منظور عالمي قصص إنسانية

الشتاء القارس يوقع ضحايا في صفوف اللاجئين السوريين في لبنان واليونيسف ترسل فرقا طبية نقالة لتفقد جميع اللاجئين

الشتاء القارس يوقع ضحايا في صفوف اللاجئين السوريين في لبنان واليونيسف ترسل فرقا طبية نقالة لتفقد جميع اللاجئين

تنزيل

الشتاء القارس يوقع ضحايا في صفوف اللاجئين السوريين في لبنان واليونيسف ترسل فرقا طبية نقالة لتفقد جميع اللاجئين

أفادت سهى بستاني، المتحدثة باسم اليونيسف في لبنان، بوقوع ثلاث ضحايا بسبب العاصفة الثلجية - زينة - التي ضربت البلاد الأسبوع الماضي، وباستخدام اللاجئين لوسائل تدفئة بديلة مثل البلاستيك داخل الخيام، مما يزيد من احتمال وقوع الحرائق.

وتحضيرا للعاصفة الثانية المتوقع وصولها يوم الخميس المقبل، تصعد اليونيسف حاليا من برنامجها لتصل إلى 450 ألف طفل بالمساعدات الشتوية، بالإضافة إلى توفير مواد البلاستيك والخشب لمساعدة اللاجئين على دعم خيامهم.

للتعرف على المزيد، يمكنكم الاستماع إلى حوار الزميلة مي يعقوب مع السيدة سهى بستاني.

إذاعة الأمم المتحدة: أوضاع اللاجئين السوريين في منطقة الشرق الأوسط  سيئة للغاية في ظل موجة الثلج والبرد القارس. ما هي تداعيات هذا الوضع على الأطفال؟ هل من الضحايا..

سهى بستاني: حتى الآن في لبنان هناك ثلاث ضحايا: طفل في عمر 10 سنوات ووالده، وفتى لبناني. هناك مشكلة كبيرة خاصة في أعقاب العاصفة الشتوية زينة التي جلبت رياحا قوية جدا وأمطار غزيرة وثلوجا، خاصة في منطقة البقاع. كما تعلمين فإن الناس هناك يعيشون في خيم مؤقتة، في ظل درجات حرارة منخفضة جدا وصلت في بعض الأوقات إلى 6 درجات تحت الصفر (درجات مئوية) وفي بعض المناطق 8 تحت الصفر.

وضعنا في لبنان ليس كالأردن وتركيا، إذْ لا توجد مخيمات رسمية بل تجمعات عشوائية يعيش فيها حوالي 200 ألف شخص. إذا، لكِ أن تتصوري الظروف المأساوية التي يعيشون فيها: هناك خيام تتلاشى، فوجد الناس أنفسهم بدون خيام وبدون أي شيء. ومن بعض التقارير التي وصلتنا من الميدان من فرقنا الموجودة هناك على مدار الساعة، فإن بعض الناس يفتقرون للوقود، وهم يستخدمون الآن أكياس النيلون (البلاستيك) ليوفروا القليل من الدفء لأسرهم.

إذاعة الأمم المتحدة: تقصدين أنهم يستخدمون البلاستيك داخل الخيام؟

سهى بستاني: في داخل الخيام نعم. البرد قارس جدا، والأوضاع فعلا مأساوية، و أقفلت جميع الطرقات، ولم تكن بعض المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية قادرة على الوصول إلى مناطق في البقاع. نحن كنّا محظوظين لأنه لدينا بعض المنظمات غير الحكومية الموجودة في الميدان التي استطاعت الوصول وتقديم المساعدة لبعض الناس وتوفير الدفء لهم لفترة مؤقتة حتى نجد حلولا.

هناك أيضا مناطق مرتفعة عن سطح البحر حيث الحرارة متدنية جدا. وكنّا نعمل بالفعل على مدار الساعة مع شركائنا المحليين لمعالجة تأثير العاصفة على الأطفال، وفي نفس الوقت نوزع المزيد من البطانيات لنحمي من نستطيع حمايته من الصقيع ونمنع تدهور الوضع الصحي للعائلات وخاصة للأطفال في هذه الفترة الصعبة.

إذاعة الأمم المتحدة: ذكرت أن الوضع في لبنان يختلف عن الأردن وتركيا، فهناك مخيمات عشوائية. إذا، هل من الممكن أن يكون هناك عدد الضحايا أكبر؟ هل العدد المتوفر الآن هو عدد مؤكد؟

سهى بستاني: المعلومات التي بحوزتنا توفرت لدينا من خلال وزارة الصحة ومن خلال المستشفيات الموجودة في المناطق المتأثرة.  إلى الآن هذه هي المعلومات التي تمكنّا من الوصول إليها. هل هناك حالات أخرى؟ لا أعتقد في الوقت الحاضر، ولكن نتمنى ألا تكون العاصفة القادمة، والتي يقال إنها ستصل يوم الخميس المقبل، أقوى من العاصفة زينة.

إذاعة الامم المتحدة: ما هي تحضيرات اليونيسف في هذا الإطار؟

سهى بستاني: وفرت اليونيسف قبل العاصفة حوالي 35 ألف وحدة ثياب للأطفال ما دون 14 سنة. هذا ما وفرناه قبل قدوم العاصفة الأخيرة. وصعدنا من برنامجنا لنستطيع الوصول إلى 450 ألف طفل بمساعدات شتوية. نحن نوزع أيضا أدوات بلاستيكية للمحافظة على الخيام. وزعنا الكثير منها خلال الأيام الأخيرة أثناء العاصفة وما بعدها، حتى إذا حصل شيء، نستطيع أن نبقي الناس في ظل نوع من الأمان. في بعض المخيمات، وفرنا أيضا أدوات لتخفيف آثار الفيضانات مثل المواد البلاستيكية والمواد الخشبية، وفي نفس الوقت نتباحث مع وزارة التربية والتعليم لنقدم المازوت لكل المدارس الحكومية الموجودة في المناطق الصعبة وخاصة في المناطق المرتفعة. وأهم شيء فكرنا فيه، - وهذا موضوع كثفنا من اهتمامنا به بعدما شهدنا انتشار أمراض الجهاز التنفسي -، أننا أنشأنا فرقا طبية نقالة، يتنقل أطباؤها من منطقة إلى أخرى ومن تجمع إلى تجمع، ليتمكنوا من معاينة الأطفال والكبار وتقديم الأدوية الأساسية ضد نزلات البرد. وخلال الأيام الخمسة الماضية، كانت الفرق الطبية النقالة تتجول مع ممثلي وزارة الصحة ومنظمة صحية تدعى "بيوند"، ينتقلون من خيمة إلى خيمة، حيث تم الكشف على آلاف الأشخاص وتم علاج حالات صحية عديدة بين الأطفال أصابوا بالمرض بسبب الحرارة المتدنية.

إذاعة الأمم المتحدة: سهى بستاني، المتحدثة باسم اليونيسف في لبنان، شكرا جزيلا على هذا اللقاء.

مصدر الصورة