منظور عالمي قصص إنسانية

سيغريد كاغ: خلال زياراتي الميدانية يتحدث اللبنانيون الأكثر فقرا دوما عن الكرامة الإنسانية للاجئين السوريين في وسطهم

سيغريد كاغ: خلال زياراتي الميدانية يتحدث اللبنانيون الأكثر فقرا دوما عن الكرامة الإنسانية للاجئين السوريين في وسطهم

تنزيل

تركز سيغريد كاغ، المنسقة الخاصة للأمين العام في لبنان، في سياستها تجاه البلاد على "نهج كلي شمولي للبنان" من أجل الحفاظ على استقراره والعمل مع كافة الفرقاء على ضمان أمنه وتوفير المساعدة اللازمة للاجئين السوريين الموجودين على أراضيه ودعم المجتمعات اللبنانية المضيفة.

وفي حوار مع مي يعقوب من إذاعة الأمم المتحدة خلال زيارة ميدانية إلى مركز لدعم النساء في لبنان، تحدثت كاغ مشاغل البلاد وتعاونها مع الحكومة والشركاء المحليين ودور الهبة السعودية للجيش اللبناني.

المزيد في الحوار التالي:

إذاعة الأمم المتحدة: لقد استلمتِ مؤخرا مهامكِ كمنسق خاص للأمين العام في لبنان، خلفا للسيد ديريك بلاملي. كيف تصفين الوضع منذ أن استلمت منصبكِ؟

سيغريد كاغ: من الواضح أن هذا المنصب كغيره من المناصب السياسية في المنطقة، يتأثر بالأحداث المحيطة بنا. في الوقت نفسه، فإن هدف هذا المنصب هو النظر في الوضع اللبناني ككل. نحن نبحث كثيرا في المحافظة على الاستقرار والأمن، ومساعدة اللبنانيين والحكومة والشركاء الدوليين للحفاظ على أمن واستقرار لبنان، والعمل كثيرا بدعم الفريق القطري، مع تأثير أزمة اللاجئين السوريين التي تدخل الآن عامها الخامس، والبحث في كيفية استدامة الاستقرار في البلاد.

لقد اعتمدتُ "نهجا كليا للبنان"، انعكس أيضا في البيان الرئاسي لمجلس الأمن الذي ينظر في جدول أعمال السلام والأمن، مع التركيز بشكل خاص على القرار 1701 ، وعناصر الاستقرار بما في ذلك الحكم والمؤسسات ورئاسة البلاد، ومكونات الإصلاح الانتخابي .. جميع تلك المجالات البرنامجية التي يجري العمل عليها. والركيزة الثالثة هي التنمية البشرية وجدول الأعمال لتحقيق الاستقرار، الذي يعتبر من مصلحة لبنان الرئيسية. ولكن ما هو أيضا على نفس القدر من الأهمية، النظر في تمكين اللاجئين السوريين على وجه الخصوص، ولكن أيضا المجتمعات اللبنانية المضيفة لمعالجة احتياجاتها.

إذاعة الأمم المتحدة: في هذا السياق السيدة سيغريد كاغ، أنت تذهبين دائما في جولات ميدانية، خلال تلك الجولات، ماذا لمست حيال احتياجات الشعب؟

سيغريد كاغ: أعتقد أن على المرء أن يكون دائما حريصا جدا عقب الجولات الأولية التي قد تظن من خلالها أنك تدرك ما تراه. ما هو واضح جدا بعد أن زرت عددا من المستوطنات غير الرسمية والمجتمعات المضيفة اللبنانية الضعيفة، وكذلك مخيم عين الحلوة على سبيل المثال الذي تديره الأونروا، أن هناك رسالتين أو ثلاثا: يرغب اللاجئون السوريون كثيرا في أن يدخل أطفالهم المدرسة ويستمروا في الذهاب إليها. ويبحثون عن فرص لتكملة مواردهم الضئيلة. وهم يطالبون بمساعدة دولية موجهة. وفي النهاية الكثيرون يأملون في حل سياسي  للأزمة السورية حتى يعودوا إلى ديارهم ويبنون حياتهم من جديد. في الفترة الانتقالية، يجب أن نبذل كل جهد للعمل عن كثب مع الحكومة اللبنانية، للتأكد من الوفاء باحتياجات اللاجئين الضرورية. بالطبع تقوم مفوضية اللاجئين بدور القيادة في هذا المجال وفقا لتفويضها، وتعمل مع بقية وكالات الأمم المتحدة والشركاء المحليين والمنظمات غير الحكومية. ولكننا نعلم أن هناك ثغرات. للأسف في عالمنا الذي تعصف به أزمات عديدة معقدة وذات تأثير كبير، التمويل الذي يقدمه المجتمع الدولي قد لا يسد الفجوات. إذا، علينا أن نتأكد من الوفاء باحتياجات الأكثر ضعفا، وأن نضع عدداً أكبر من الأطفال في المدارس وأن ننظر في فرص لخلق زخم حول مناقشات سبل العيش.

إذاعة الأمم المتحدة: لقد ذكرت للتو الحكومة اللبنانية، أنت تقومين بزيارة المسؤولين بها بشكل دوري، ما الذي يقولونه لك فيما يتعلق بمطالبهم؟

سيغريد كاغ: يقولون لي أشياء مختلفة بالطبع.. عندما استلمت منصبي، وقعت حادثة الجنوب ( مقتل الجندي الإسباني) وكنّا ننظر في إمكانية أن تعتبر من ضمن القرار 1701. فيما يتعلق بتأثير الأزمة السورية وما هي أنواع المساعدات وكيف يمكن مساعدة لبنان، ننظر إلى طيف واسع، بما في ذلك استدامة التمويل الذي يحتاجه لبنان، تأثير الأزمة على الوضع الاجتماعي والاقتصادي، ومعالجة القضايا الحساسة مثل تصاريح الإقامة والقضايا الإنسانية. إنها حوار قوي وشامل، وعلينا دائما أن نؤكد أن المجتمع الدولي بأكمله ممتن لجميع الجهود المبذولة من قبل كل الشركاء     اللبنانيين والمسؤولين الحكوميين ورئيس الوزراء تمام سلام وأيضا الشركاء الوطنيين، لأن لبنان يتحمل عبئا ثقيلا منذ البداية. وقد تأثرت كثيرا خلال زياراتي الميدانية حيث أن اللبنانيين الأكثر فقرا يتحدثون دوما عن الكرامة الإنسانية للاجئين السوريين في وسطهم. وأعتقد أنه نقطة انطلاق أساسية.

إذاعة الأمم المتحدة: لقد تحدثت ايضا عن الشواغل الأمنية. لقد رأينا مؤخرا أن الهبة السعودية البالغة قيمتها ثلاثة ملايين دولار للجيش اللبناني بدأت تتحقق أخيرا، حيث زار وزير الدفاع الفرنسي لبنان لإطلاق المرحلة الأولى من هذا التبرع. هل تريين في ذلك خطوة إيجابية؟

سيغريد كاغ: إنها أيضا خطة طور التنفيذ. الجميع سعيد أن عددا من المعدات التي يحتاجها الجيش اللبناني بشدة كجزء من خطته لضمان التدابير الأمنية. إذا الجميع سعيد. ولكن يجب ألا ننسى أن الولايات المتحدة على صعيد ثنائي وكجزء من جهد دولي كانت توفر المعدات للجيش اللبناني بشكل مستمر وكذلك المملكة المتحدة. ومن خلال الهبة الكريمة من المملكة السعودية وفرنسا، يتم دعم الجيش والحكومة في جهودهم لتأمين حدود لبنان ولمعالجة المخاوف والتهديدات التي تشهدها البلاد، ولكن لمعالجة ، بشكل فعال، عدد من التهديدات المتطرفة. ومن أجل ذلك، هناك حاجة للمعدات والتدريب ولكن هناك حاجة لأن نضع في الاعتبار البعد الإنساني لكل جهودنا. لذلك، نحن كأمم متحدة، نعمل مع الحكومة والشركاء للنظر في التدريب لضمان وجود مكون العناية الواجبة بحقوق الإنسان.

إذاعة الأمم المتحدة: هل يوجد حاليا برامج للتدريب؟

سيغريد كاغ: هناك توقعات ثنائية توفرها الدول الأعضاء، وهناك برامج ثنائية للمعدات، ونحن كأمم متحدة في تواصل مستمر مع الحكومة والفروع الأمنية المختلفة لضمان اهتمام أكبر بتدريب الناس كما يحصل عادة في بلدان أخرى.

إذاعة الأمم المتحدة: السيدة سغريد كاغ  المنسقة الخاصة للأمين العام في لبنان، شكرا جزيلا على هذا اللقاء.