منظور عالمي قصص إنسانية

ويليام سوينغ: السياسات المتعلقة بالهجرة منتهية الصلاحية ولا تواكب الواقع البشري

ويليام سوينغ: السياسات المتعلقة بالهجرة منتهية الصلاحية ولا تواكب الواقع البشري

تنزيل

يعقد الأمين العام للأمم المتحدة مؤتمرا رفيع المستوى حول الهجرة واللجوء يشارك فيه كبار مسؤولي الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بهذه القضية في ظل التزايد المستمر لأعداد الفارين من ديارهم بسبب العنف والصراعات.

المنظمة الدولية للهجرة تقوم بدور رئيسي في دعم أولئك النازحين والدول المستقبلة لهم، وتتعاون بشكل وثيق مع وكالات الأمم المتحدة في هذا الشأن. ويليام سوينغ المدير العام للمنظمة تحدث مع ريم أباظة قبل المؤتمر.

إذاعة الأمم المتحدة: السيد سوينغ هل ما نتحدث عنه الآن هو أزمة لاجئين أم مهاجرين، أم أن الأمر لن يتغير إذا كانت إحداها دون الأخرى؟

سوينغ: أبتعد عن وصفها بالأزمة لأنني أعتقد أنه وضع إنساني نتعامل معه، إنها حركة لاجئين بشكل أكبر لأن غالبيتهم من السوريين وأيضا الإريتريين والأفغان والعراقيين. كلهم يفرون من صراعات تمتد من غرب أفريقيا إلى شرق بحر الصين، لذا ليس مفاجئا أن يتحرك الكثيرون للتنقل من مكان إلى آخر. ولكنها أيضا حركة تنقل مختلطة، فهناك ضحايا الاتجار بالبشر والقصر غير المصحوبين بذويهم والكثير من السوريين يتوجهون إلى الشمال للم شملهم مع أسرهم. إنها مجموعة مختلطة من البشر، ولكن معظمهم من اللاجئين.

إذاعة الأمم المتحدة: في ظل هذا الوقت الصعب في دول المقصد والمنشأ، ما هي حقوق المهاجرين واللاجئين التي لا يتم الوفاء بها الآن؟

سوينغ: هناك بالطبع اتفاقية جنيف لعام 1951 التي توفر الحماية لكل الفارين من الاضطرابات والاضطهاد. والكثيرون من أولئك الوافدين مؤهلون للحصول على تلك الحماية. إن النقطة التي نؤكد عليها هي أن جميع الأشخاص المتوجهين إلى الشمال الآن يجب أن يحصلوا على الأقل على حماية مؤقتة حتى يتم تحديد وضعهم. بعض أولئك غير المؤهلين للحصول على اللجوء السياسي قد يجدون فرصا في سوق العمل، قد يود آخرون العودة طوعا إلى بلادهم وهنا يمكن لبعض الجهات مثل المنظمة الدولية للهجرة المساعدة في ذلك.

إذاعة الأمم المتحدة: ولكن ماذا عن مخاوف الدول المستقبلة، سواء الأمنية أو الاقتصادية كيف تتناول تلك المخاوف مع هذه الدول؟

سوينغ: هناك الكثير من الخوف، ومن المهم أن تحاول الحكومات مساعدة مواطنيها في التعامل مع مخاوفهم من خلال برامج التوعية والتعليم لتعريفهم بأن معظم أولئك الوافدين يفرون من الصراع أو الفقر المدقع وبضرورة معاملتهم بكرامة. آمل في أن تتحسن الظروف في مراكز الاستقبال على سبيل المثال. هناك الكثير من المنظمات مثل المنظمة الدولية للهجرة تود أن تساعد أولئك الناس، نحن متواجدون في نحو خمسمئة مكان حول العالم وفي كل دولة أوروبية ومستعدون للمساعدة في هذا المجال مع شركائنا.

إذاعة الأمم المتحدة: ما الذي تفعلونه للمساعدة في ظل تزايد أعداد الوافدين من المهاجرين واللاجئين؟

سوينغ: أولا نجري حوارا بناء للغاية مع الاتحاد الأوروبي ومع الدول الأعضاء الثماني والعشرين وهم أعضاء أيضا في المنظمة الدولية للهجرة، نساعد في تسجيل الوافدين وتوفير المساعدة التقنية على الحدود وإقامة مناطق استقبال صغيرة يمكننا فيها مساعدة الوافدين. وأيضا بالنسبة لمن لا يحصلون على اللجوء السياسي والراغبين في العودة إلى وطنهم، نقوم بمساعدتهم في نقطة المنشأ والمقصد. كما ندعم الحوار الذي يجريه الاتحاد الأوروبي مع الاتحاد الأفريقي وسنكون في مالطا لحضور تلك المحادثات.

إذاعة الأمم المتحدة: ما الذي يدور بخاطرك عندما تشاهد صور اللاجئين والمهاجرين على شاشات التليفزيون في ظروف صعبة في دول المقصد؟

سوينغ: ما يدور بخاطري هو تذكر التاريخ، عندما أنشئت منظمتنا في عام 1951 لمساعدة الذين دمرتهم الحرب العالمية الثانية من أجل نقلهم إلى أماكن آمنة مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وغيرها. أفكر في ضحايا حرب الصين والذين تم توطينهم بأمان في أماكن أخرى. وأقول لنفسي قد يكون أولئك الناس في نفس الظروف، ويجب علينا أن نقدم يد المساعدة وأن نتحلى بالصبر ونكون أكثر تفهما لظروفهم.

إذاعة الأمم المتحدة: أحد أسباب وجودك في مقر الأمم المتحدة هو المشاركة في المؤتمر رفيع المستوى الذي ينظمه الأمين العام بشأن الهجرة واللجوء، ما الذي تأمل في تحقيقه من هذا المؤتمر؟

سوينغ: أولا أشعر بالامتنان للأمين العام لأنه كان دائما داعما لنهج أكثر إنسانية وكرامة لمن أجبروا على الفرار من الصراع والظروف الصعبة الأخرى. آمل أن نخرج من هذا المؤتمر بوعي أكبر بالمرحلة التي نعيشها الآن وبأن الهجرة أصبحت اتجاها هائلا مميزا للقرن الحالي وبأن سياساتنا قديمة منتهية الصلاحية ولا تواكب الواقع البشري. لقد زاد عدد سكان العالم بمقدار أربعة أضعاف في القرن العشرين، وتتنقل الآن أعداد من البشر تفوق أي وقت مضى في ظل وجود عدد أكبر من الصراعات. أعتقد أن هذه المساهمة ستكون كبيرة، وأتطلع للمشاركة في المؤتمر.