منظور عالمي قصص إنسانية

اليونيسف تحد من عمالة الأطفال في زراعة الكاكاو بكوت ديفوار

اليونيسف تحد من عمالة الأطفال في زراعة الكاكاو بكوت ديفوار

تنزيل

تنتشر عمالة الأطفال في كوت ديفوار، خاصة في مزارع الكاكاو في  جنوب غرب البلاد.

حليمة، إحدى الفتيات في كوفيكْرو، كانت ضحية هذه الممارسة، ولكن أنشطة التوعية التي تقوم بها اليونيسف، أدت إلى تغيير مصيرها..

المزيد في التقرير التالي.

\=\=

تبلغ حليمة من العمر 10 سنوات، وقد بدأت عامها الأول في المدرسة في قرية كوفيكْرو  الصغيرة في جنوب غرب كوت ديفوار. وهي أكبر طالبة في الصف الأول لأن والديها رفضا إرسالها إلى المدرسة حتى الآن.

وعما كانت تفعله قبل البدء في الدراسة، أوضحت حليمة:

"قبل أن آتي إلى المدرسة، كنت أعمل في الحقول، كنت أجمع الكاكاو، وأضعه في أكياس وأنقله. عندما يتم تحميل الكاكاو في الكيس، يصبح ثقيلا جدا..."

ويعتبر كوفيكْرو Koffikro مجتمعا زراعيا صغيرا يبعد حوالي 20 كيلومترا من سان بيدرو، ثاني أكبر ميناء في البلاد. ويعد الكاكاو المحصول الرئيسي في هذه المنطقة حيث يتم زراعة الحب الخام منه، وحصاده وتصديره ليتحول إلى قطع الشوكولاتة حلوة المذاق في أفواه الأغنياء والفقراء بجميع أنحاء العالم. ويشكل إنتاج الكاكاو في كوت ديفوار حوالي 40٪ من إمدادات العالم، ويتم إنتاج معظمه في جنوب غرب البلاد.

ويحتاج إنتاج الكاكاو إلى شبكة عمالة كثيفة من حوالي 600 ألف مزارع صغير... الأجور الزراعية منخفضة واستخدام عمالة الأطفال يتم على نطاق واسع...

فونغولو، والد حليمة، قدم أصلا من شمال البلاد إلى كوفيكْرو قبل 25 عاما. وبعد عمل شاق في إزالة الغابات، غرس فونغولو مزرعته شجرة تلو الأخرى، وهو يحصد محصولها منذ ذلك الحين:

"عندما أعمل على مزرعتي، أحصل على نتائج جيدة. أنا فلاح، ويجب أن أعلم أولادي ما أقوم به، ليستطيعوا القيام به غدا."

مساعدة الآباء والأمهات في مزارع الكاكاو هي ممارسة شائعة في كوت ديفوار، وينظر إليها على أنها جزء لا يتجزأ من عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال ونقل المعرفة إلى الأجيال الشابة. هذا الأمر مقبول على نطاق واسع طالما أنه لا يتعارض مع تعليم الأطفال، وطالما أن الأطفال لا يقومون بمهام يمكن أن تكون ضارة بالنسبة لهم.

ولكن في كوفيكرو، بدأ التحول في كيفية نظر الآباء إلى تعليم أطفالهم وتقييمه منذ عام 2010، عندما وضعت اليونيسيف وحكومة كوت ديفوار طريقة لمعالجة جميع أشكال انتهاكات حقوق الطفل بطريقة شاملة، ولكن مع التركيز على المنطقة التي يتم فيها إنتاج الكاكاو حيث الأطفال أكثر ضعفا. وقد تم تشكيل لجنة لحماية الطفل وبدأ أعضاء اللجنة التواصل مع السكان حول أهمية احترام حقوق الطفل.

ديزير كواديو ، رئيس لجنة حماية الطفل المحلية:

"لم يروا حقا أهمية المدرسة. لأنهم تركوا أماكن مثل بواكيه وكوروغو وربما مالي وبوركينا فاسو وأتوا إلى هنا لإنشاء مزرعة. وإذا أنجبوا طفلا، سيذهب هذا الطفل إلى الحقول معهم. إذا نظفوا منزلا، سينظف هذا الطفل معهم."

وقد انتقل أعضاء لجنة حماية الطفل من باب إلى باب وتحدثوا مع الآباء والأمهات حول أهمية إخراج أبنائهم من المزرعة وإرسالهم إلى المدرسة. والمزارعون الذين يكافحون من أجل كسب لقمة العيش من مزارعهم، غالبا ما يقولون إنهم ببساطة لا يستطيعون إرسال جميع أطفالهم إلى المدرسة، بل هم في حاجة إليهم للمساعدة في العمل الزراعي لأنهم لا يستطيعون دفع أجور العمال، كما توضح أم حليمة:

"تعلم أطفالي الكبار على أيدي والديَّ في منزلنا في القرية. وبدأوا المدرسة، ولكن بسبب عدم امتلاكنا المال الكافي، لم يكونوا قادرين على إنهاء تعليمهم. ولكن بعد نشاطات التوعية في القرية، قررتُ أن أرسل أصغر أولادي إلى المدرسة."

وكانت اليونيسف قد أنشأت أيضا نادي الأمهات في كوفيكْرو للمساعدة في الأنشطة الصغيرة المدرة للدخل لتتمكن النساء من دفع تكاليف المدرسة لأشد الناس فقرا في القرية.

وبعد أربع سنوات من بدء هذه العملية، أصبح من الصعب إيجاد طفل في قرية كوفيكْرو خارج المدرسة.

حليمة لا تبدو منزعجة في أول أيامها في المدرسة ... وهذا ما تتمناه بعد الانتهاء من دراستها:

"سأنهي دراستي وسأصبح معلمة، لأن المعلم هو شيء جيد."

وغدا ستكون حليمة قادرة على تعليم أطفال آخرين...

مصدر الصورة