منظور عالمي قصص إنسانية

رحلة لاجئ من سوريا إلى ألمانيا ليتمكن طفله من السمع

رحلة لاجئ من سوريا إلى ألمانيا ليتمكن طفله من السمع

تنزيل

يعتبر برنامج إعادة توطين اللاجئين السوريين، سواء الرسمي أو إعادة التوطين العاجل، كما هو الحال مع برنامج القبول الإنساني في ألمانيا أداة حيوية منقذة لحياة للاجئين الضعفاء بشكل خاص.

وقد يكون من بين هؤلاء اللاجئين نساء وفتيات معرضات للخطر، وأشخاص يعانون من ظروف صحية خطيرة أو ناجون من التعذيب أو غيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتقوم مفوضية شؤون اللاجئين و المنظمة الدولية للهجرة بتقديم المساعدة من خلال العمل مع برنامج ألمانيا للمساعدة الإنسانية، حيث يحصل اللاجئون على تصريح بالبقاء لمدة سنتين، مع خيار للتمديد إذا لم يتغير الوضع في سوريا.

في التقرير التالي نستعرض تجربة أحد المستفيدين من تلك الخدمات:

عاش أحمد خوان وأسرته في حلب قبل الحرب في سوريا، وكان يعمل تاجرا في الحديد والخردوات، تمتع بحياة جيدة وكان قادرا على إعالة زوجته وأطفاله الصغار.

ولكنهم فروا من ديارهم في عام 2012 عندما وصلت الحرب إلى حلب، ووجدوا ملجأ في لبنان المجاور.

وهناك، انضم أحمد إلى والدته وإخوته وأخواته في شقة صغيرة في بيروت ينتظرون العودة إلى سوريا.

تمكن أحمد من العثور على عمل متفرق في لبنان لإعالة أسرته، ولكنه عرف أنه لا يوجد له ولأسرته مستقبل هناك خاصة لابنه الأصم عبده.

في سوريا حصل عبده على سماعة واحدة للأذن ولكنها قديمة. لم يستطع أحمد تحمل دفع ثمن زرع سماعة الأذن الثانية ليتمكن عبده من السمع بالأذنين.

وفي أغسطس عام 2014، علمت الأسرة بقبول طلبها لإعادة التوطين في ألمانيا في إطار برنامج المساعدات الإنسانية، وقال أحمد:

" كنا نعيش في بيت واحد معا جميعا ثم فجأة جاء السفر، وبالطبع كان شيئا مؤثرا، ولكن بعد أن ترى أن لديك ولأطفالك مستقبلا افضل فإنك ستدخل في مرحلة جديدة من حياتك."

وبعد شهر واحد وصلوا إلى فاشتيرباخ. وخضع عبده إلى عملية ثانية ، و الآن يستطيع أن يسمع  بنسبة حوالي 90٪  بسبب السماعات الجديدة. وتم تسجيل عبدة في  مدرسة لضعاف السمع، وهو يذهب الآن إلى الحضانة المحلية مع شقيقته رها ( 4 سنوات)، وكلاهما يتعلمان الألمانية.

ويقول تيم شنايدير، موظف الإدماج في مدينة فاشتيرباخ:

"إن أسرة خوان هي أسرة مثالية، وخاصة لأن السيد خوان يساعد في الترجمة. ونحن نريد مساعدة اللاجئين للتعلم من بعضهم البعض، ولهذا طلبنا من السيد خوان مساعدتنا مع الوافدين الجدد في مدينة فاشتيرباخ. سيذهب السيد خوان إلى المدرسة ويحاول جاهدا الاندماج ".

أحمد على وشك التخرج من مدرسة اللغات وهو لا يمل من محاولات العثور على عمل في المدينة. وقد وصل والده وشقيقه مؤخرا إلى ألمانيا كجزء من برنامج إعادة توحيد الأسرة.

للمرة الأولى منذ بدء الحرب في سوريا، يشعر أحمد بالأمل في المستقبل:

"الحمد لله أنهم هنا، ولكن بفضل ألمانيا قبل كل شيء لإحضارهم هنا للانضمام لي. هناك الكثير من الناس اضطروا للوصول بطريقة غير مشروعة عن طريق البحر أو الجو، ولكنهم عملوا على إحضارنا هنا بشكل آمن."

مصدر الصورة