أدان المفوض السامي زيد رعد الحسين مرارا وتكرارا الجرائم والانتهاكات الممارسة من قبل تنظيم داعش ولا سيما التفسيرات المتطرفة والخاطئة التي تؤدي إلى الكثير من الانتهاكات الصارخة والخطيرة والتي يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

هذا ما أوضحته السيدة رويدا الحاج، نائبة المسؤول عن وحدة شمال أفريقيا والشرق الأوسط في مفوضية حقوق الإنسان في جنيف، في حوار إذاعي مع الزميلة مي يعقوب.

رويدا الحاج، شددت أيضا على أن مكتب حقوق الإنسان يتأكد عبر مراقبين له في العراق من تلك الانتهاكات قبل توثيقها، بما فيها تلك الصادرة عن محاكم داعش.

للتعرف على ما يقوم به مكتب حقوق الإنسان، يمكنكم الاستماع إلى الحوار التالي..

السيدة رويدا الحاج، نائبة المسؤول عن وحدة شمال أفريقيا والشرق الأوسط في مفوضية حقوق الإنسان في جنيف

أهلا بك في إذاعة الأمم المتحدة..

فرض تنظيم داعش أحكاما بعقوبات قاسية على سكان المناطق الخاضعة لسيطرته. ما أبرز ما استطاع مكتب حقوق الإنسان توثيقه حيال هذا الأمر حتى الآن؟

السيدة رويدا الحاج: مكتب حقوق الإنسان موجود داخل البعثة السياسية يونامي في العراق، ولدينا الكثير من المراقبين لحقوق الإنسان الموجودين إنْ كان في بغداد أو في أربيل وكركوك أو البصرة. تم تحديد الكثير من الانتهاكات التي قام بها تنظيم المسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، ومن هذه الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، تلك الانتهاكات التي تمثلت بإصدار ما يسمى بحاكم أو محاكمات شرعية في الأراضي الخاضعة تحت سيطرة التنظيم.

من هذه الانتهاكات مثلا فرض عقوبات محددة مثل رجم النساء الزانيات حسب تقديرهم لبعض تفسيرات التنظيم المتطرفة للشريعة الإسلامية. من الانتهاكات الأخرى ما يسمى بصلب بعض الأشخاص من التنظيم نفسه الذين قاموا بعمليات سرقة وعمليات أخرى إجرامية. الكثير من الانتهاكات الأخرى التي وردت من زملائنا في الميدان أو عن طريق بعض المصادر الأخرى الأولية التي يتم اعتياديا كشفها من قبل المراقبين الموجودين في الميدان والتأكد منها.

إذاعة الأمم المتحدة: هل يأتي الناس إليكم ويخبرونكم عن حصول واقعة معينة أم أنتم منتشرون في الميدان؟ كيف تتم العملية؟

السيدة رويدا الحاج: لدينا مكاتب في بغداد في أربيل في كركوك في البصرة، لدينا العديد من شبكات التواصل مع المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء، عائلات الضحايا، ويتم أيضا التواصل مع النازحين داخليا في مخيمات النزوح، في بعض الأماكن التي يتواجد بها بعض الناس الذين نزحوا من المناطق التي تقع تحت سيطرة داعش.

إذاعة الأمم المتحدة: ما هو موقف المفوض السامي زيد رعد الحسين من هذه الفظائع؟ وإلى ماذا يدعو؟

السيدة رويدا الحاج: لقد أدان المفوض السامي زيد رعد الحسين مرارا وتكرارا ومنذ استلامه في سبتمبر الماضي وتوليه منصبه كمفوض سامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان هذه الجرائم والانتهاكات الممارسة من قبل هذا التنظيم ولا سيما في افتتاحية مجلس حقوق الإنسان في انعقاده في سبتمبر الماضي، كما تحدث أمام مجلس الأمن في نيويورك في 18 نوفمبر الماضي أيضا وتحدث عن التفسيرات المتطرفة الخاطئة التي تؤدي إلى الكثير من الانتهاكات الصارخة والخطيرة التي يقوم بها هذا التنظيم والتي يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

إذاعة الأمم المتحدة: سيدة رويدا ما هي الخطوة التالية لمجلس حقوق الإنسان؟ هل من إجراء معين سيتخذ حيال هذا الأمر؟

السيدة رويدا الحاج: هناك الكثير من الإجراءات. الإجراءات التي يتم تحريكها على صعيد المفوض السامي نفسه عبر التفويض المعطى له من قبل الجمعية العامة، كما هناك الكثير من الإجراءات الخاصة التعاقدية وغير التعاقدية. في الأمس جرى انعقاد لجنة حقوق الطفل والتي تحدثت وناقشت الكثير من الانتهاكات التي تمارس من قبل هذا التنظيم وانتهاكات ضد حقوق الطفل في العراق، لاسيما مثلا استخدام الأطفال في النزاع المسلح في أعمار تتراوح بين 10 و13 سنة، وهذا منافي للقانون الدولي. كما تم مثلا انعقاد مجلس حقوق الإنسان في 1 سبتمبر الماضي وانعقاد جلسة لاعتماد قرار صدر عن أكثرية المجلس يوصي بإنشاء لجنة لتقصي الحقائق، وهذه اللجنة مع حوالي 13 موظفا من المفوضية موجودون الآن في السليمانية، موجودون بين السليمانية ودهوك وأربيل ويتم التحقيق مع الكثير من الضحايا ومع أهالي الضحايا، مع أشخاص كثيرين قد نزحوا من الأماكن الواقعة تحت سيطرة داعش وكانوا قد تعرضوا إلى الكثير من الانتهاكات التي يمارسها هذا التنظيم. وسوف سيتم تقديم تقرير من قبل هذا الفريق في مارس المقبل في الدورة الثامنة والعشرين من مجلس حقوق الإنسان.

السيدة رويدا الحاج، نائبة المسؤول عن وحدة شمال أفريقيا والشرق الأوسط في مفوضية حقوق الإنسان شكرا جزيلا على هذه التوضيحات.