منظور عالمي قصص إنسانية

تقرير دولي: أطفال سوريا يدفعون ثمناً باهظاً لفشل العالم في إنهاء النزاع

تقرير دولي: أطفال سوريا يدفعون ثمناً باهظاً لفشل العالم في إنهاء النزاع

تنزيل

أظهر تقرير جديد صادر عن منظمتي اليونيسيف وأنقذوا الطفولة أن عمالة الأطفال السوريين داخل سوريا وفي دول الجوار ترتفع بشكل مطرد، مما يشكل قلقا كبيرا لدى المنظمتين اللتين طالبتا الشركاء والمجتمع الدولي إلى العمل سريعا على عكس هذه الظاهرة.

المزيد في التقرير التالي:

يجعل الصراع والأزمة الإنسانية في سوريا عددا متزايدا من الأطفال فريسة سهلة للاستغلال في سوق العمل.

هذا ما أبرزه تقرير جديد صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة -اليونيسف بالتعاون مع منظمة إنقاذ الطفل، يدعو بشدة إلى العمل سريعا على عكس هذه الظاهرة .

جوليات توما المتحدثة باسم اليونيسف ، قالت في حوار مع الأمم المتحدة إن هؤلاء الأطفال هم من الفئة الأكثر هشاشة في المجتمع التي يسهل استغلالها:

"هدفنا من هذا التقرير الذي أصدرناه صباح اليوم هو تسليط الضوء على ظاهرة عمالة الأطفال وإبراز أكثر النقاط التي أثارت القلق فينا، منها أن عددا كبيرا من الأطفال أصبح يعمل بشكل اضطراراي، والعمل يجري تحت ظروف صعبة للغاية. وهؤلاء الأطفال هم الأطفال الأكثر هشاشة في الواقع."

ويقول التقرير الذي صدر تحت عنوان "أياد صغيرة، أعباء ثقيلة- كيف يدفع الصراع السوري بمزيد من الأطفال إلى العمالة"، إن الأطفال داخل سوريا يساهمون الآن في دخل الأسرة في أكثر من ثلاثة أرباع الأسر التي شملتها الدراسة.

وفي الأردن، حوالي نصف الأطفال السوريين هم المعيلون الوحيدون أو المشتركون للعائلة.

أما في بعض أجزاء من لبنان، فأفيد بأن أطفالا صغارا بعمر الست سنوات ينخرطون في سوق العمل. حياة، وهو اسم مستعار، لواحدة من بين هؤلاء الأطفال السوريين العاملين في لبنان:

"كما ترين نحن نعمل. يكلف الإيجار عشرة آلاف. تسكن هنا خمس عائلات في غرفة واحدة. أهلي وأخواتي الصغار الآن في سوريا. ولا يوجد هنا سوى أخي الصغير البالغ من العمر 12 عاما وأنا وعمري 14 سنة."

وتسببت الأزمة السورية في الحد بشكل كبير من فرص كسب العائلات لرزقها في المنطقة، كما دفعت الأزمة الملايين إلى براثن الفقر مما جعل معدلات عمالة الأطفال تصل إلى مستويات خطيرة.

وفي الوقت الذي تصبح فيه العائلات أكثر ياساً فإن الأطفال يعملون بشكل أساسي من أجل البقاء على قيد الحياة. كما يصبح الأطفال لاعبين اقتصاديين أساسيين سواء في سوريا أو دول الجوار. ولكنهم يخسرون طفولتهم وحياتهم الطبيعة وتعليمهم. حياة من جديد:

"أنا متعودة على مدرستي. أريد أن أعود إلى مدرستي كما في السابق، لا أريد أن أعمل، أنظري إلى يدي! أتلاحظين كيف هما خشنتان كما الحجر بسبب الشغل. وظهري يؤلمني، إنه مكسر. أهذه حياة؟"

ويشير التقرير إلى أن الفئات الأكثر ضعفا من الأطفال العاملين هم المتورطون في النزاعات المسلحة، والاستغلال الجنسي والأنشطة غير المشروعة بما في ذلك التسول والاتجار بالأطفال.

ويخلص التقرير إلى أن عددا متصاعدا من الأطفال يعملون في ظروف عمل ضارة، وتتعرض صحتهم ورفاهيتهم لأضرار كبيرة. وفي هذا الصدد يقول د. بيتر سلامة، المدير الإقليمي لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن "العمل في سن مبكرة يحد من نمو الطفل وتطوره في الوقت الذي يكّد فيه لساعات عمل طويلة لقاء أجر ضئيل، خاصة وأن كثيرين منهم يعملون في ظروف في غاية الخطورة أو في بيئة غير صحية".

وبحسب التقرير، ثلاثة من بين كل أربعة أطفال عاملين، من الذين شملهم مسح أجري في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن ـ يعانون من مشاكل صحية، بينما تعرض 22% من الأطفال العاملين في القطاع الزراعي في المفرق ووادي الأردن لإصابات خلال العمل.

جوليات توما:

هناك حاجة للتصدي لهذه الظاهرة ولطرح أمور بديلة للتصدي لها وللحد من تفاقمها."

وتدعو اليونيسف ومنظمة إنقاذ الطفل الشركاءَ وأبطالَ مبادرة "لا لضياع الجيل" والمجتمع الدولي الأوسع والحكومات المضيفة والمجتمع المدني إلى اتخاذ إجراءات جادة للتصدي لقضية عمالة الأطفال في سوريا والدول المتأثرة بالأزمة الإنسانية، من خلال تحسين قدرة الحصول على سبل العيش عبر توفير مزيد من التمويل للمبادرات المُدرّة للدخل، وتوفير التعليم الجيد والآمن لجميع الأطفال المتأثرين بالأزمة، وإعطاء الأولوية للقضاء على أسوأ أشكال عمالة الأطفال، والاستثمار في تعزيز الأنظمة والخدمات الوطنية والمجتمعية لحماية الطفل.