منظور عالمي قصص إنسانية

مخيم الزعتري: تمكين اللاجئات السوريات المعيلات لأسرهن يمنع لجوءهن إلى آليات التكيف السلبي

مخيم الزعتري: تمكين اللاجئات السوريات المعيلات لأسرهن يمنع لجوءهن إلى آليات التكيف السلبي

تنزيل

زارت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي في الصراعات، زينب بانغورا، مخيم الزعتري في الأردن في إطار جولتها على بلدان المنطقة المتأثرة بالصراع السوري لتفقد أوضاع النساء والفتيات. من بين أبرز النقاط التي أثيرت مع ممثلي الوكالات الأممية في زعتري، كيفية حماية الفتيات غير المصحوبات من ذويهن ودعم ربات الأسر اللواتي يتولين رعاية أسرهن بمفردهن.

المزيد في تقرير مي يعقوب:

أقيم مخيم الزعتري للاجئين السوريين على بعد عشرين كلم شرقي مدينة المفرق الواقعة شمال شرق الأردن في محافظة المفرق، وذلك بعد شهر تموز/يوليو 2012 عقب الأحداث السورية التي اندلعت عام 2011.

ويضم حاليا 83,497 لاجئا سوريا، يعيش أكثر من نصفهم تحت خط الفقر الوطني.

وتحاول وكالات الأمم المتحدة الموجودة في الميدان تلبية احتياجاتهم ومساعدتهم على توفير الرعاية الصحية والغذاء والتعليم لهم ولأطفالهم. أما النساء والفتيات الفارات من الصراع، فلهن احتياجات خاصة وقصص خاصة.

زينب بانغورا، الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالعنف الجنسي في الصراعات، جالت على المخيم خلال زيارة ضمت خمس دول متأثرة بالصراع السوري، واطلعت على ما تقوم به الوكالات الأممية من أجل مساعدة جميع اللاجئين بمن فيهم النساء والفتيات غير المصحوبات من ذويهن:

"هناك أولا التسجيل، حيث يتم تحديد هويتهن، من ثم تتم إحالتهن إلى مفوضية اللاجئين ولجنة الإنقاذ الدولية واليونيسف. ونبقيهن في منطقة الاستقبال المخصصة للأطفال غير المصحوبين من ذويهم لمدة 24 ساعة لنتمكن من التحقق من السجلات وإيجاد ذويهن. وقد تطورت عملية الرعاية البديلة، وقد أصبحنا نتعاون الآن مع وزارة الشؤون الاجتماعية لتطوير إجراءات بديلة. إذا، ما نقوم به، هو التحقق من أفراد العائلة لدواعي الحماية، ومن ثم وضع الطفلة مؤقتا مع راعي (وكيل)."

كانت هذه أنّا بيلان أنغيتا، ضابطة حماية في مفوضية اللاجئين ومنسقة بفريق العمل المعني بالعنف القائم على نوع الجنس، في حديث مع بانغورا خلال زيارة الأخيرة للزعتري. وردا على سؤال الممثلة الخاصة حول إمكانية تعرض هؤلاء الفتيات للأذى ضمن مكان الرعاية المؤقت، أوضحت أنّا أن هذا الأمر قد حدث في بعض الحالات، مما اضطر المفوضية إلى نقل الفتيات إلى المأوى، وأن المفوضية تتابع عن كثب كل حالة لتفادي وقوع مثل هذه المشاكل.

أما عن كيفية إعالة الأمهات لأطفالهن خاصة في غياب الزوج، فقالت ساندرين بييون، وهي ضابطة حماية في مفوضية اللاجئين، إن مسألة توفير سبل العيش للنساء مازالت شائكة ولكن الوكالات تعمل مع الحكومة على معالجتها:

"كسب الرزق هو بالطبع أمر حساس في الأردن حيث ترتفع نسب البطالة. وفي داخل المخيم، تحتاج ربات المنازل اللواتي يعيلن بمفردهن أسرهن إلى دعم أكبر. هناك برامج "المال مقابل العمل" داخل المخيم ولكن من الصعب جدا بالنسبة للنساء الاستفادة منها، لأن معظم الأعمال الموجودة هي للرجال. لذلك نحتاج من عام 2015 وما بعده إلى إيجاد طرق أفضل لمعالجة حاجة النساء إلى مدخول إضافي، حتى لا يضطررن للجوء إلى آليات التكيف السلبية."

ومن بين البرامج الجارية في المخيم والتي تهدف إلى تمكين النساء، دورات لتصفيف الشعر تحدثنا عنها إحدى المدربات:

"نقدم لبنات المخيم دورات لتصفيف الشعر. وفّرنا لهن العدة، بما فيها أدوات خاصة ومجفف للشعر ومكواة للشعر وأشياء أخرى، -قدمتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة. وقد فتحت النساء من بعدها صالونات، والحمد لله هنّ الآن ينتجن ويعملن.

-كم هو عدد النساء المسجلات والراغبات في تعلم هذه المهنة؟

-لدينا الآن حوالي 140 فتاة مسجلة الآن وقد خرجّنا حوالي ست وسبعين فتاة.

- أين تعمل الفتيات اللواتي يتخرجن؟

-القديرة ماديا، تفتح صالونا. فعند التخرج من الدورة، تُمْنَحُ الفتاة عدة لتصفيف شعر، بالإضافة إلى طاولة وكرسي خاص. ويمكن أن تعمل في بيتها.

وخلال عملية مسح بتنسيق من الفريق المعني بمكافحة العنف القائم على نوع الجنس، تم تحديد 35 مكانا آمنا للنساء والفتيات في كل من المناطق الحضرية والمخيمات في الأردن. وتم إنشاء أو دعم تلك الأماكن كجزء من الاستجابة للأزمة السورية. ومن بين المنظمات المشاركة بها، مفوضية اللاجئين واليونيسف وهيئة الأمم المتحدة للمرأة وصندوق الأمم المتحدة للسكان.

مصدر الصورة