[caption id="attachment_153407" align="alignright" width="350" caption="Photo: UN Radio"]

إذاعة الأمم المتحدة تقدم..

برنامج خاص حول أول منتدى عالمي يعني بسياسات الشباب..

700شخص حول العالم يجتمعون لمناقشة سياسات الشباب..

خبراء ووزراء وشباب يضعون أول التزام دولي بعد عشرين عاما من اعتماد برنامج العمل الدولي للشباب

بتنظيم مشترك من مكتب مبعوث الأمين العام لشؤون الشباب وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي واليونسكو ومجلس أوروبا، وباستضافة حكومة أذربيجان، عقد في الثامن والعشرين من تشرين الأول أكتوبر، أول منتدى عالمي يعنى بسياسات الشباب.

المنتدى الذي استضاف ما يقارب من سبعمائة شخص يمثلون مئتي بلد، التقوا في العاصمة الأذربيجانية باكو بهدف تبادل الآراء واكتساب خبرات جديدة في مجال سياسات الشباب.

الشباب الذين يتراوح عددهم في عالمنا اليوم، ما يقارب من مليار وثمانمائة مليون شاب وشابة يتأثرون بالسياسات المباشرة المتعلقة فيهم، وفقا للمبعوث الخاص المعني بالشباب، أحمد الهنداوي الذي شرح لنا أهمية هذا المنتدى بالنسبة لصياغة سياسات الشباب:

"في العالم اليوم، هناك ما يقارب من مئة واثنين وعشرين دولة تنفذ سياسات مختصة بالشباب على المستوى الوطني، ولكن منذ عشرين عاما لم يتم عقد منتدى عالمي يجمع جميع الأطراف المعنية بقضايا السياسات الوطنية للشباب للتباحث حول أفضل التجارب الموجودة وأيضا للتعلم ومشاركة هذه التجارب مع الدول الأخرى."

تختلف القوانين والسياسات والتشريعات الخاصة بالشباب على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، فهناك دول وضعت سياسات وطنية للشباب وهناك دول لا تزال تفتقر إلى تلك السياسات.

وفقا للإحصاءات ، هناك مئة وعشرون بلدا حول العالم لديها سياسات وطنية تخص الشباب، وقد ساعدت صحيفة الحقائق التي أنشأتها منظمة سياسة الشباب، بالتعريف بحالة الشباب وحقوقهم ومدى مشاركتهم في صنع القرار في العالم، وذلك من خلال تقديم لمحة سريعة عن الدولة وأبعاد الحياة الاقتصادية والسياسية للشباب مقارنة بدول أخرى.

وتعد مشاركة فريق صحيفة الوقائع بقيادة كريستين بولكوسو في المنتدى العالمي الأول لسياسات الشباب، هامة في دعم المنتدى بالحقائق فيما يتعلق بمئة وست وتسعين دولة، كما توضح بولكوسو:

" سيكون دوري بشكل خاص في المنتدى، هو قيادة فريق صحيفة الحقائق فيما يتعلق بسياسات الشباب. فكماذكرت هناك مئة وست وتسعون صحيفة حقائق عن الدول في العالم، وكل صحيفة عبارة عن نظره عامة عن حالةالشباب في ذلك البلد، وما سنقوم بفعله هو بناء قاعدة معلوماتية فيما يتعلق بسياسات الدول والمقارنة بين تلكالدول، وتأسيس قاعدة مستقبلية فيما يتعلق بالشباب."

وقد جمع المنتدى ما يقارب من سبعمائة شخص من جميع أنحاء العالم من وزراء وخبراء معنيين بسياسات الشباب وبرلمانيين ووكالات الأمم المتحدة فضلا عن الشباب أنفسهم، حيث كان المنتدى منبرا لجميع الأقطاب بهدف صياغة وتعزيز تنفيذ البرنامج العالمي للشباب الذي تم اعتماده من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1995، والتعلم من التجارب الناجحة في مختلف المجالات.

المبعوث الخاص المعني بالشباب، وضح لنا المحاور الرئيسية التي تم مناقشتها خلال المنتدى:

" قضية سياسات التشغيل المعنية بالشباب، وقضيةسياسة المشاركة والبرامج التي تتيح للشباب المشاركة في السياسات المعنية بالتعليم، وقضية أخرى تتعلق بمشاركة الشباب في الجوانب البيئية وقضية الاستدامة وقضية التمدن أو وجود شريحة واسعة من الشباب حول العالم يقطنون بالمدن الآن. هنالك المحاور الرئيسية التي وضعت في برنامج العمل العالمي للشباب عام 1995ستتم دراستها الآن، وهي خمسة عشر محورا وستتفرع جلسات العمل للنظر في تلك المحاور. وسيتم النظر إلىكيفية دراسة معظم هذه المحاور، وأيضا النظر إلى كيف يمكن بناء سياسات وطنية للشباب بالمشاركة مع الشباب"

وخلال المنتدى التقينا بمجموعة من الشباب والخبراء والوزراء المعنيين بالشباب..لنستمع إلى بعض من هؤلاء وسياسات دولهم وتجربتهم فيما يتعلق بالشباب:

تم اختياره من بين ما يقارب من ثلاثمائة شاب وشابة ليلقي الكلمة الافتتاحية في المنتدى العالمي الأول المعني بسياسات الشباب،

بشار حبي،  الناشط السوري وسفير شبكة " عالم في المدرسة"،

وهي شبكة عالمية تضم أكثر من خمسمائة سفير حول العالم  يعملون في ما يقارب ثمانين بلدا ضمن حملات من أجل توفير التعليم لملايين  الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة.

وكان الشاب السوري قد عمل في البداية مع اللاجئين الفلسطينيين داخل سوريا، ليتطور عمله فيما بعد ليشمل اللاجئين السوريين بعد الأزمة السورية، بهدف مساعدة الشباب على العودة إلى المدارس والتعليم البديل أو كيفية تتبع الأطفال لتعليمهم خلال الأزمة.

وعن تجربته من هذا المنتدى، قال الناشط السوري:

[caption id="attachment_153415" align="alignleft" width="350" caption="بشار حبي - Photo: UN Radio"] " هذا المنتدى هو فرصة عظيمة لبناء مساحات وجسور ما بين شباب العالم، حيث تعرفنا على تجارب ناجحةبالنسبة للعمل الشبابي ضمن كل مجتمع على حدة، كما تعرفنا على الخصوصيات للمجتمع وفي نفس الوقت بالعموميات وكيف يتم نقل هذه الخبرات إلى مكان آخر. واجهتنا عدة صعوبات بسبب التعقيدات الموجودة في الدولولكن استطعنا تخطيها لبناء مظلة كاملة لكل الشباب ولبناء سياسات عامة تفيد كل الشباب في كل أنحاء العالم."

أحمد نواف، مدير التوجيه الوطني بالمجلس الأعلى للشباب في الأردن، أكد على أهمية عقد لقاءات هامة تعنى بتلك الفئات العمرية مشيرا إلى أن الأردن من الدول العربية السباقة في وضع استراتيجيات خاصة بالشباب.

وأشار السيد نواف إلى سعي الأردن لاستصدار تشريع خاص يتعلق بالعقوبات الجزائية المجتمعية وهو استبدال عقوبة الحبس بخدمة المجتمع، بما يفيد قطاع الشباب بشكل خاص، وقال:

[caption id="attachment_153416" align="alignright" width="350" caption="أحمد نواف - Photo: UN Radio"] " نحن في الأردن بشكل عام نسعى لاستصدار تشريع يتعلق بالعقوبات الجزائية المجتمعية، وهو استبدال عقوبة الحبس بخدمة المجتمع. هذا سيكون في خدمة قطاع الشباب تحديدا   لأنه القضايا تتعلق بالشجار والعنف الطلابي بالجامعات والحوادث المرورية التي عقوبتها الحبس في الأردن أحيانا تؤثر على الشباب الأردني و اتجاهاته وتؤثر على سلوكهم مستقبلا.  الأردن ارتأت أن تكون صاحبة مبادره  أن تستبدل عقوبة الحبس بخدمة المجتمع."

وقال السيد جوزيف سعد الله، رئيس مصلحة الشباب بوزارة الشباب والرياضة في لبنان، إن الأزمة السورية كان لها تأثير على السياسات المعنية بالشباب في البلاد.

وقد استعرض السيد سعد الله في المنتدى العالمي الوثيقة السياسية الشبابية اللبنانية التي تم التوصل إليها عام 2012، والتي تتطرق إلى الهجرة والشباب والعمل والتنمية الاقتصادية، والصحية وغيرها.

وأعرب جوزيف سعد الله، عن أسفه لما كان لتأثير الأزمة السورية على لبنان، حيث إن الشباب السوريين يعملون برواتب أقل من اللبنانيين مما يؤثر على الشباب وقضية الهجرة:

[caption id="attachment_153421" align="alignleft" width="350" caption="جوزيف سعد الله - Photo: UN Radio"] "هنالك زيادة في عدد العمال السوريين أو الموظفين أو الأكاديميين السوريين، الذين قد يأخذون محل اللبنانيين في بعض الأحيان في العمل، خاصة أن الرواتب التي تعرض على إخواننا السوريين تكون أقل من اللبنانيين بسبب هدف تجاري، هذا الأمر قد يؤثر على الشباب وهجرة الشباب في لبنان."

وممثلا عن فلسطين، التقينا بالسيد عبد الناصر القريوتي، مدير دائرة المؤسسات والمراكز الشبابية في المجلس الأعلى للشباب والرياضة في فلسطين، الذي قال إن الاحتلال كفيل بوضع سد من المعوقات أمام الحكومة الفلسطينية والمنظمات الأهلية.

[caption id="attachment_153423" align="alignright" width="350" caption="عبد الناصر القريوتي - Photo: UN Radio"] " نحن في فلسطين لنا واقع خاص عن الدول المشاركة فهذا المؤتمر وأهم التحديات هي تحدي الاحتلال الموجود، الذي يسيطر على الأرض ويسيطر على السكان الفلسطينيين. الاحتلال وحده كفيل بعمل سد من المعوقات أمام الحكومة الفسطينية والمؤسسات الأهلية لأنه  كل ما يبنى بأي دولة هو تحت عنوان الاستقلال والدولة الغير مستقلة والتي تعاني من الاحتلال بالتأكيد الاحتلال يفرض معوقات جمة  أمام تطور الشعب الفلسطيني الذي يسعى إلى اقامة دولته."

كان من بين المشاركين في المنتدى العالمي المعني بسياسات الشباب، ليان آل سعود، إحدى الشابات السعوديات من رسل السلام في الكشافة السعودية التابعة لوزارة التربية والتعليم.

ليان أعربت عن سعادتها للمشاركة في المنتدى العالمي وأشارت إلى أنها تعرفت على ثقافات مختلفة كما كان المنتدى بمثابة توعية للتعرف على سياسات الدول المختلفة، فضلا عن أنها أعطت صورة عن الفتيات السعوديات لتغيير الصورة النمطية عنهن.

ليان آل سعود تحدثت عن تجربتها ودورها في هذا المنتدى.

[caption id="attachment_153424" align="alignleft" width="350" caption="ليان آل سعود - Photo: UN Radio"] " هذا المنتدى فيه توعية لنا كسعوديين كيفية التواصل مع المجتمعات المختلفة ونتعرف منهم ومن الحضارات المختلفة ونتناقش معهم ونوصل معهم إلى هدف معين."

أما الشابة المصرية بسمة محمد الحجاج، فقد أعربت عن سعادتها للمشاركة في المنتدى العالمي الأول المعني بسياسات الشباب.

الحجاج تحدثت عن أهمية التعليم بالنسبة لشباب مصر وتطوير سياستها:

[caption id="attachment_153426" align="alignright" width="350" caption="بسمة محمد الحجاج - Photo: UN Radio"] " هناك سياسات يجب أن تتطور وأهمها طبعا التعليم، التعليم يحتاج أن يتطور جدا بمصر وقد قدمت هنا للمنتدى لأسمع عن التعليم ووسائل تنميته."

الظروف الناجمة عن ثورات الربيع العربي ومشكلة البطالة والإيدز وغيرها، تعد من التحديات العديدة التي يواجهها الشباب في أفريقيا والتي تعمل اللجنة الاقتصادية الأفريقية التابعة للأمم المتحدة على معالجتها، وفقا للمسؤولة الأولى للشؤون الاجتماعية في اللجنة أمل البشبيشي.

هدف مشاركة اللجنة هو عرض خدماتها والاستفادة من خبرات غيرها في مجال التركيز على مشكلة البطالة بشكل خاص، وذلك لاعتقادها الراسخ بأن ما حصل في الشمال الأفريقي من ثورات الربيع العربي يعود إلى مشكلة البطالة.

[caption id="attachment_153427" align="alignleft" width="350" caption="أمل البشبيشي - Photo: UN Radio"] "أهم السياسات هي سياسات التشغيل أوالتوظيف. كلنا نعرف أن كل الذي حصل في دول شمال أفريقيا، كان بسبب أن الشباب عاطل ومعطل ويتم استخدامه، فنحن نريد أن نتجنب النقطة هذه ونريد لسواعد الشباب أن تبني ولا تدمر. نحاول أن نركز على سياسات التوظيف، وبالذات مثلا الصناعات الصغيرة والمتوسطة وكيف نستوعب القنبلة الموقوتة هذه."

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل هناك سياسات خاصة موحدة بالشباب في وطننا العربي.

ريدان السقاف، ضابط شؤون اجتماعية من قسم قطاع التنمية الاجتماعية بالأسكوا.

يجيب على هذا السؤال:

[caption id="attachment_153434" align="alignright" width="350" caption="ريدان السقاف - Photo: UN Radio"] "طورت الإسكوا على مدى السنتين الماضيتين، بالشراكة مع عدد من المسؤولين المتطوعين بالدول العربية، حزمة أدوات ارشادية معنية بالسياسات الوطنية للشباب. تتناول هذه الحزمة أربع أدوات رئيسية، الأداة الرئيسية فيها والذي تعتبر ركن الأساس، هو دليل مرجعي لصياغة السياسة الوطنية للشباب. الدليل المرجعي عبارة عن كتاب من مئتي صفحة يتناول ، الخطوات المطلوبة لتطوير السياسات الوطنية للشباب من  مرحلة التعرف على الأولويات إلى مرحلة صياغة الوثيقة بآلية تشاركية معتمدة على حقوق الإنسان إلى مرحلة تنفيذها والمراقبة عليها وتقييمها اعادة صياغتها حسب التطورات.

الأداة الثانية، معنية بأمثلة حول الخيارات السياسية حول الشباب وفيها 45 مثال حول العالم، حول كيفية تعاطي مختلف الدول من خلال السياسات الوطنية للشباب مع قضايا محددة.

الأداة الثالثة، عبارة عن تقرير اقليمي حول وضع السياسات الوطنية في المنطقة العربية على مختلف المجالات.

أما الرابع، فكانت عبارة عن معايير ارشادية رئيسية لصانعي القرار، خاصة  للدول التي لديها سياسات وطنية للشباب وتقوم بمراجعتها للتأكد من جودة وفعالية هذه السياسات. الشيء الجيد أن تلك السياسات قد صيغت بطريقة تشاركية وتم اختبارها في أربع دول وهي فلسطين والعراق واليمن وتونس."

وفي اختتام أعمال المنتدى العالمي الأول المعني بسياسات الشباب خرج المنتدى بالتزام من المشاركين والمنظمين تجاه سياسة الشباب خصوصا في إطار برنامج العمل الدولي للشباب في الذكرى العشرين لهذا البرنامج.

[caption id="attachment_153435" align="alignleft" width="350" caption="Photo: UN Radio"] "هذا الالتزام، التزام باكو تجاه سياسات الشباب نص على مجموعة عناصر . أهم هذه العناصر إطلاقنا اليوم لمبادرة دولية لدعم السياسات الوطنية للشباب سيتم العمل من خلالها على تقديم دعم فني للدول الراغبة بذلك والحصول على دعم فني لبناء سياسات وطنية للشباب، والاستثمار في البحوث المعنية بالشباب وبالتجارب الناجحة ونشر هذه التجارب بالإضافة إلى حقيقة الاحتفاء بالدور المهم الذي يمثله برنامج العمل الدولي للشباب والسياسات الوطنية للشباب."

وبهذا سيداتي وسادتي نأتي إلى نهاية برنامجنا الخاص المعني بسياسات الشباب...لكم أجمل تحية مني بسمة البغال