منظور عالمي قصص إنسانية

بدء الدراسة في مدارس الأونروا بعد تعطيل دام أسبوعا

بدء الدراسة في مدارس الأونروا بعد تعطيل دام أسبوعا

تنزيل

انطلق العام الدراسي الجديد في كافة مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا في غزة بعد تعطيل دام أكثر من أسبوع، وتوجه اليوم الاثنين أكثر من 250 ألف طالب موزعين على 257 مدرسة منتشرة في مختلف مناطق قطاع غزة، إلى مقاعدهم الدراسية في أجواء غلبت عليها البهجة والأمل في عام دراسي هادئ ومثمر.

التفاصيل في تقرير مراسلتنا في غزة علا ياسين.

تعليق الدراسة لأسبوع متواصل كان بقرار من مجلس أولياء أمور الطلبة، احتجاجا على ما وصفوه بالقرارات غير المقبولة التي اتخذتها الأونروا والتي تمثلت بزيادة عدد الطلاب في الفصل الواحد بما يقارب 50 طالبا ووقف عمليات توظيف المدرسين الجدد، الأمر الذي اعتبره أولياء الأمور بأنه يوجه ضربة للعملية التعليمية برمتها.

وقال رئيس مجلس أولياء الأمور عبد الجبار قاعود لإذاعة الأمم المتحدة إن قرار استئناف العام الدراسي اتخذ بناء على وعود من المفوض العام للأونروا بدراسة قرار التشكيلات الصفية خلال عشرة أيام من الآن، معتبرا أن هناك فرصة لإيجاد حل وسط لكافة المشاكل.

"اتخذنا قرارا فورا باستئناف العام الدراسي ابتداء من 31 أغسطس، وتجميد كافة الفعاليات والاعتصامات لمدة عشرة أيام بناء على طلب من المفوض العام ووعده لرئيس المؤتمر بأنه سينظر في موضوع التشكيلات، المفوض العام وعد رئيس المؤتمر بتشكيل لجنة للنظر في أمور التشكيلات والتنقلات داخل المدارس"

مدير مدرسة غزة الجديدة التابعة لوكالة الغوث عبر عن غبطته بعودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة موضحا أن المدرسة كانت على أتم الاستعداد لاستقبالهم منذ اليوم مشيرا إلى أن كافة العاملين سيبذلون جهودا كبيرة لتعويض الطلاب على ما فاتهم خلال الأيام الماضية.

"جدا كانوا فرحين بقدوم عام دراسي جديد، الطالب يؤهل نفسه منذ بداية العطلة الصيفية، يحضر حقيبته المدرسية وملابسه والقرطاسية وكل شيء، عندما تأخر العام الدراسي أكيد شعر بالحزن، نتمنى أن ينتظم العام الدراسي وتنتهي المشكلة، نسبة الدوام كانت ما يقارب 80 في المائة، الطلبة داوموا ست حصص، وقمنا بتوزيع معظم الكتب على الطلبة ولم تواجههنا مشاكل في اليوم الأول"

الطالب بشار عبد الله في الصف الخامس الابتدائي، عبر عن سعادته البالغة لعودته إلى مقاعد الدراسة خاصة أنه كان يشعر باشتياق ولهفة للقاء أصدقائه الذين غاب عنهم طوال الإجازة الصيفية

"والله الحمد لله أنها فتحت، و"مكيفين جدا" فرحان جدا لأن المدرسة فتحت، حتى ندرس ونتعلم ونحصل على معدلات عالية ونتفوق وندرس في الجامعة وبعد ذلك نعمل ونكون كما كل أطفال العالم"

والدة بشار رافقته هو وشقيقته ابنة الصف الأول الابتدائي والتي تعيش تجربة الدراسة لأول مرة،و قالت لاإذاعة الأمم المتحدة إن عودة الطلاب لمدارسهم هو يوم مشهود أدخل البهجة والفرح إلى نفوس العائلات في قطاع غزة وذلك في حالة عدم اليقين التي عاشوها طوال الأسبوع الماضي حول فتح المدارس من عدمه.

" انتظر الأولاد هذا اليوم كثيرا، وفرحوا جدا، التعليم مهم جدا لهم، كنا ننتظره يوما بعد يوم لأنه من حقهم أن يتعلموا كما مدارس الحكومة والمدارس الخاصة، كانوا ينتظرون المدرسة بشدة ، يتساءلون دائما لأنهم اشتروا الملابس والكتب ويريدون أن يدرسوا كما الأطفال الآخرين"

من جانبه رحب عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي للأونروا بعودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة لأن التعليم يمثل للاجئين الفلسطينيين أهم محطات الكرامة الإنسانية التي واكبتهم طوال عقود طوال.

وأضاف أبو حسنة أن قرار عودة الطلاب جاء بعد محادثات أجراها المفوض العام للأونروا مع رئيس اتحاد العاملين سهيل الهندي حيث طالبه كرينبول بعودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة فورا ودون تأخير.

"بالأمس كان هناك قرار من مجلسأ امور الطلاب وأيضا اتحاد الموظفين بالعودة للمسيرة الدراسية، الأونروا ترحب بالقرار وتعتبره خطوة إيجابية ومهمة جدا في طريق إعطاء اللاجئين حقوقهم الأساسية والتعليم كحق أساسي يحفظ كرامة هؤلاء اللاجئين، سنبدأ بعملية دقيقة وواضحة وتقييمية للتشكيلات الصفية المدرسية بمجرد أن نحصل على معلومات كافية وتتوفر لنا أعداد الطلاب وتوزيعاتهم في المدارس المختلفة، هذه العملية ستكون عملية حقيقية خلال الأسابيع القادمة".

وحول الأزمة المالية التي تعاني منها الأونروا والتقدم الحاصل في سد العجز الحالي الذي كاد أن يتسبب في تأجيل العملية التعليمية في مناطق العمليات الخمس قال أبو حسنة:

"استطعنا الحصول على حوالي 82 مليون دولار من مبلغ 101 مليون دولار كانت قيمة العجز بفترة الأول من سبتمبر حتى نهاية ديسمبر 2015، هذا المبلغ مكننا من استئناف العملية الدراسية في مناطق عمليات الأونروا الخمس، هناك جهد كبير يبذله المفوض العام للأونروا بمساعدة الأمين العام للأمم المتحدة والدول المانحة والدول المضيفة من أجل إيجاد أرضية صلبة للأونروا خلال السنوات القادمة تمكنها من تجاوز أي عجز محتمل خلال السنوات القادمة."

رغم بدء العام الدراسي في كافة مدارس الأونروا في قطاع غزة إلا أن التخوفات لا زالت قائمة من قبل الأهالي والعاملين بأنه في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، ستعود الاحتجاجات والتظاهرات وما ينتج عنها من تعطيل متجدد للعملية التعليمية في قطاع غزة.

علا ياسين / إذاعة الأمم المتحدة / قطاع غزة

مصدر الصورة