منظور عالمي قصص إنسانية

الأونروا: إعمار غزة يرتبط بإرادة المجتمع الدولي والتزام المانحين

الأونروا: إعمار غزة يرتبط بإرادة المجتمع الدولي والتزام المانحين

تنزيل

شاركت العشرات من النساء الفلسطينيات في تظاهرة نظمها اتحاد لجان المرأة الفلسطينية، أمام مقر رئاسة وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، في قطاع غزة احتجاجا على تأخر عملية إعادة الإعمار واستمرار تشريد أكثر من مئة وعشرين ألف فلسطيني فقدوا بيوتهم خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة صيف العام الماضي.

التفاصيل في تقرير مراسلتنا في غزة علا ياسين.

طالبت المشاركات في المظاهرة بالعمل الفوري لوقف معاناة النساء في مراكز الإيواء بقطاع غزة، إذ يتحملن العبء الأكبر في مواجهة ظروف الحياة القاسية وانتفاء الخصوصية الغائبة تماما عن تلك المدارس.

المنسقة الميدانية في الاتحاد، تغريد درويش أشادت بالدور الذي تلعبه المرأة الفلسطينية رغم كافة أشكال العنف الداخلي والخارجي معتبرة أن النساء هن من يدفعن غاليا ضريبة أي نزاع يحدث في المنطقة. وأضافت:

"اليوم نحن موجودون ضمن وقفة احتجاجية وتضامنية مع النساء داخل مراكز الإيواء، اللواتي دمرت بيوتهن خلال الحرب، اليوم نحن ننادي بتسريع عملية الإعمار، ونتساءل لما تأخرت عملية الإعمار رغم مرور تسعة أشهر من الحرب، ما يقارب من 17 ألف أسرة مهجرة ومدمرة بيوتها، حتى اليوم عمليات الإعمار تقع ما بين الأونروا وما بين الحكومة، والشعب هو الذي يدفع ضريبة التأخير، اليوم نحن ننادي بعملية الإعمار، ما نطالب به فقط هو تسريع عملية الإعمار."

ووجهت درويش رسالة إلى الأمم المتحدة وكافة الأطراف المعنية، بأن يأخذوا بالاعتبار التدهور المستمر في الأوضاع المعيشية والإنسانية لمعظم سكان قطاع غزة والذي بلغ حدا لا يطاق في ظل ازدياد نسبة الفقر والبطالة والضغوط المتواصلة على العائلة الفلسطينية خاصة المرأة.

الناشطة النسوية مريم أبو دقة ترى أن صوت المرأة يجب أن يرتفع عاليا هذه الأيام لأنها تدفع ثمنا غاليا في ظل التدهور الدراماتيكي المتواصل للحياة في قطاع غزة معتبرة أن مراكز الإيواء ليست قدرا للمرأة الفلسطينية المشردة وأن على الجميع أن يعمل على إلغائها عبر الإسراع في عملية الإعمار.

"نحن غير قادرين أن نحتمل وضع الأسر المشردين، لذلك جئنا لنسمع صوتنا للأونروا، خاصة أن 75 في المائة من الفلسطينيين هم لاجئون، هذه خصوصية، في ظل حصار وبطالة وفي ظل 3 حروب خلال خمس سنوات، في ظل التقاعس الدولي، وفي ظل التذرع بعدم وجود إمكانيات، هذه ليست مسئولية الشعب الفلسطيني، مسئولية العالم كله ومسئولية الأونروا أن تؤمن للاجئين حق العودة وتقرير المصير، ونحن جزء من هذا الشعب جئنا لنقف معه ولنوصل صوتنا إلى كل أنحاء العالم"

المواطنة أماني الدردساوي والتي تقطن أحد مراكز الإيواء التابعة للأونروا في غزة منذ تسعة أشهر تحدثت لإذاعة الأمم المتحدة عن الأوضاع المأساوية التي تعيشها هي وأسرتها وقالت:

"جئنا نعتصم حتى يجدوا لنا حلا لنخرج من المدرسة التي نقطن فيها، وليوفروا لنا مسكنا نعيش أنا وأولادي فيه، وضعنا صعب جدا وأولادي تعبوا جدا، ابني أصيب بجرثومة بالدم وحمى شوكية من المدرسة، أطالبكم بمساعدتنا، نريد مسكنا نعيش فيه أو مكانا بالإيجار نعيش فيه أنا وأولادي، وضعنا سيء وأنا كسيدة لا أشعر بخصوصية في ظل وجود رجال بالمكان أبدا."

أما المواطنة دلال وتقطن أيضا أحد مراكز الإيواء فوصفت الأوضاع التي يحياها المشردون سواء في مراكز الأونروا أو خارجها بالمهينة للكرامة الإنسانية في ظل فقدان البيت والمستقبل والأمل.

"نحن نعيش ويلات الذل والإهانة في المدارس، وضعنا صعب جدا، نناشد الوكالة والأمم المتحدة والجميع أن ينظروا بقضية الإعمار، لأن وضعنا صعب وحياتنا صعبة جدا في المدارس ولا توجد خصوصية، نشعر بأننا مختلفون عن الناس وأطفالنا محرومون من كافة الحياة وسبل اللعب والانبساط، لا نستطيع أن نتعامل مع الحمام على سبيل المثال فهو مختلط ، نحن نطالب منكم الإعمار، الإعمار"

عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي للأونروا أكد أن قرار عملية الإعمار لا يتعلق بالأونروا ولكن يتعلق بإرادة المجتمع الدولي والتزام المانحين بما تعهدوا به في مؤتمر القاهرة لإعادة الإعمار في شهر أكتوبر من العام الماضي، منوها إلى أن الأونروا تبذل جهودا جبارة للتخفيف عن النازحين والمدمرة بيوتهم وإعادة إعمارها.

" الأوضاع في مراكز الإيواء ليست مثالية، لدينا خمسة آلاف نازح فلسطيني متواجدون حتى الآن في ثماني مدارس، نحاول بأقصى جهودنا أن نوفر الإمكانيات اللازمة لاستمرار الحياة، لا نتحدث عن جودة حياة، ولكن هذه هي قدرات الأونروا، الناس محبطون نعم، يائسون نعم، غاضبون نعم، عملية الإعمار تأجلت إلى أبعد مدى، اليوم مرت أكثر من ثمانية شهور على انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة ولا يوجد جديد في هذا الملف، لم يبن بيت واحد في غزة حتى الآن، القضية لا تتعلق بالأونروا، القضية تتعلق بالدول المانحة التي حتى الان لم ترسل إلا 175 مليون من مجموع 724 مليون دولار طلبتها الأونروا لإعادة إعمار بيوت اللاجئين الفلسطينيين"

تحركات شعبية يصاحبها غضب وإحباط شديد تشهدها مختلف مناطق قطاع غزة في ظل تأخر عملية الإعمار وعدم التزام المانحين بما تعهدوا به في مؤتمر القاهرة مما يشكل ضغطا متزايدا على المنظمات الأممية والدولية التي تلعب دورا حيويا وهاما في مساعدة الناس لتجاوز الأوضاع الاقتصادية المنهارة في القطاع المحاصر.

علا ياسين - إذاعة الأمم المتحدة - قطاع غزة