منظور عالمي قصص إنسانية

أزمة بوروندي تتسبب في حالة طوارئ إنسانية أخرى في تنزانيا

أزمة بوروندي تتسبب في حالة طوارئ إنسانية أخرى في تنزانيا

تنزيل

أدى تصاعد التوترات السياسية في بوروندي إلى نشوء أزمة إنسانية حادة في تنزانيا ، حيث لجأ الآلاف من اللاجئين إليها. وقد أعرب مجلس الأمن الدولي عن القلق البالغ إزاء التوترات والاضطرابات الراهنة في بوروندي.

وبعد أن تم التأكد من وجود حالات إصابة بالكوليرا بين اللاجئين البورونديين في تنزانيا، تبذل منظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة الأخرى جهودا إنسانية للتعامل مع هذه الازمة.

المزيد في هذا التقرير:

قالت الأمم المتحدة إن التهجير الجماعي للسكان في بوروندي قد بلغ ذروته في الأيام القليلة الماضية حيث قدم بين 500 إلى 2000  شخص يوميا  من بوروندي إلى تنزانيا، الأمر الذي تسبب في إرهاق البنية الأساسية للنظام الصحي الحالي.

وقد تفاقمت الأزمة في الثالث عشر من مايو 2015 مع تشخيص 15 حالة من الإسهال الحاد والتي أكدت وجود الكوليرا.

وفي مؤتمر صحفي عقد في جنيف ، وصف طارق جاسارافيتش المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية الوضع الإنساني هناك:

"لقد ازداد الوضع  سوءا في قرية كاغونغا الواقعة على الحدود بالقرب من جنوب بوروندي، حيث ازداد عدد السكان الأصلي من 10 إلى أكثر من 90 ألف نسمة. في 16 مايو ، تم تأكيد إصابتين بالكوليرا في مخيم نيروغوس. لقد ارتفع عدد حالات الإسهال الحاد بالكوليرا إلى 1000 حالة. "

وقالت منظمة الصحة العالمية إن المنطقة تعاني أيضا من عدم وجود مساحات كافية لإيواء المشردين، وعدم كفاءة الخدمات الصحية والمرافق الصحية وكذلك تعاني من قلة المياه الصالحة للشرب.

وقام فريق مشترك من الخبراء من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والرعاية الاجتماعية بتقييم أولي سريع للوضع.

وأوضح طارق جاسارافيتش أن فريقا من الخبراء قد أوصى باتخاذ إجراءات طارئة لضمان الاستجابة الإنسانية في الوقت المناسب:

"لقد قامت منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة في تنزانيا وبدعم من الشركاء الآخرين  بتقييم الوضع بشكل أولي في قرية كاغونغا ومخيم نيروغوسا القريب وحددوا الاحتياجات الطارئة."

وأشارت منظمة الصحة العامية إلى أن الفئات الضعيفة تبقى في خطر ومنها النساء الحوامل والأطفال وكبار السن والفئات الخاصة التي تحتاج إلى الرعاية الخاصة بما في ذلك الأشخاص الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، والأطفال غير المصحوبين وذوو الإعاقة  والمصابون بأمراض مزمنة أخرى.

وقال طارق جاسارافيتش إن هناك صعوبات في نقل اللاجئين إلى مخيم نيروغوسا:

" تعتبر قرية كاكونغا نقطة الدخول الرئيسية للاجئين، حيث لا يتم نقل اللاجئين بصورة سهلة إلى مخيم نيروغوسا للاجئين في منطقة كيغوما وذلك بسبب عدم وجود قوارب كافية لنقل الناس إلى هناك، كما قد بلغت إعداد اللاجئين أيضا الحد الأقصى."

وذكرت منظمة الصحة العالمية أنه يجري إيواء طالبي اللجوء في المدارس المحلية حيث ينتظرون الخيام المؤقتة.  كما وتم إنشاء منطقة تخزين مؤقتة في ملعب تنجانيقا في مدينة كيغوما، والتي تحتاج إلى الكثير من المواد لجعلها صالحة للسكن.

ومع ذلك، تعاني المراكز الصحية من قلة العاملين في مجال الرعاية الصحية، وقلة الأدوية والإمدادات الأساسية ومحدودية مرافق المياه والصرف الصحي.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن هناك حاجة إلى تعزيز آليات التنسيق لتوسيع نطاق توفير خدمات الرعاية الصحية وخدمات المأوى والغذاء والحماية الأساسية إلى السكان المعرضين للمخاطر العالية.

وعن الجهود الحالية، أوضح طارق جاسارافيتش :

"يقوم الفريق الإقليمي لإدارة الصحة وبالتعاون مع الشركاء بإنشاء المراكز الصحية عند نقطة الدخول ومناطق استقبال كاغونغا، وتنجانيقا ونيروغوسا حيث يتم توفير الخدمات الصحية الأساسية وتقديم الفحوصات الطبية لطالبي اللجوء."

وقد طلبت وزارة الصحة في تنزانيا الدعم في مجال الموارد البشرية والمالية للتعامل مع هذه الأزمة الإنسانية الناشئة.

وتقوم منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان ولجنة الإنقاذ الدولية والصليب الأحمر وبرنامج الأغذية العالمي ودائرة الصرف الصحي البيئي والمائي في تنزانيا ومنظمة كاريتاس بدعم تقييم الوضع الصحي بصورة شاملة.

مصدر الصورة