منظور عالمي قصص إنسانية

مسيحيو العراق: بين التهجير وبهجة أعياد الميلاد

مسيحيو العراق: بين التهجير وبهجة أعياد الميلاد

تنزيل

في الوقت الذي يحتفل فيه ملايين المسيحيين في أنحاء العالم بعيد الميلاد المجيد، تغيب مشاهد البهجة والأمل من وجوه العراقيين، وتأخذ شكلا آخر في دعواتهم بالكنائس لعودة السلام لبلدهم العراق.

التفاصيل في التقرير التالي.

ترك آلاف المسيحيين  منازلهم في الموصل وسهل نينوى، هربا من تنظيم داعش الذي استهدف الأقليات العرقية والدينية، ومنها المسيحيون.

يقطن أكثر من ألف وستمائة شخص من مسيحيي الموصل في مبنى كان من المفترض أن يكون مجمعا تجاريا، ولكنه تحول ليصبح المأوى الوحيد لتلك العائلات التي تستعد هذا العام للاحتفال بعيد الميلاد بشكل خاص.. بشكل حزين بعيدا عن منازلهم وعن أحبائهم.

هنا يحاولون التظاهر بفرحة عيد الميلاد، حيث يقدم برنامج الأغذية العالمي قسائم الطعام والمواد الغذائية مثل الأرز وزيت الطهي والمعكرونة.

مروة عوض، من برنامج الأغذية العالمي تقول في هذا الشأن:

"إذا خرجوا وكانوا محظوظين بما فيه الكفاية للهروب من الخطر الذي كانوا يواجهونه  في مناطقهم، و إذا انتقلوا إلى هذه المباني غير المكتملة أو إلى مخيمات فعلية، فنستطيع الوصول إليهم وتزويدهم بالطعام الذي يحتاجون إليه وتوفير الدفء لهم."

ويقدر عدد النازحين العراقيين بنحو مليوني شخص من مختلف الأقليات العراقية، منهم ما يقارب من ثلاثمائة ألف شخص من الطائفة الإيزيدية الذين نزحوا من منطقة سنجار شمال غرب العراق، منذ آب أغسطس عام 2014، ويعيشون في إقليم كردستان.

سعدية أرملة كانت من بين العراقيين المسيحيين الذين هربوا من الموصل في أغسطس الماضي، تصف كيف خرجوا من الموصل، تاركين وراءهم كل شيء:

" ما حصل أن منطقتنا تعرضت للضرب، واستشهد ثلاثة أشخاص. لم نستطع تحمل ذلك. لقد تم استهدافنا.. نحن لا نريد الموت نريد أن نعيش. لا نريد أن يأخذوا أرضنا، نحن أهل الحق."

ولكن الأصعب من هجران الأرض والوطن، هو اختطاف الفتيات والنساء وتعرضهن للاغتصاب والعنف، كما تقول كاميليا، التي استطاعت النجاة بحياتها وفرت من سنجار إلى اقليم كردستان، ولكن تركت وراءها بناتها الاثنتين، اللتين لا تزالا في أسر تنظيم داعش.

تقول كاميليا في هذا الشأن:

" هناك الكثير من الأطفال الذين ماتوا من الجوع، ولكن هذا لا يقارن باختطاف واغتصاب بناتنا. نحن نتحمل أي شيء حصل في هذه الإبادة الجماعية ولكن أن يتم أخذ بناتنا.. هذا هو الشيء الأكثر إيلاما."

شكلت استضافة النازحين في إقليم كردستان العراق عبئا هائلا على الموارد المحلية التي لم تعد مستدامة، ولم يعد بوسع أهالي الإقليم  تحمل العبء بمفردهم، وهم يحتاجون إلى دعم دولي إضافي، لاسيما خلال أشهر الشتاء.

أعلنت حكومة إقليم كردستان والأمم المتحدة عن حاجة ملحة لمبلغ إضافي يقدر بمئة وخمسين مليون دولار أمريكي، لتغطية تمويل الاحتياجات الأساسية لحوالي مليون نازح عراقي منتشرين في إقليم كردستان العراق كجزء من خطة الاستجابة الفورية المنقحة الثانية.

مصدر الصورة