منظور عالمي قصص إنسانية

رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر بحثا عن الأمان والاستقرار

رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر بحثا عن الأمان والاستقرار

تنزيل

جعلت المعاناة الكبيرة التي خلفتها الحرب في سوريا، والتي أدت إلى نزوح 7.6 مليون شخص داخلياً، ولجوء 3.88 مليون شخص، من الشرق الأوسط أكبر منتج ومضيف للنازحين قسراً واللاجئين في العالم.

وخلال النصف الأول من عام 2015 وصل حوالي 112 ألف لاجئ ومهاجر إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط.

في هذا التقرير، نتعرف على رحلة سامح وعز الدين بعد إنقاذهما من البحر:

قامت سفينة تابعة للبحرية الأيرلندية مؤخرا بإنقاذ عدد من القوارب التي تقطعت بها السبل في عرض البحر، وقد تمكنت من نقل أكثر من 400 شخص إلى جنوب إيطاليا من بينهم أطفال ونساء حوامل.

ويجري تقديم الرعاية لهم في مراكز استقبال في إيطاليا.

ومن بين هؤلاء، عز الدين وزوجته الحامل في شهرها التاسع، اللذان لم يعتقدا أنهم سيشاهدان اليابسة أبدا.

"كنا نعرف أننا قادمون لموتنا، لقد أبحرنا في قوارب الموت، لقد حمل زورقنا المطاطي حوالي 140 إلى 150 شخصا رغم أنه من المفترض أن يحمل حوالي 20 شخصا".

سامح أب لطفلين، ترك سوريا في بداية الصراع في عام 2011 وذهب للعمل في ليبيا، لكنه اضطر لمغادرتها بسبب الأوضاع الراهنة هناك.

بالنسبة للبعض، لم تكن هذه هي المرة الأولى لهم في أوروبا. وكانت فكرة العيش بعيدا عن سوريا صعبة بالنسبة لسامح.

لقد كان طالبا في أوروبا قبل عشر سنوات، وبعد ذلك عاد إلى وطنه وأصبح صحفيا، ولكنه يجد نفسه الآن هنا مرة أخرى مع زوجته وطفليه، ولكن هذه المرة لا توجد عودة:

" كل إنسان على هذا الكوكب يحب بلاده، ولكن الوضع في سوريا من شأنه أن يجبر أي شخص للبحث عن ملجأ آمن وبلد آمن لنفسه ولزوجته، ولأطفاله. لقد عشنا حياة صعبة للغاية، ونحن الآن في أوروبا، ولكن قلوبنا بقيت في بلادنا ".

لقد اضطر سامح إلى أخذ عائلته بمن فيهم ابنه الذي يبلغ من العمر 40 يوما للوصول إلى صحراء ليبيا.

وقد أمضى هو وعائلته 12 ساعة واقفين في زورق مطاطي مكتظ  قبل إنقاذهم، ويأمل الآن بالاستقرار في أوروبا وحتى الالتحاق مرة أخرى بالجامعة لدراسة الصحافة.

"أنا سعيد جدا لأنني سأصبح قادرا على مواصلة دراستي، للقيام  بدراسة الماجستير والدكتوراه، أريد ضمان حياة كريمة لأطفالي، إننا نبحث عن الأمان".

ووفقا لتقرير جديد صدر عن مفوضية شؤون اللاجئين، فقد اضطر حوالي 60 مليون شخص للفرار من ديارهم خلال عام 2014 بسبب الصراعات والحروب والاضطهاد.