منظور عالمي قصص إنسانية

شاب أرمني ينقل معاناة أقليته في سوريا إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان

شاب أرمني ينقل معاناة أقليته في سوريا إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان

تنزيل

كان للأزمة السورية تأثير على الأقلية الأرمنية المقيمة في حلب منذ مئات السنين، حيث هاجر الآلاف من تلك الأقلية إلى الدول المجاورة وإلى مناطق أكثر أمنا.

وقد شارك في برنامج الزمالة المعني بالأقليات التابع للمفوضية السامية لحقوق الإنسان، شاب أرمني من حلب جاء لنقل معاناة أقليته في سوريا للمفوضية.

الزميلة بسمة البغال التقت المحامي الأرمني كيفورك هاكوبجيان في جنيف، وأعدت التقرير التالي:

"نحن نعاني كثيرا، نعاني في عدة مجالات، أمنيا اقتصاديا اجتماعيا، وفي كافة الحالات وخاصة في مدينة حلب يعاني الشعب الأرمني من قلة الخدمات وهم معرضون أحيانا للخطف والقصف من طرف المعارضة. مساكن الأرمن هي خط الفاصل بين القوات المسلحة المعارضة والمناطق تحت سيطرة الحكومة لذلك هم يعانون كثيرا. العديد من الأرمن تركوا سوريا حاليا ولكنهم ينتمون إلى سوريا وولاؤهم لوطنهم بكل معنى الكلمة."

هذا هو الشاب الأرمني الحلبي المحامي كيفورك هاكوبجيان، أحد المشاركين في برنامج الزمالة للأقليات التابع للمفوضية العليا لحقوق الإنسان.

البرنامج استضاف ثلاثة عشر شخصا من مختلف الأقليات والديانات ولمدة خمسة أسابيع، بهدف التعريف بآليات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان وخاصة الأقليات.

ويقول هاكوبجيان في هذا الصدد:

" أنا أشارك في برنامج المفوضية السامية لحقوق الإنسان، لأكون جسر التواصل بين أقليتي في سوريا وبين الأمم المتحدة. لأنقل معاناة الأقلية الأرمنية بسبب الأحداث المأساوية التي تجري في سوريا حاليا."

أرمن سوريا هم مواطنون سوريون من أصل أرمني بالكامل أو جزئيا، حيث كانت سوريا والدول المجاورة ملاذا آمنا للأرمن الذين فروا من الحروب والاضطهاد، كما يقول المحامي الأرمني:

" الأرمن كانوا موجودين في سوريا منذ مئات السنين، ولكن بعد الإبادة الأرمنية تدفق آلاف الأرمن إلى سوريا حيث احتضنتهم القبائل العربية أعطتهم ملاذا آمنا لكي يبنوا حياة كريمة وآمنة. وعلى مر العصور ساهم الأرمن في بناء المجتمع السوري في كافة المجالات سواء في مجال الصناعة والثقافة والحضارة والبناء والصحة أو غير ذلك."

مثل غيرهم في مدينة حلب، دفع الأرمن ثمنا باهظا منذ الأزمة السورية، والبرنامج الذي يشارك فيه المحامي الأرمني، يهدف إلى مساعدة الأشخاص من الأقليات على معرفة حقوقهم وبالتالي نقل المعرفة إلى أبناء أقليته حين عودته:

" مفهوم حقوق الإنسان وحقوق الأقليات غير متداولة كثيرا في بلداننا العربية للأسف. فمثل هذه البرامج مفيدة جدا لكي ننشر الوعي وننشر للمجتمعات العربية أوالأقليات الموجودة في بلادنا العربية كيف يدافعون عن حقوقهم، كبشر أولا وكأعضاء منتسبين لأي جماعة سواء كانت قومية أو لغوية."

مصدر الصورة