منظور عالمي قصص إنسانية

وزير خارجية إسبانيا يزور غزة والأونروا تحذر من نفاد أموال إعادة الإعمار ودفع بدل الإيجارات

وزير خارجية إسبانيا يزور غزة والأونروا تحذر من نفاد أموال إعادة الإعمار ودفع بدل الإيجارات

تنزيل

في زيارة هي الأولى من نوعها منذ عشر سنوات زار وزير الخارجية الإسباني قطاع غزة، معربا عن التضامن مع السكان ومشددا على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بتوفير التمويل الذي تشتد الحاجة إليه لمساعدة عشرات آلاف الأسر على إعادة بناء منازلها.

التفاصيل في تقرير مراسلتنا في غزة علا ياسين.

وصل وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، إلى قطاع غزة، صباح الثلاثاء، عبر معبر بيت حانون “إيريز″، في زيارة استغرقت ساعات للاطلاع على آثار  ما خلّفته العمليات العسكرية الإسرائيلية والأوضاع الانسانية المتدهورة في القطاع.

وقام الوزير الإسباني برفقة المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بيير كراينبول بزيارة حي الشجاعية شرق مدينة غزة للاطلاع على حجم الدمار الذي لحق بها نتيجة العمليات  الإسرائيلية الأخيرة وعقد اجتماعا مع مفوض الأونروا كراينبول وزار مركز إيواء في منطقة تل الهوى غرب مدينة غزة والتقى النازحين المدمرة بيوتهم. وعقد مؤتمرا صحفيا مشتركا مع السيد كراينبول، قال فيه:

"على المجتمع الدولي العمل بدون مزيد من التأخير. أولا عليه إيجاد حل للصراع. ومنذ مؤتمر مدريد في عام 1991، كانت إسبانيا دائما داعمة لحل الدولتين. ثانيا، إن الحكومة والشعب في إسبانيا ملتزمون تاريخيا تجاه السلطة الفلسطينية، والمصالحة بين الفلسطينيين تعد الشرط الثاني للتوصل إلى حل للصراع. ثالثا، من المهم للغاية أن تضمن السلطات الإسرائيلية وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وأخيرا وليس آخرا فإن رفع الحصار ضرورة حتمية."

وأكد الوزير الإسباني على أن دولته  ملتزمة بدعم قطاع غزة، والعمل لرفع الحصار الإسرائيلي وتسريع عملية الإعمار من أجل تمكين الناس من العيش بكرامة، معربا عن أسفه لسوء الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في غزة.

وطالب المجتمع الدولي بالعمل الفوري على تحقيق السلام، والاستقرار في المنطقة، وتمكين سكان القطاع من العيش بحرية وكرامة.

من جهته حذر المفوض العام للأونروا بيير كراينبول خلال المؤتمر من نفاد أموال وكالة الغوث المخصصة لإعادة الإعمار ودفع بدل إيجارات لمن هدمت بيوتهم كليا، إضافة إلى تعويض أصحاب المنازل المتضررة بصورة طفيفة، منتقدا عدم وفاء المانحين بالتزاماتهم تجاه إعمار غزة ومطالبا بالوقت ذاته بسرعة تحويل الأموال للبدء في عملية إعمار حقيقية.

"إن آلية إعادة إعمار غزة قائمة وبدأت في العمل ولكن وتيرة عملها بطيئة للغاية ولا تسفر عن جهود إعادة الإعمار المتوقعة، بل تؤدي إلى الشعور بالإحباط بين الناس. لقد أنفقت الأونروا حتى الآن ما يصل إلى سبعين مليون دولار للمساعدة في أعمال الإصلاح البسيطة للمنازل، وبدلات الإيجارات ولكن هذه الأموال آخذة في النفاد. وسيكون هذا تطورا خطيرا إذا لم نتلق خلال الأسابيع المقبلة تمويلا لهذه الجهود."

وأكد كراينبول على ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة، مجددا التأكيد على ضرورة أن تكون هناك محاسبة حقيقية لما حصل من خروقات للقانون الدولي الانساني خلال العمليات العسكرية الاسرائيلية الأخيرة. وقال إن سكان غزة يشعرون بخيبة أمل وإحباط بسبب تأخر عملية إعادة الإعمار، مشيرا إلى أن آلاف الفلسطينيين لايزالون  في مدارس الأونروا ينتظرون بناء بيوتهم، ويشعرون بخيبة أمل كبيرة.

"مازال عشرات الآلاف من سكان غزة نازحين، ويوجد بمدارس الأونروا خمسة عشر ألف شخص بالإضافة إلى عشرات الآلاف في المباني العامة أو مساكن مستأجرة وتعد تلك مشكلة خطيرة لأن عشرات آلاف الأشخاص مازالوا يعيشون في ظروف غير مقبولة. ولكنه في الوقت نفسه وضع يمكن تغييره. ويتعين أن يكون عام 2015 هو السنة التي يحدث فيها تغيير حقيقي لسكان غزة."

يذكر أن أسبانيا وعدت بتقديم 80 مليون يورو لإعادة إعمار القطاع خلال مؤتمر المانحين الذي عقد في القاهرة في الثاني عشر من أكتوبر الماضي. وتعهدت دول عربية ودولية أخرى بتقديم حوالي 5.4 مليار دولار أمريكي، نصفها تقريبا سيخصص لإعمار القطاع، فيما تشكو الأونروا من ضآلة الأموال التي وصلت غزة والتي تقدر باثنين بالمئة فقط من حجم التعهدات.

مصدر الصورة