منظور عالمي قصص إنسانية

منظمتا الفاو والعمل الدولية تطوران دليلا لحماية الأطفال من المبيدات

منظمتا الفاو والعمل الدولية تطوران دليلا لحماية الأطفال من المبيدات

تنزيل

يُعد الأطفال أكثر حساسية للمبيدات من البالغين، ويمكن أن يؤدي تعرضهم لها إلى التسمم الحاد والمرض الشديد.

وبمساعدة دليل تدريب جديد من إعداد منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) ومنظمة العمل الدولية، عكف المرشدون الزراعيون في أفريقيا وأماكن أخرى من العالم على العمل مع المجتمعات الريفية للحد من تعرّض الأطفال لأخطار مبيدات الآفات السامة المستخدمة في الزراعة.

التفاصيل في تقرير بسمة البغال:

وفقاً لإحصاءات منظمة العمل الدولية، يشارك ما يقرب من مئة مليون من الفتيان والفتيات الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والسابعة عشرة، في عمالة الأحداث بقطاع الزراعة. غير أن أعداداً كبيرة من الأحداث يتعرضون مباشرة للمواد الكيميائية السامة من خلال العمل في المزارع، بل ويتعرض الأطفال للخطر في الأعمال العائلية أو أثناء اللعب في الحقول ومن خلال الطعام الذي يتناولونه والماء الذي يشربونه.

ويعد الأطفال أكثر حساسية للمبيدات من البالغين، ويمكن أن يؤدي تعرضهم لها إلى التسمم الحاد والمرض الشديد مباشرة عقب التماس بها، كما يوضح الخبير برندت سايفرت، مسؤول الفاو عن مكافحة عمالة الأحداث في الزراعة:

" أولا يجب أن ندرك أن الأطفال على نحو خاص يتعرضون لأخطار المبيدات، نظرا لأسباب بيولوجية وسلوكية مختلفة. فأجسامهم وعقولهم لا تزال في تطور، لذلك فإن معدل حجم الجسم الصغير مع معدلات أكبر من التنفس قد تؤديان للتعرض لمبيدات الآفات بشكل أكبر. عندما يتعرضون للمبيدات الحشرية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تسمم حاد جدا أو مشاكل صحية مزمنة على المدى الطويل. ويمكنك أن تتخيل أن الأطفال الذين لديهم بالفعل مشاكل صحية، قد يقلل هذا من احتمال إيجاد فرص العمل في المستقبل أو حتى قد تقلل من معدل متوسط العمر المتوقع."

وبينما يعتبر الحد من استخدام المبيدات والترويج للبدائل غير السامة من الأهمية بمكان في تجنب التعرض لأخطر المبيدات، إلا أن التوعية هي العنصر الحاسم لهذه الغاية.

ويعد دليل "حماية الأطفال من المبيدات"، الذي وضع بالشراكة  بين منظمة "فاو" ومنظمة العمل الدولية، أداة تدريبية بصرية سهلة الاستخدام لمساعدة المرشدين الزراعيين، والمعلمين في المناطق الريفية، ومفتشي العمل، ومنظمات المُنتجين على توعية المزارعين وأسرهم، بكيفية تقليل المخاطر في المنزل والمزرعة. ويطّلع هؤلاء أيضاً على كيفية التعرف والاستجابة لأعراض التسمم أو التماس بالمواد السامة.

وفي هذا الشأن، يقول مسؤول الفاو، برندت سايفرت:

" لقد توقعنا أن هناك الكثير من المعرفة حول المبيدات وكيفية استخدامها بأمان، لكن الواقع أن العديد من المنتجين الزراعيين لا تتوفر لديهم المعرفة الكاملة اللازمة لاستخدام المبيدات بأمان أو للحد من المخاطر المرتبطة بها. إن الحاجة لهذه الأداة البصرية الفعلية، التي أصدرناها جنبا إلى جنب مع منظمة العمل الدولية قد تم الاعتراف بها من قبل المنتجين أنفسهم. عملنا جنبا إلى جنب مع وزارة الزراعة، وكذلك منظمة العمل الدولية في أحد بلدان غرب أفريقيا، حيث قمنا بالبحث عن مدى تعرض الأطفال للمبيدات في أحد مزارع القطن ."

ويتألف الدليل المصور بالرسوم من ثلاث وحدات رئيسية هي: كيف يتعرض الأطفال لمبيدات الآفات؛ ما هي المخاطر الصحية التي تجعل الأطفال عُرضة لذلك على نحو خاص؛ ما يمكن القيام به للحد من تلك المخاطر.

ويقول مسؤول الفاو، إن هذه الأداة ليست الوحيدة للتوعية بمخاطر المبيدات الحشرية، وأضاف:

" إحدى الأدوات التي كانت منظمة الفاو تعززها لعدة سنوات، هي "الأداة الدولية لقواعد السلوك في إدارة المبيدات" ، وهذه الأداة شجعت في السنوات الأخيرة في الحد من تعرض الأطفال للمبيدات الحشرية بشكل خاص. إنها تشجع الحكومات وصناعة المبيدات أن تتخذ إجراءات خاصة جدا فيما يتعلق بتعرض مجموعات مستضعفة مثل الأطفال للمبيدات."

يشار إلى أن هذه الأداة قد طوِّرت بدايةً في مالي، وتشيع الآن على نطاق واسع لدى العاملين في الإرشاد، ومدارس المزارعين الحقلية، ومفتشي العمل، ومنظمات المنتجين، كما يتوسع استخدامها في النيجر وبلدان أفريقية أخرى.

مصدر الصورة