منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تؤكد أن العمل المشترك هو السبيل للتصدي لداعش في ليبيا، والسفير الليبي يحذر من خطر القاعدة

الأمم المتحدة تؤكد أن العمل المشترك هو السبيل للتصدي لداعش في ليبيا، والسفير الليبي يحذر من خطر القاعدة

تنزيل

رسم رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا صورة قاتمة عن الأوضاع في البلاد سواء على الصعيد الأمني أو الاقتصادي وأكد أن الحوار السياسي هو الآلية الوحيدة للحفاظ على العملية الديمقراطية، فيما طالب السفير الليبي باتخاذ موقف حازم في وجه المماطلة في عملية الحوار وحذر من خطر تنظيم القاعدة.

التفاصيل في التقرير التالي:

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة حول الوضع في ليبيا تحدث خلالها الممثل الخاص للأمين العام في البلاد برناندينو ليون والسفير الليبي إبراهيم الدباشي.

أعرب ليون والدباشي عن القلق إزاء الأوضاع الراهنة في ليبيا على مختلف الأصعدة، ولكنهما أبديا الأمل في إمكانية التوصل إلى حل عن طريق عملية الحوار السياسي.

ليون ناشد قادة مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام عدم تبديد الفرصة التاريخية والفريدة المتاحة الآن ليكونوا صناع السلام، وأعرب عن ثقته في أن عملية الحوار السياسي، التي أطلقتها البعثة منذ سبعة أشهر، تقترب من مراحلها الأخيرة على الرغم من محاولات عرقلتها.

وقال عبر دائرة تليفزيونية من باريس:

"أدعو الجانبين إلى عدم تبديد العمل الشاق الذي استثمرا فيه خلال الأشهر السبعة الماضية للوصول إلى ما هما عليه اليوم. إن الاتفاق الذي تفاوضا عليه قد لا يكون مثاليا ولكنه عادل ومعقول، والفائز الوحيد فيه هو الشعب الليبي."

وقال السفير الليبي إبراهيم الدباشي إن بلاده تواجه أخطر مرحلة في تاريخها المعاصر، إذ تواجه تهديدا لوجودها كدولة موحدة ومستقلة وذات سيادة.

وأرجع السبب في هذا الوضع إلى أطماع ونزوات أبنائها، ومكائد دول لها أسبابها وأهدافها، والإرهاب الذي يريد أن تتحول ليبيا إلى ممول لإقامة كيان عابر للحدود.

وأثنى السفير الليبي على ما تم تحقيقه في الحوار السياسي حتى الآن، إلا أنه قال:

" ولكن هذا الإنجاز قد يتبخر أمام عناد الطرف المعرقل الذي ثبت أنه لا يهتم بمستقبل ليبيا ولا بأرواح الليبيين طالما لديه ما يكفي من السلاح والدعم الخارجي لعرقلة التوافق. ومن ثم فإن الليبيين يتطلعون إلى موقف حازم من السيد برناندينو ليون وهذا المجلس لوقف التسويف والمماطلة غير المجدية التي يمارسها أو يمكن أن يمارسها أي طرف في الحوار والمضي قدما في تشكيل حكومة الوفاق الوطني وتوفير البيئة الآمنة المناسبة لمباشرة عملها من العاصمة طرابلس في أقرب وقت ممكن."

بالنسبة للسفير الليبي لا يعد تشكيل حكومة الوفاق نهاية المطاف، إذ ذكر أن الانخراط المباشر لبعثة الأمم المتحدة في إقامة مؤسسات الدولة وتقديم النصائح فيما يتعلق بالحوكمة الجيدة سيحسن أداء الحكومة ويمكنها من إخراج البلاد من الأزمة.

رئيس بعثة الأمم المتحدة برناندينو ليون تطرق في إفادته عن تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في ليبيا وانتهاكات حقوق الإنسان، وتطرق إلى توسع جماعة داعش بعد سيطرتها على مدينة سرت مشددا على عدم وجود بديل عن العمل المتحد والمشترك لينجح الليبيون في منع تكرار التقدم الكارثي الذي حققته داعش في دول مثل سوريا والعراق.

إبراهيم الدباشي حذر من خطر تنظيم القاعدة في ليبيا وقال إنه يفوق بكثير حجم خطر تنظيم داعش.

"لأن تواجد إرهابيي داعش محصور في مناطق محدودة ومحددة في ليبيا، بينما توجد عناصر القاعدة في مناطق كثيرة من ليبيا تحت عنوان الثوار، وللأسف خدعوا الكثير من الشباب فحاربوا معهم دون أن يدركوا حقيقتهم. وأنا متأكد أن وجود القاعدة سيبرز إلى الواجهة من جديد وبقوة وسيقاومون بشدة عندما يشعرون بأن سلاحهم سوف ينزع منهم."

تحدث الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا عن الأوضاع في مختلف أنحاء البلاد، وقال إن المصادمات بين الأطراف في بنغازي في الشرق قد تحولت تدريجيا إلى حرب لا تبدو لها نهاية قريبة، بعد خمسة عشر شهرا من بداية العمليات العسكرية هناك.

وأشار إلى أن أكثر من مئة ألف من سكان بنغازي مازالوا مشردين داخليا، فيما لا تعمل خمسة وسبعون في المئة من المنشآت الصحية بالمدينة أو يصعب الوصول إليها.

وأضاف ليون:

"على الصعيد الوطني يعد نطاق المعاناة البشرية هائلا بالنسبة لبلد تمتلك مخزونا كبيرا من النفط وتتمتع بإمكانات اقتصادية قوية. وفقا لوكالات مختلفة تابعة للأمم المتحدة يحتاج ما يقدر بمليون وتسعمئة ألف شخص في ليبيا مساعدة إنسانية عاجلة للوفاء باحتياجاتهم الصحية الأساسية."

يقدر عدد المشردين داخليا في ليبيا بأربعمئة وثلاثين ألف شخص، ويواجه حوالي مليون شخص صعوبات في الحصول على الغذاء معظمهم في بنغازي وشرق ليبيا.

وأعاد برناندينو ليون التأكيد على أن عملية الحوار هي الآلية الوحيدة الشرعية وذات المصداقية التي يمكن لليبيين من خلالها الحفاظ على استمرار العملية الديمقراطية.

وحذر من نفاد الوقت، وقال إن القادة الليبيين من كل الأطراف يتحملون مسؤولية الدفع والتحرك باتجاه السلام.

مصدر الصورة