منظور عالمي قصص إنسانية

هيا للعمل: مبادرة للمناداة بإدماج الأشخاص ذوي التوحد إدماجا كاملا في المجتمع

هيا للعمل: مبادرة للمناداة بإدماج الأشخاص ذوي التوحد إدماجا كاملا في المجتمع

تنزيل

اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد ليس فقط لتحسين مستوى فهم المرض، ولكنه أيضا مناسبة للمناداة بإدماج الأشخاص المصابين بالتوحد إدماجا كاملا في المجتمع.

وإحياء لليوم العالمي، الذي يصادف الثاني من نيسان/أبريل من كل عام، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة مبادرة شعارها " هيا للعمل"، دعا فيها المؤسسات التجارية إلى تقديم التزامات ملموسة تجاه توظيف الأشخاص المصابين بالتوحد.

المزيد في تقرير بسمة البغال:

" التوحد هو اضطراب نمائي يشخص الطفل دون الثالثة من عمر ، ويصيب خمسة أطفال من كل عشرة آلاف طفل. يتميز هذا الاضطراب بوجود خلل في عملية التواصل والتفاعل الاجتماعي خاصة في اللغة المنطوقة والتعبيرية، حتى أننا نلاحظ أن هؤلاء الأطفال دائما يقومون بتكرار السلوك بشكل روتيني ومقيد. هذا الاضطراب يحدث في الذكور تقريبا بمعدل ثلاثة إلى أربعة أضعاف معدل الإناث. بمعنى أنه أكثر لدى الذكور من الإناث."

هذا ما وضحته لنا الدكتورة بتول خليفة، أستاذة الصحة النفسية المشاركة بكلية التربية بجامعة قطر.

خليفة، أشارت بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد إلى نقص التوعية بهذا المرض، وقالت إن المصابين باضطراب التوحد هم نسيج من نسيج المجتمع وهم مختلفون مثل أي شخص آخر، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولية التوعية بهذا المرض والتعامل مع ذوي التوحد:

" هي مسؤولية الدولة ومسؤولية المجتمع ومسؤولية الأشخاص. ولطالما وجدنا أن الأهل الذين يعانون، هم من يسعون إلى التعريف بمشكلات أبنائهم واضطراباتهم ويطالبون بحقوقهم. لا بد أن تكون المسؤولية مشتركة بين الدولة التي تؤسس لمراكز في التربية والخدمات في المدارس الحكومية والخاصة والمراكز المؤهلة لاستقبال هؤلاء، أضف إلى ذلك لا بد من تقبل المجتمع الذي يعيش فيه هذا الطفل."

كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، على أن الأشخاص المصابين بالتوحد، لديهم إمكانات هائلة فمعظمهم يتمتعون بمهارات بصرية أو فنية أو أكاديمية لا تخطئها العين.

وقال في كلمته أمام الجمعية العامة اليوم، إحياء لليوم العالمي للتوعية بالتوحد:

" باستخدام التكنولوجيات الـمُعينة، يستطيع العاجزون عن الكلام من المصابين بالتوحد التواصل وإظهار قدراتهم الخفية. فلكي يكون المجتمع بحق حاضنا للجميع بلا إقصاء، لا بد من الاعتراف بمواهب الأشخاص الموجودين ضمن طيف التوحد، بدلا من التركيز على مكامن الضعف فيهم."

image
وحتى المناطق التي توجد بها أعلى مستويات الوعي بهذا المرض، يظل فيها أكثر من ثمانين في المائة من البالغين من المصابين بالتوحد، عاطلين عن العمل.

وأشار بان كي مون إلى أهمية أن يدرك أرباب العمل ما لهذه الفئة من مهارات فريدة واستثنائية في كثير من الأحيان، فيهيئوا بيئات عمل تتيح لهم فرص التفوق، معلنا بذلك عن مبادرة تحت شعار " هيا للعمل"، وأوضح قائلا:

" هذا العام، زوجتي وأنا، يسرنا أن نطلق مبادرة " هيا للعمل". ندعو من خلالها المؤسسات التجارية إلى تقديم التزامات ملموسة بتوظيف أشخاص ممن يوجدون ضمن طيف التوحد. إننا نشجع الإدارات العامة والشركات والمؤسسات التجارية الصغيرة على النظر بمزيد من التمعن في الطريقة التي تنظر بها إلى الأشخاص المصابين بالتوحد، وتخصيص بعض الوقت لفهم هذا المرض، وتهيئة فرص من النوع المؤثر في حياة الأشخاص."

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد دعت إلى زيادة اندماج الأشخاص المصابين بالتوحد وإتاحة المزيد من الفرص أمامهم. وعندما أعلنت الجمعية العامة يوم الثاني نيسان/أبريل يوما عالميا للتوعية بمرض التوحد، دعت أيضا إلى تدريب مسؤولي الإدارات العامة ومقدمي الخدمات والرعاية والأسر والأفراد من غير المهنيين للنهوض بمهام إدماج المصابين بالتوحد في المجتمع، حتى يتمكنوا من الانتفاع من إمكاناتهم كاملة.

مصدر الصورة