضوع حماية التراث والشباب والإرهاب، وليس التكلم عن هذه المواضيع من منظور الغرب.

مصدر الصورة