منظور عالمي قصص إنسانية

مسؤول دولي: إعادة بناء غزة ستستغرق ثلاثين عاما بالوتيرة الحالية

مسؤول دولي: إعادة بناء غزة ستستغرق ثلاثين عاما بالوتيرة الحالية

تنزيل

طالب روبرتو فالينت ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الأراضي الفلسطينية المحتلة الدول المانحة بالإسراع في عملية إعمار قطاع غزة وإدخال مواد البناء اللازمة في ظل استمرار الازمة المالية التي تعصف بالقطاع.

جاء ذلك خلال حوار أجرته مراسلتنا في غزة علا ياسين مع السيد فالينت في مقر برنامج الأمم المتحدة الانمائي في القطاع.

السيد روبرتو فالينت، هذه هي زيارتك الأولى لغزة بعد تقلد منصبك الجديد ممثلا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ما هي انطباعاتك من هذه الزيارة؟

قمت بجولة في بعض مناطق غزة وبالذات منطقة شرق غزة، ما شاهدته هو حجم غير مسبوق من الدمار، كنت في غزة عامي 2008 و 2009 خلال وبعد عملية الرصاص المصبوب ولكن حجم الدمار الذي لحق بالمناطق السكنية المكتظة والمباني والنسيج الاجتماعي والاقتصادي وقطاع الإنتاج غير مسبوق. أنا أعتبر أن ما حدث لن يخلف آثارا مباشرة فقط على سكان غزة تعمق معاناتهم، ولكن سيكون له تأثيرات بعد ذلك على الأجيال القادمة، وبالتأكيد فإن الأطفال الذين تعرضوا لهذا الحجم الهائل من الضغوط والمعاناة ستظل معهم آثاره طيلة حياتهم.

كيف ترون التقدم في عملية الإعمار وما هي الأسباب التي أدت إلى تعثرها؟

الحقيقة، عندما نأتي للحديث عن إعادة الإعمار، فإن ما حدث حتى الآن هو عبارة عن نقطة في محيط الدمار الذي حدث، إن فقدان الممتلكات والبيوت والبنى التحتية الاجتماعية كالتعليم والصحة يجب أن تتم معالجتها في أسرع وقت ممكن، لقد قمنا بعمل تحليل لحجم مواد البناء، والأدوات التي تدخل غزة ووجدنا أننا سننتظر ثلاثين عاما لإعادة بناء ما دمر في غزة خلال جولة العنف الاخيرة، هذا يعني أن ما هو مطلوب ليس فقط تسهيل عملية دخول مواد البناء لغزة، المطلوب هو إزالة أية عوائق أمام الوصول إلى مواد البناء، نحن نتحدث عن عوامل متراكمة لثلاثة نزاعات خلال الستة أعوام الماضية.

مكتب الأمم المتحدة الإنمائي مسئول عن جمهور غير اللاجئين في غزة، كيف تقيمون حجم الدمار الذي أصاب هذه الفئة المجتمعية؟

العدد الإجمالي للمنازل التي تضررت خلال جولة العنف الأخيرة حوالي 141 ألف منزل، من بينها 31 ألف منزل لغير اللاجئين، من هذا العدد  4300 أسرة تلقت مساعدات نقدية كبدل إيجار لبيوتها التي لحقت بها أضرار جسيمة أو دمرت بشكل كامل، نحن نقدم دعما لحوالي 3762 أسرة  حتى نهاية عام 2015 ونحن بحاجة لدعم الدول الأعضاء والمتبرعين حتى نواصل عملياتنا ودعمنا خلال عام 2016.

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ينفذ مشروعا ضخما لإزالة الركام الناتج عن العمليات العسكرية الإسرائيلية صيف العام الماضي، هل لك أن تعطينا فكرة عن المشروع وآلية التنفيذ؟

إزالة الركام هو موضوع مهم جدا بالنسبة للبنى التحتية والبيئة، نحن نعمل على إزالة الركام وتكسيره لإعادة تدويره مرة أخرى واستخدامه في عملية البناء وتعبيد الطرق، يوجد مليونا طن من الركام بحاجة للإزالة، نصفها يقوم بإزالتها الأفراد والقطاع الخاص والعائلات والمجتمعات المحلية، وفي الحقيقة لقد قاموا حتى اللحظة بإزالة 400 ألف طن من الركام، ومن المفترض أن نقوم نحن بإزالة مليون طن، معنى ذلك أن المجتمع المحلي مطالب بإزالة مليون طن ونحن في البرنامج الإنمائي UNDP  سنقوم بإزالة مليون طن أخرى.

ما هي رسالتك للمجتمع الدولي والدول المانحة بشأن الأوضاع الصعبة القائمة في غزة؟

أوجه رسالة للمانحين بضرورة الالتزام بتعهداتهم التي قطعوها في مؤتمر إعادة الإعمار بالقاهرة من أجل القيام بعملية إعمار ضخمة في قطاع غزة، كما أطالب برفع القيود والحصار الإسرائيلي المفروض على غزة وتوجيه اهتمام خاص للقطاع، الغزيون اليوم جميعهم يعانون من الصدمات النفسية، ليس فقط الفقراء منهم، كل سكان غزة يعانون من صدمات نفسية وهم بحاجة لفسحة من الراحة.