منظور عالمي قصص إنسانية

الأحوال الجوية الصعبة تزيد معاناة النازحين في قطاع غزة

الأحوال الجوية الصعبة تزيد معاناة النازحين في قطاع غزة

تنزيل

أوضاع قاسية عاشها الفلسطينيون الذين دمرت بيوتهم خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، جراء العاصفة الثلجية الأخيرة التي ضربت الأراضي الفلسطينية المحتلة وكان تأثيرها خطيرا على عشرات الالاف من النازحين الذين لا مأوى لهم والمنتشرين في مختلف مناطق غزة.

التفاصيل في تقرير مراسلتنا في غزة علا ياسين.

العاصفة الثلجية "هدى" كما سماها الخبراء والمختصون أدت إلى زيادة معاناة النازحين إلى مدارس الأونروا الذين يقدر عددهم بأكثر من ستة عشر ألف نازح موزعين على ثماني عشرة مدرسة، حيث لم تقهم تلك الفصول المدرسية التي يقطنونها من البرد القارس والذي لم يشهد له قطاع غزة مثيلا منذ عقود.

المواطن عصمت سعد والذي يعيل أسرة تتكون من سبعة أفراد وقد هدم منزله في حي الشجاعية شرق مدينة غزة بشكل كامل خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية قبل عدة أشهر،  تحدث لإذاعة الأمم المتحدة عن معاناته الشديدة داخل مدارس الإيواء خلال موجه البرد القارس وقال:

ي وزير أو رئيس يأتي بزوجته لتعيش بفصل دراسي ، المياه والحمام وكل شئ عنده "داخل الفصل" هو وأولاده، ثمانية أفراد بغرفة واحدة، هل هذه حياة لسيدة أو لولد أو لبنت، ممكن أولع بنفسي وأولادي وأحرق نفسي وأخلص من الحياه، حياة الكلاب أفضل من حياتنا، أتمنى أن يزورنا أحد ويسأل عنا، ويرى البرد خلال الخمسة أيام، لو لم تكن الأونروا موجودة لحرقونا، لا أحد يهتم بنا، أتمنى أن ينظروا لنا بعين الرحمة، وأن يأتي أحدهم لينام ليلة واحدة داخل المدرسة"

أما المواطنة أم علاء فتقول إن الحياه على مدار سنوات طويلة لم تكن بهذه القسوة، بالنسبة لها ولأفراد أسرتها المكونة من ثمانية أفراد حيث يتكدس جميعهم مع عائلات أخرى داخل فصل دراسي صغير شديد البرودة فيما لا يستطيع أبناؤها التركيز والدراسة استعدادا للامتحانات النهائية.

وتضيف:

"قاسية جدا طبعا، قد ما تصفيها لن يمكن وصفها بأكثر من أنها مأساة، أبسط الامور، غدا أبنائي لديهم امتحانات نهائية، لا أحد منهم يستطيع أن يمسك الكتاب ويدرس، لأنه يخرج من مدرسة لمدرسة، إضافة لأنها غرفة ليست مهيئة الكل يذهب ويروح، أكثر من أسرة في صف، أما الحمام فالذهاب له سفر، يكون الاطفال دفيانين تحت الغطاء ويخرجون بالبرد للحمام، كل فلوسنا ذهبت علاجات. أولا أصيبت طفلتي بحمى شوكية وأنفلونزا ودرجة حرارتها زادت عن 40، تخيلي أن الحمام والاستحمام والجلوس والأكل والشرب بنفس المكان "

الطفل طارق، في الصف السابع الابتدائي عبر ببراءة عن اشتياقه الشديد لدفء منزلهم الذي دمر بالكامل خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية. وقال إنه يعاني كثيرا داخل الصف الدراسي ولا يستطيع التركيز أو الدراسة كما أنه يشعر بالبرد الشديد، وعندما سألناه عما يتمناه قال سعد: "أن يبنوا بيتنا مرة أخرى ونرجع له، لأنه احسن من كل مكان بالعالم، كان لي ولإخوتي غرفة نوم لوحدنا، اشتاق لها كثيرا، كنا كل واحد ينام بغرفته على سريره، نرتب فراشنا لوحدنا، الآن كل فراشنا فوق بعض، أما الحمام فالذهاب له سفر، في بيتنا كان لنا حمام خاص أما هنا فليس خاص، في بيتنا كنا ندرس عل الطاولة "المكتب" ـما هنا فلا شئ، بيتنا احسن بكثير طبعا"

عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي للأونروا يقول إن الاونروا تتعاون مع كافة الجهات المعنية في قطاع غزة من أجل التصدي لنتائج سوء الأحوال الجوية مشيرا إلى أن التنسيق كامل بين كافة منظمات الأمم المتحدة والحكومة المحلية  والمجتمع المدني من أجل تجاوز هذه الظروف القاسية:

"لا زال لدينا ستة عشر ألفا من النازحين الفلسطينيين موزعين على 18 مدرسة، بلا شك الأوضاع سيئة للغاية لكننا نتعاون مع كافة منظمات الأمم المتحدة كاليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، وقمنا بتزويد مضخات الصرف الصحي بالوقود حتى لا يتسبب توقفها بوجود فياضات ويخرج الناس للمدارس كما حدث في المرات السابقة، أيضا يوجد لجان شعبية للاجئين ومن الأونروا ومن كافة مؤسسات المجتمع المدني، هي التي تقرر ما الذي يجب فعله، ونحن ننفذ تلك القرارات ونقوم بتزويد النازحين بالأغطية والفراش والغذاء وكل ما يحتاجونه"

وعن الأسباب التي تحول دون توفير الأنروا لمن تبقى في مدارسها بدل إيجارات، قال أبو حسنة:

"جزء كبير من الذين يقطنون لدى الأونروا هم من المواطنين وليسوا لاجئين وهم خارج مسئوليتنا. بالنسبة لتوفير إيجارات لهم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP هو المسئول عن توفير بدل إيجار لهم، ولكن نحن لا نستطيع طردهم من المدارس، نحن نواصل تقديم الخدمات لهم العملية تتعلق بالتمويل من المجتمع الدولي من أجل دفع إيجارات أو بناء بيوت بدل البيوت التي دمرت خلال العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة."

يشار إلى أن الأونروا قررت يوم الخميس تعليق العملية التعليمية في كافة مدارسها في قطاع غزة وذلك حفاظا على سلامة الطلاب وتحسبا لازدياد الأوضاع الجوية سوءا.

تداعيات المنخفض الجوي "هدى" كشفت عن هشاشة الوضع الإنساني والمعيشي لسكان قطاع غزة فيما برزت معاناة المشردين منهم والذين فقدوا بيوتهم كمثال صارخ على الحاجة الماسة لتدخل عاجل  لإنقاذ الأوضاع المعيشية من الانهيار وتوفير حياة كريمة لسكان القطاع المحاصر.

علا ياسين - إذاعة الأمم المتحدة -  قطاع غزة.

مصدر الصورة